ترجمات أدبية

لين نوتاج: نفخة

تأليف: لين نوتاج

Poof

Lynn Nottage

ترجمة: د. محمد عبدالحليم غنيم

***

الشخصيات:

صمويل: زوج لورين

لورين: ربة منزل عاقلة فى أوائل الثلاثينات

فلورنسا: أفضل صديقات لورين فى أوائل الثلاثينات

الوقت: الحاضر

المكان: مطبخ

(ظلام)

صمويل: (فى الظلام) عندما أعد إلى رقم عشرة أكون قد اختفيت ! أتريدين أن ترى؟ أتريدين أن تسمعى؟. واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة...

لورين: (فى الظلام) عليك اللعنة، اذهب إلى الجحيم يا صمويل!

(و مضة من الضوء الخاطف، ثم ترتفع الإضاءة، كومة كبيرة من رماد الدخان تبقى وسط المسرح، لورين ربة منزل وقور، فى بداية الثلاثينات من عمرها، تحدق فى الرماد وهى لا تصدق، تنحنى وتأخذ نظارة من وسط البقايا ثم تتراجع فى بطء شديد إلى الوراء)

لورين: صمويل؟ أوه! (تضع النظارة فوق مائدة المطبخ) أوه!... صمويل؟ (تنظر حولها) لا تتحامق معى الآن. لست فى حالة مزاج جيدة. (تهمس) صمويل؟ لا أعنى ذلك حقاً. سأكون بخير إذا عدت. هيا الآن، العشاء جاهز (تضحك ثم تتوقف فجأة) الآن كف عن حماقتك... وهيا نجلس (تفحص النظارة) أوه (بهدوء) لا تغضب منى، بالتأكيد نسيت أن آخذ قميصك للغد. أستطيع أن أغسل قميصاً آخر. سأقوم بذلك حالاً. الآن حالاً! صمويل (فى حذر) أنت تسمعنى! (تنتظر الإجابة) ربما لم أكن أنوى أبدأ أن أغسل قميصك (تتراجع للوراء كما لو كانت على وشك أن تتلقى ضربة، لحظة) أوه! (تجلس وتتصل تليفونياً) فلورنس عزيزتى، هل يمكن أن تأتينى حالاً لبعض الوقت. لقد وقع... حادث صغير.. بسرعة، أرجوك. أوه!

(تضع لورين السماعة، تحضر المكنسة وسلة الأتربة، تقترب فى تردد من كومة التراب المحترق، تنزل على يديها وركبتيها وتلقى نظرة عن قرب. تبرز ابتسامة بلهاء على وجهها كله. تجفل ذاهلة من طرق مفاجىء على الباب، تمشى فى بطء عبر الغرفة مثل طفل معتوه. تسمح لفلورنسا بالدخول، فلورنسا أفضل صديقاتها وجارتها فى الطابق العلوى، وهى أيضاً ربة منزل فى بداية الثلاثينات، ترتدى روباً منزلياً وردى وزوجا من النعال كبير الحجم. بدون إدراك تشرع لورين فى التراجع عبر الغرفة)

فلورنسا: مرحباً!

لورين: (تشير إلى التراب) أوه!... (تحاول بصعوبة صياغة الكلمات المناسبة، التى تضغط علهيا داخل فمها، لكنها لا تخرج تماماً) أوه!

فلورنسا: هل أنت بخير؟ ماذا حدث؟(تستنشق الهواء) ثمة شىء ما محترق هنا؟

(تحدق فى كومة الرماد الكبيرة) ما ذلك بحق الشيطان؟

لورين: (فى خفوت) صمويل... إنه صامويل على ما أعتقد؟

فلورنسا: ما الذى فعله الآن؟

لورين: إنه هو. إنه هو.

(تومأ برأسها مراراً وتكراراً)

فلورنسا: صغيرتى! ما المشكلة معك؟ هل أخرجك عن طورك؟ أعرف أن شيئاً كهذا كان سيحدث عاجلاً أم آلجلاً

لورين: هل أتصل ب 911 يا فلورنس!

فلورنسا: لماذا؟ أنت ترعبينى!

لورين: اتصلى برقم 911

(تأخذ فلورنسا التليفون وتضرب رقماً)

أعتقد أننى قتلته.

(تغلق فلورنسا التليفون)

فلورنسا: ماذا؟

لورين: (تهمس) قتلته! لقد قتلت صمويل!

