آراء

علا بياض: أستراليا بلد التكامل الاجتماعي رغم تهديدات التطرف والإرهاب

الإرهاب لاحدود له، ومَن يظن أن أستراليا القارة البعيدة في مأمن من الإرهاب فهو خاطيء، وما يٌبرهن ذلك أن تنظيم داعش أستقطب عام 2012 أكثر من 230 شخص اكثرهم من الشباب واليوم الإرهاب يضرب أستراليا، مدينة سيدني من جديد، وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات حول الأسباب والتداعيات.

شهدت مدينة سيدني عملية إرهابية داخل مجمع "ويستفيلد بوندي جانكشن" المزدحم يوم السبت 13 أبريل 2024، عملية طعن نفذها شخص بمفرده راح ضحيتها ثمانية أشخاص بينهم طفل رضيع إضافة الى عدد من الجرحى . وقالت السلطات إن الهجوم كان على الأرجح "مرتبطا بالصحة العقلية".

وبعد أيام من هذه العملية جاءت عملية إرهابية أخرى يوم 16 أبريل 2024، أي بعد ثلاثة أيام فقط، عندما هاجم شاب يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً الأسقف في كنيسة المسيح الراعي الصالح في غرب سيدني في إحدى كنائس نيو ساوث ويلز. ومهما كانت الأسباب والدوافع، فإن مثل هذه الأعمال من شأنها أن تثير الكثير من المخاوف وتؤثر على أمن واستقرار المجتمع الأسترالي.

العمليات التي شهدتها أستراليا جاءت بالتزامن مع حالة التأهب الأمني حول العالم، حيث شهدت بعض عواصم أوروبا خلالها عدد من عمليات الطعن وبالتوازي مع العملية الإرهابية التي شهدتها موسكو يوم 24 مارس 2024 عندما نفذ أربع من مقاتلي تنظيم داعش ولاية خراسان أو المرتبطين به بتنفيذ عملية إرهابية واسعة في احد مجمعات التسوق الروسية راح ضحيتها أكثر من 140 شخص

وهنا يتوجب الإشارة إلى حقيقة وهي تأثير وترابط الحروب والنزاعات الدولية على واقع التطرف والإرهاب والأمن المجتمعي للشعوب. هنا نتحدث عن حرب أوكرانيا وحرب غزة، الصور المروعة  من غزة على سبيل المثال وحتى من أوكرانيا من شأنها أن تدفع الكثير من الشباب وحتى البالغين نحو التطرف والإرهاب لتنفيذ عمليات إرهابية.

الأمن المجتمعي في استراليا ليس بعيداً عن ما يحدث حول العالم من حروب ونزاعات، في زمن التواصل الاجتماعي والأنترنيت والعولمة، وهذا يعني أن الإرهاب والتطرف لايعرف الحدود ولا المسافات. الخطاب المتطرف عبر الأنترنيت وعبر المنصات وحتى عبر المنابر من شأنه أن يدفع الشباب نحو التطرف.

الأمن المجتمعي هو الأساس في أستراليا وكذلك لبقية الشعوب والمجتمعات، وهذا لايعني عسكرة الأمن ونشر الشرطة في الشوارع، بقدر ما تكون هناك سياسات تعمل على الدمج الاجتماعي والتكامل الاجتماعي وبالتوازي مع برامج  خاصة تعتمدها الحكومة والمنظمات المعنية لمنع التطرف ومعالجته، ناهيك عن ضرورة تبني برامج وتطبيقات نزع التطرف العنيف خاصة الى العناصر الخطرة أو الى العائدين من القتال بصفوف الجماعات المتطرفة.

استراليا معروفة بأنها بلد يضم العديد من الأصول والأعراق، وسياسات الحكومة الأسترالية في الغالب اعتمدت أساسا في برامجها وهو التكامل الاجتماعي وعمل البرامج وعقد المنتديات والمناسبات من قبل البلديات التي من شأنها تعمل على تعزيز المواطنة والأنتماء إلى هذا البلد.

***

علا بياض – رئيسة تحرير مجلة عرب استراليا

في المثقف اليوم