كتب واصدارات

اصداران جديدان للشاعر العراقي جواد وادي

712-hawadصدر للشاعر والكاتب والمترجم العراقي جواد وادي المقيم في المملكة المغربية ديوان شعري جديد هو الديوان الرابع ضمن سلسلة اصداراته الشعرية، الديوان من القطع المتوسط يحمل عنوان "سيرة الفصول" بغلاف جميل من تصميم الفنان المبدع الدكتور مصدق الحبيب، يحتوي الديوان على 130 نصا قصيرا اسماها الشاعر "ما يشبه الهايكو"، والجدير بالذكر أن هذا الديوان يشتمل على نصوص قريبة لتجربة الشعر الياباني المسمى "بالهايكو"، وهي تجربة برغم بساطة لغاتها فهي تحمل نظرة فلسفية عميقة، تعالج تفاصيل مهمة من اليومي، بتناولها للشائع المعاش، من خضرة وفصول وأشجار ومياه وغابات وعلاقة كل هذه التفاصيل بعضها ببعض لتشكل توليفة للحياة، ولكن برؤيا شعرية ثرية تستحق القراءة ومتابعتها بكثير من الاهتمام والدراسة النقدية الصارمة، وهكذا نجد الشاعر جواد وادي يخوض هذا الجنس الإبداعي الذي يعج بالغرائبية ولكن ضمن مبدأ السهل الممتنع.

أما الديوان الثاني يحمل اسم "ألحان القيثارة السومرية" وهو الإصدار الخامس من دواوين الشاعر المطبوعة، ومن تصميم نفس الفنان، يعتمد على تجربة مغايرة لديوان سيرة الفصول، من حيث اللغة الموظفة والجمل الشعرية الطويلة وحضور مكثف للأمكنة واحالات حياتية نترك للقارئ الاطلاع عليها، يقع الديوان في 103 صفحة من الحجم المتوسط. وسبق للشاعر أن أصدر ثلاثة دواوين صدرت كلها في المغرب وهي: تراتيل بابلية، رهبة المدارك، نشيد الفواخت.

وينبغي الإشارة أن لنفس الشاعر دواوين وكتب عديدة أخرى، في مجال الترجمة والنقد تصدر حديثا.

 

جاء في الغلاف الخلفي لديوان سيرة الفصول هذا النص:

 مرة اكتريت لجسدي تابوتا

712-hawadواشتريت له كفنا

وحفرت له قبرا

لكنه أبى إلا أن يكون رمادا...

 

ومن ديوان ألحان القيثارة السومرية نقتطع هذا المقطع من نص طويل باسم "وصية" تضمنه الغلاف الخلفي

 

أوصيكمْ أن تحرقوا البخورَ

عندَ مدخلِ المدفنْ

لا تنشّوا الذبابَ عن اجسادِ الموتى

دماءُ المنحورينَ ما جفّتْ بعدُ

وخوذةُ المحاربِ ما لامسَها الغبارُ

فلماذا تكيدون للموتى وأنتمْ الهالكونْ

لا تطلوا أسماءَكمْ بالألوانِ

ولا تزوقوا شواهدَكمْ

بنعيٍ منقوعٍ بالدماءْ      

ما معنى أن تقيموا بتلك الغاباتِ

وأنتمْ أول من أحرقَ آخرَ الفسائلِ

وهشّم كل الجرارِ

فاندلقتْ منها المياهُ

لا لتسقي الأرضَ العطشى

ولكنْ لترتوي من فوقنا سحبٌ سوداءْ

ومن المعلوم أن دواوين الشاعر كلها تحمل الهم العراقي بكل مكابداته وآلامه.

في المثقف اليوم