فلورنسا: قولى مرة أخرى؟... هل مات حقا ؟

(تهنز لورين يديها بقوة وتومىء برأسها مرتين، مؤكدة بدون صوت أنه ميت ميت، تتراجع فلورنسا للخلف)

فلورنسا: لا، كفى عن هذا؟ ليس لدى وقت لهذا الهراء . أنا عائدة إلى الطابق العلوى. أنت تعرفين كم كان صمويل يكره أن يجدنى هنا عندما يعود إلى البيت. أنت لا تنوين أن تبقينى هنا هذه المرة (بصوت عالٍ) لا بد أن لديكما مزحة صغيرة! أنا لست جزءاً من هذه المزحة  (لحظة، تنظر بقوة فى عين لورين، تنظر شزراً)

هل فعلت ذلك حقاً هذه المرة؟

لورين: (فى همس) لا أعرف كيف أو لماذا حدث ذلك، إنه فقط حدث.

فلورنسا: لماذا تهمسين؟

لورين: لا أريد أن أتكلم بصوت عالٍ – شىء ما لابد أنه وراء  اختفائه.

فلورنسا: أين جثته؟

لورين: (مشيرة إلى كومه الرماد) هناك...  

فلورنسا: هل أحرقتيه؟

لورين: لا أعرف! (تغطى فمها كما لو كانت تكتم الكلمات) أعتقد ذلك.

فلورنسا: سواء فعلت أم لم تفعلى، ما تقصدينه حديث عن جريمة قتل يا لورين، وليس عن إعداد الفرن.

لورين: أنت تعقتدين أننى ألعب؟

فلورنسا: كم من المرات وأنا أسمعك تتحدثين عن التخلص منه. كم من مرة جلسنا فيها حول هذه المائدة وضحكنا من الطرق العديدةالتى نستطيع بها أن نفعل ذلك.وكم مرة فعلت هذا؟ ولا مرة.

لورين: (ترفع النظارا) زوج من النظارات الرخيصة، ذلك هو كل ما تبقى منه. وأنت تعلمين كم أكره تلك النظارات. هل رأيتيه أبداً بدونهما، لا!... أخذ فى العد  حتى الرقم أربعة ثم اختفى. أقسم بالله.

فلورنسا : لا تدخلى اسم الله فى مثل هذا!  اجلسى الآن... ما الذى ستحضرينه للشراب هنا؟

لورين: لا أعرف إذا ما كان يجب أن نحتسى نبيذا أم كأسا من الشامبانيا.

(تأخذ فلورنسا زجاجة نبيذ من الخزانة وتصب لكل منهما كأساً. تقترب لورين منها، ثم تمد يدها بالكأس لتتناول المزيد)

لورين: لقد كان.

فلورنسا: خذى وقتك.

لورين: يقف هنا .

فلورنسا: ثم؟

لورين: انفجر.

فلورنسا: هل ضربك ابن القحبة مرة أخرى؟

لورين: لا... انفجر. بووم. مباشرة أمامى. كان يصيح كعادته، ويتلون وجهه بكل الألوان ، ثم رفع تلك اليد الضخمة الفظة لكى يضربنى وبووف!، لقد اختفى... أنا، بالكاد نطقت بالكلمات ونظرت تحتى إلى كومة من الرماد.

(تعود فلورنسا لتهتم بنبيذها، تمسح جبهتها وتصب لكل منهما كأساً آخر)

فلورنسا: طفلتى، سأحكى لك هذه، بتعبيرات ومصطلحات  زوجى إدجار، ملك القصة لقد  فى السادسة صباح يوم الأحد، يتحدث عن أنه صدم  شخصاً ما بسيارته، وأنه قضى الليل كله وهو يحاول إقناع رجل الشرطة انهى برىء، شعرت نحوه بالأسف، لأن معنى هذا أنه لعب البوكر براتبه لا أقل من هذا.أتريدين أن تعرفى كيف اكتشفت؟.. لكن فعلت.

لورين: هل تعتقدين أننى أكذب؟

فلورنسا: بالتأكيد.آمل ذلك يا لورين. لأجل المسيح  وقلبى.

لورين: دائما ما يقول صمويل لو أننى رفعت صوتى فهناك شىء فظيع  سيحدث، وقد حدث بالفعل. أنا ساحرة.. الشيطان يفرخ.

فلورنسا: لقد أفرطت فى مشاهدة التلفزيون.

