الرئيسية

يا مرجعية .. قولي قولتك / ناهدة التميمي

 .. بينما سيتكفلوا هم بتعطيل المتطوعين خارج سياج المعسكر الى ان يحتشدوا ويتجمعوا وتصبح اعدادهم اكثر من كافية ليحصدوهم حصدا.

وهذا الحال اقصد تفجيرات اليوم التي طالت شبان من الفقراء ذهبوا يحدوهم الامل في وظيفة تسد الرمق وتشبع البطون التي عز شبعها في عراق الحرامية والمخربين والمفسدين والمزورين وسياسيي الغفلة يتكرر منذ سبع سنوات وبنفس الطريقة التي لو تكررت في بلاد الادغال الافريقية القصية مرتين لاخذوا حذرهم واحتاطوا للعمليات الارهابية ومنعوا وقوعها .. لماذا اذن تتكرر في العراق وتنفذ بنفس الطريقة السمجة المفضوحة .. وفي اماكن اقل مايقال عنها انها امنية ويفترض ان تكون الحيطة والحذر فيها على اشده .. الجواب البسيط على هدر كل هذه الدماء الفتية والزكية والخسائر الجسام هو الاختراقات الامنية ووجود المرتشين والفاسدين والبائعين لشرفهم ممن ارتضوا لانفسهم وضمائرهم العفنة ان يقتلوا شبان وياكلوا ويطعموا عوائلهم بدمائهم

اليوم مئتين من الشبان الفقراء قتلوا واصيبوا في تفجيرات لتجمعات المتطوعين في باب المعظم اغلبهم من الفقراء الذين شوى اكبادهم حر العراق وكوى حياتهم الفقر فيه والعوز والفاقة وقلة الوظائف والتخريب المستمر لكل انواع الحياة فيه بشكل منظم ومقصود .. فذهبوا املين بالحصول على وظيفة .. واي وظيفة ( جندي ) بسيط عله يعيش كابسط مايعيش البشر حتى في افريقيا او الفلبين او اي مكان فقير في العالم ولكن الانسان فيه محترم ومصان .. لانه لو قتل كلب عقور في اي مكان في العالم لهبت منظمات حقوق الانسان والحيوان في العالم تدافع عن هذا الكلب.. ولكن قتل العراقيين وتشويههم وتقطيع اوصالهم وارجلهم وايدهم وتعويقهم وبشكل منظم منذ سبع سنوات مسالة فيها نظر وتمر في الاعلام العروبي والعالمي وكان مجموعة من الذباب ابيدت فلا ضرر ولاضرار

ومع كل التفجيرات اليومية التي تطال هؤلاء الشبان والناس واكثرهم من طائفة معينة وممن خرجوا من الصباح الباكر حالمين بفرصة عمل وربما خرج اكثرهم دون افطار لانه غير متوفر في بيوتهم او لعدم وجود كهرباء وماء ولربما استدانت امهاتهم اجرة السيارة التي ذهبوا بها الى معسكر التطوع املا في ردها من رواتبهم المستقبلية واكثرهم كما سمعت من الخريجين المهندسين وخريجي العلوم والاداب واللغات الذين يئسوا من وجود وظيفة فقدموا للتطوع كجنود .. اقول ومع كل ذلك وكل التفجيرات اليومية وسياسيينا يتصارعون على الكرسي والمغانم غير عابئين بما يجري في البلد .. او من قتل للولد .

والمصيبة الكبرى الشيعة انفسهم يتقاتلون بينهم على الفرهود وهنا اؤكد ماكتبه الاخ سيف الله علي اذ قال .. البعثيون الطامحون في العودة للحكم يقولون لاداعي لان نتقاتل معهم على السلطة .. اتركوهم يتقاتلون بينهم وتذهب ريحهم وباسمهم بينهم وعندما ينهكون من قتل بعضهم البعض ستعود الينا دون عناء .. وهذا مايحصل اليوم .. فكل حزب وفصيل ومجموعة تقدم مرشحها وكانه النبي المنزل الذي لاياتيه الباطل من خلفه او فوقه.. ولم يفكروا بمصلحة جماعتهم المذبوحة منذ الف واربعمائة سنة .. لقد اتوا للحكم ( وان كان ليس بشكل مطلق) فهناك من يحكم معهم من الاكراد والسنة والمسيحيين والتركمان وغيرهم ولكن الامر حُسب عليهم بانهم هم من يحكم .. غير انهم لم ينصفوا فقير او يعيلوا يتيم او يغيثوا ارملة او محتاج ..كل همهم كان الفرهود ومغانم الحكم والتنافس بينهم للفوز برئاسة الحكومة

 هنا اقول لابد من تدخل المرجعية الحكيمة لتقول قولتها في الامر .. وان لاتقف موقف المتفرج من التفجيرات التي تطال فقراء العراق وشبانه بشكل خاص بترتيب ابليسي يهدف الى تقليل اعدادهم والاستعاضة عنهم بمصريين تسربت الاخبار لتقول ان هناك نية لاستقدام اربعة ملايين مصري وتوطين اربعة ملايين فلسطيني في العراق ليحلوا محلهم لايجاد توازن طائفي تسعى اليه السعودية ومصر والاردن ودول الخليج بل دول العالم المتنفذة لانهم يرون في الانظمة السنية السعودية والمصرية والاردنية والخليجية انظمة صديقة لامريكا واسرائيل ويرون في الشيعة على محدودية انظمة حكمهم في العالم كما في ايران وصغرها كما في لبنان يرون فيهم تهديدا جديا وفعليا لاسرائيل وامريكا ومصالح الغرب

المرجعية يجب ان تقول قولتها وتتدخل لوقف ا النزيف المرعب الذي يستهدف شبان العراق وطاقاته المنتجة اما بالتهجير خارج العراق او القتل او الخطف او الذبح او التفجيرات .. المرجعية يجب ان تفتي بالامر لاجل العراق واهله الصابرين بان تامر باجراء استفتاء شعبي نزيه وفوري بين المالكي وعلاوي واي من المرشحين الاخرين الذين يرون في انفسهم الكفاءة لشغل منصب رئيس الوزراء .. لانه بدون تدخل فوري وجدي سنبقى ندور بدائرة مفرغة ولن نتمكن من تشكيل حكومة تمسك الملف الامني بيد من حديد وتنظف دوائر التجنيد من العابثين والمفسدين الذين ياكلون من دماء اخوانهم العراقييين ويطعمون عوائلهم واطفالهم سحتا حراما ودما سيبقى عالقا في رقابهم ماطال الزمان

د. ناهدة التميمي

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1490 الثلاثاء 17/08/2010)