أقلام حرة

بديعة النعيمي: الحرب على غزة (96): كيف خدم قانون التنحي نتنـياهــو؟

كان بنيامين نتنياهو قد اتُهِم بقضايا فساد زجّت به في هوّة قانونية عميقة. ومن هذه القضايا ما تناولته وسائل الإعلام مثل تلقي زوجته "سارة" هدايا باهظة الثمن، واستغلاله لمنصبه بهدف تحقيق مصالح خاصة به وتقديم رشاوى لصحف ومواقع إخبارية لنقل أخبار إيجابية عنه وعن زوجته.

غير أن قانون التنحي الذي جاء لحماية نتنياهو من عواقب انتهاكاته المحتملة لاتفاق تضارب المصالح الذي وقعه عام ٢٠٢٠ للسماح له بتولي منصب رئيس الوزراء أثناء محاكمته بتهم الفساد، والذي ينص على أن هناك طريقتين فقط لإقالة رئيس وزراء من منصبه. الطريقة الأولى إبلاغ الكنيست بتنحيه، وقد رفض نتنياهو جميع المطالبات باستقالته.

أما الطريقة الثانية فتتم بعزله من خلال تصويت ثلاثة أرباع أعضاء مجلس الوزراء على أن يتم تأييد القرار بأغلبية تتألف من ٩٠ عضوا في الكنيست. وهنا قال حلفاء لنتنياهو في الكنيست أنهم يسعون لمنحه حصانة برلمانية من الملاحقة القضائية.

وبهذا يكون هذا القانون قد أعطاه فرصة البقاء في الحكم حتى بداية الدورة المقبلة للكنيست.

وقد شهدت على إثر تلك الخطط المثيرة للجدل بهدف إضعاف القضاء من قبل الإئتلاف الحكومي الديني اليميني المتطرف بزعامة نتنياهو مدينتي "تل أبيب" وحيفا تظاهرات احتجاجا على تلك الخطط. إلا أنه وبعد عملية ٧/أكتوبر تم تعليق هذه التظاهرات وانقلبت منذ بداية حربه على غزة إلى تظاهرات تطالب بإعادة الرهائن لدى حركة حماس، حيث خرج آلاف من المتظاهرين في دولة الاحتلال إلى شوارع "تل أبيب" وغيرها من المدن للمطالبة باستقالة نتنياهو وإجراء انتخابات مبكرة بسبب إخفاقه في إعادة الرهائن، بالإضافة إلى فشله في التعامل مع الحرب.

غير أن نتنياهو الذي يعتمد مستقبله السياسي على نتيجة الحرب، لم يكترث بالدعوات المتزايدة للمتظاهرين والتي تطالبه بالاستقالة وأنه سيواصل الحرب حتى النصر وأن لا أحد يستطيع منعه من القتال حتى تحقيق أهدافه.

فهل ما يقوم به نتنياهو بالفعل من إطالة للحرب وارتكاب مئات المجازر وتدمير البنية التحتية لقطاع غزة هو من أجل البقاء في الحكم لأنه يعلم أنه وبمجرد إنهاء الحرب تنتهي مسيرته السياسية؟ وأن ما اتهمه به بعض السياسيين في دولة الاحتلال بانه يريد جر الشرق الأوسط إلى الحرب من أجل البقاء في السلطة هو اتهام صحيح؟.

***

بديعة النعيمي

في المثقف اليوم