لورين: لم أشاهد على شاشة التلفزيون شيئا مثل هذا من قبل. هل تمنيت هذا، ثم عرفت ما أفعل... لا شك أننى ساحرة (تنظر إلى يديها فى اشمئزاز)

فلورنسا: طفلتى، لا تقولى لى أنك كنت تتنازلين الطعام مع نساء موجو مرة اخرى؟ ماذا قلت لك؟ [ ثارت لورين، وتقف ثم تجلس ]

لورين: لن يعود. اوه لا، أيمكن أن يعود؟ لابد أن تكون معجزة! معجزتان فى يوم واحدٍ... قد أكون مقدسة. الأسوأ من ذلك، يمكنه أن يكون... كل ما يجب أن يحدث هو أن تنزف راحتى ولسوف أذكر للأبد بوصفى القديسة لورين، راعية الزوجات المعنفات. نساء من جميع انحاء البلاد يؤدون فريضة الحج إلى، يضعن الفطائر وقدر اللحم المشوى عند قدمى ويسألون القديسة الطيبة أن تحول ازواجهين إلى تراب. كم من رجل غالبا ليفعل مقل صمويل فيصاب باللعنة ويذهب إلى الجحيم؟

[ تنهار، تتحرك فلورنسا للتخفيف عن صديقتها، ثم تدرك أن لورين تضحك بشكل هستيرى]

فلورنسا: هل تدخين الكراك (المخدرات)؟

لورين: هل يبدو على أننى أفعل ذلك؟

فلورنسا: اللعنة، لقد رأيت بعينى العجائز يزحفن خارجات من اماكن تدخين الكراك، ويتحدثن انهن يقمن بأعمال الكنيسة.

لورين: فلورنسا، رجاء النجدة. أنا على وشك الانهيار اقف على حافة الهاوية، لا أعرف ماذا افعل ذلك؟ هل أكنسه؟ هل أتصل بالشرطة؟ هل أنا (يرن جرس التيلفون) أوه يا إلهى.

فلورنسا: هل ستتركينه يرن؟

لورين: لا! (تمسك بالسماعة دون أن ترفعها، عاجزة) ماذا لو كانت أمه؟.. هى تعرف!

[ يواصل التيلفون الرنين. تجلسان جتى يتوقف، الصعداء حقاً ]

ينبغى أن أكون فى حدادٍ، ينبغى أن أصلى، ينبغى أن أفكر فى إجراءات الدفن، لكن كل ما يتبادر إلى ذهنى ما الذى سوف ارتديه على شاشة التلفزيون عندما أشارك بقصتى المروعة والرائعة مع جمهور الاستديو.. (تهمس) لقد جعلنى قاتلة يافلورنسا، وتتذكرين كم كنت طفلة لطيفة (تهمس) أنا قاتلة! أنا فاتلة. أنا قاتلة!

فلورنسا: لا يمكن أن الفى بتلك الكلمة بسهولة ولو على سبيل الدعاية. كلام قفل ما يدور حولك.

لورين: هل تعتقدين انهم سيحبوننى؟ بضع كلمات فى غير محلها وسوف اتعرض للاعدام على الأرجح. أليس هذا ما يفعلونه مع نساء مثلى، قتلة؟

فلورنسا: ماذا توقعت، أن ألف ذراعي حولك وأهنئك؟ لماذا ينبغى أن تذهبي وتفقدين عقلك في هذا الوقت من اليوم بينما أضع وعاء الأرز على الموقد وزوجي إدجار على وشك دخول البيت، ويتسائل أين هو الطعام الملعون.. (فاقدة هدوئها) وسيبدأ في مسائلتي ماذا كنت أفعل خلال اليوم، ولماذا لم أستطيع العمل وعندئذ سوف يشير إلى نظافة منزلك، ولن أعرف كيف أنظر في عينيه بدون......

لورين: آسفة يا فلورنا، حقاً. هذا خارج عن إرادتي الآن.

(تمسك بيد فلورنسا وتضغط عليها)

فلورنسا: (مستعيدة رباطة جأشها) تقسمين على حلمة ثدييك اليمنى؟

لورين: (تمسك بكلا الثديين) أقسم على كليهما

فلورنسا: كلا ثدييك يا لورين، أنت تعلمين ماذا سيحدث لو كنت تكذبين.

(تومئ لورين في صمت) كلا الثديين يا لورين؟

لورين: نعم!

فلورنسا: (تفحص كومة الرماد ثم تهز رأسها) أوه يا يسوع الحلو، لابد أنه أقدم على فعل شيء فظيع حقًا.

لورين: ليس أكثر من المعتاد. أنا فقط لم أستطيع أن أتحمل التعرض للضرب أكثر من مرة.

فلورنسا: لقد تلقيت ألف لطعة من ذلك الرجل، لا يمكن أن تديري الخد وتنتظرين.. كان لابد أن أساعدك، كما تحدثنا من قبل.

 (لحظة)

لورين: أوه! استطعت أن أنفخه واختفى عبر المشمع (تطقطق أصابعها) مثل ذلك، هل ينبغي أن أشعر بتأنيب الضمير أو الاسف أو أي شيء آخر كهذا؟ أنا مبتهجة بشكل غريب، كما لو كنت في حفلة موسيقية عندما مارست وصمويل الحب، ذلك هو شعوري (يغلقان أعينهما) أوه.

فلورنسا: إن ذلك.

لورين: مثل طن من الطوب تم رفعه من فوق كتفي، نعم.

فلورنسا: أحقًا؟

لورين: نعم!

(تتمشى فلورنسا إلى الجانب الآخر من الغرفة)

فلورنسا: أنت عاهرة؟

لورين: ماذا؟

فلورنسا: لقد عقدنا إتفاقًا؟

لورين: أعرف

فلورنسا: وأنت كسرتيه... لقد اتفقنا أنه عندما تسوء الأمور بشكل حقيقي لكلينا.. أنت تعلمين. نحن معًا. هل ينبغى أن أعود إلى الطابق العلوي؟ ماذا بعد؟

لورين: اعتقدت أنك أخبرتني!... لا أعرف.

فلورنسا: لا أعرف؟

لورين: لا أعرف.

(تبدأ فلورنسا في التجول داخل الغرفة، فتلمس بعصبية الأشياء، تجلس لورين، تعصر يديها، وتغمغم في خفوت إلى نفسها)

فلورنسا: الآن فهمت  يا لورين. أنا حقًا في حيرة من أمري

(فقدت النطق)

لورين: الجميع يقول لي دائمًا، حافظي على بيتك يا لورين.. منزلي، البقعة الصامتة على الأريكة مع علبة النبيذ الباردة في يدي، وابتسامة لطيفة لذلك القلب الدافئ. طوال كل هذا الوقت لم أعرف لماذا كان خائفًا جدًا أن أقول أي شيء، أن أتكلم. بووف.. لم أكن أبدًا مع نفسي فيما عدا أسبوعين عندما فاز في السباحة وذهب إلى رينو مع ابن عمه ميشيل، لم يخبرني إلى أين كان ذاهبًا حتى وصلتني تلك البطاقة البريدية مزينة بصورة راعي بقر يدخن مائة سيجارة.. ألم يبدو المطرب سوني لاكن جيدًا الأسبوع الماضي في كارولينا؟ لقد بدا جيدًا أليس كذلك.. (تومىء فلورنسا بالإيجاب. تمسك بعصبية سترة صمويل، تلك السترة المعلقة على ظهر المقعد. تمسكها بغير وعى) لا. لا. لا تجعديها، هذه سترته المفضلة. سوف يقتلني. من فضلك أعيديها إلى مكانها.

(تعيد فلورنسا السترة إلى مكانها. تبدأ لورين في الارتجاف)

لورين: آسفة (تمسك بالسترة وتطبقها) هناك! (ثم تفتش في جيوب السترة وتخرج محفظته وكعب تذكرة) انظري إلى هذه، لقد قال إنه لم يذهب إلى السينما ليلة أمس. العمل لوقت متأخر!(تفتش في محفظته) صورة لدراجته النارية، بطاقة ضمان اجتماعي. رخصة قيادة. وانظري إلى تلك الصورة من من صور زفافنا (تبتسم) أبدو جميلة، أليس كذلك؟ (تعيد الصورة إلى المحفظة مرة أخرى وترفع السترة إلى وجهها) كانت هناك بعض الأشياء الجيدة (تمسح بيدها فوق السترة لإزالة التجاعيد، ثم تطويها بعناية شديدة. وفي الأخير تلقي بها في سلة القمامة) وخرجت من فمي تلك الكلمات التي جعلته يختفي، طوال كل هذه السنوات مجرد كلمات يا فلورنسا، ذلك ما كان.

فلورنسا: أخشى ألا أذيع هذه الكلمات على الإطلاق، سأبدأ في الاستياء منك يا عزيزتي، أخشى ألا يتغير أي شيء بالنسبة لي.

لورين: لقد كنت في ذلك المكان.

فورنسا: نعم؟ لكن الآن أتمنى أن أتمكن من إخفاء تلك الخطوط العميقة (تلمس جبهتها) لدقيقة واحدة ربما، لم يعاملني إدجار بالطريقة التي يعاملك بها صمويل، لكنني متأكدة أن إدجار سلبنى أفضل ما في حياتي.

لورين: ليس بعد يا فلورنسا.

فلورنسا: (تومئ موافقة) لدى أطفال لأفكر فيهم.. أليس كذلك؟

لورين: يمكنك التفكير في مئات الأشياء قبل...

فلورنسا: إذن تعالي معي إلى الطابق العلوى.. سوف ننتظر إدجار معًا ثم يمكنك بعد ذلك نطق كلماتك و...

لورين: لا أستطيع أن أفعل ذلك.

فلورنسا: نعم يمكنك ذلك.. تعالى معي الآن.

(تهز لورين برأسها لا)

فلورنسا: حسنًا، أعتقد أن صباحاتي لن تكون مختلفة.

لورين: إذا كان بإمكانك القول على وجه اليقين. عندئذ على ما أعتقد لن تكون كذلك، لن أستطيع أن أقول ذلك.

فلورنسا: لكنك جئت بالمكنسة ووعاء الغبار، لست في حاجة لشيء أكثر من ذلك.. لقد كان مجرد وغد، لا أحد سيهتم أين ذهب.

لورين: سيبدأ التليفون في الرنين حالًا وسيبدأ الناس في التساؤل، والكل سوف يهتم.

فلورنسا: ما هي جريمتك؟ أتقولين رأيك؟

لورين: ربما ينبغى على  أن أرسل رسالة إلى أمه. أنا مدينة لها بذلك. أشعر بالإساءة إليها، إنها لن تفهم كيف حدث هذا؟، لا أستطيع فقط أن أرميه بعيدًا ثم أتظاهر بأن ذلك لم يحدث، هل أستطيع؟

فلورنسا: أنا لم أر شيئًا سوى كومة من الرماد. على قدر ما أعرف أن لديك بعض الإهمال وحرقت دجاجة.

لورين: كان دائمًا يهددني بعد العودة.

فلورنسا: لقد سمعته.

لورين: ولم تكن تلك المرة الأخيرة.

فلورنسا: نعم.

لورين: كان يجب أن أتصل بالشرطة أو بأي أحد.

فلورنسا: لماذا؟ ماذا تنوين أن تقولي لهم؟ عن تلك المرات التي رفض فيها المساعدة، عن تلك الليالي التي نمت فيها في سريري لأنك خائفة أن تبقى هنا؟ عن تلك المرة التي كاد أن يقتلع فيها عينيك لأنك غيريتي قناة التليفيزيون؟

لورين: لا.

فلورنسا: لقد تحملت هذا يا فتاة؟

لورين: وداعًا للحوم السمينة والطعام المالح، وداعًا لشطائر البوريون وسندوتشات البولوخيا، وداعًا لرائحة قدميه وأنفاسه وحركات أمعائه، (لحظة، تغلق عينيها، ترتجف وتعيش  ذكريات مروعة) وداعًا (تمشي فوق كومة الرماد) صمويل؟... مجرد أن أتحقق.

فلورنسا: وداعًا صمويل!

(تبتسمان معًا)

لورين: سأقول للشرطة أنه فقد غدًا،

فلورنسا: لماذا لا يكون بعد غد؟

لورين: الدجاج ساخن في الفرن، مرحباً بك للبقاء.

فلورنسا: طفلتي، لدي قدر من الأرز على الموقد. يحتمل أن الأطفال أنزلوه وإدجار.. حسنًا انصتى، سأمر غدًا.

لورين: للعشاء!

فلورنسا: لن يتحمل إدجار ذلك. ربما لكى نلعب الورق.

لورين: الورق؟

(تتعانقان لبرهة طويلة، تخرج فلورنسا وتقف لورين فوق الرماد لعدة لحظات تفكر فيما يجب أن تفعل، تقرر في النهاية كنسه تحت السجادة، ثم تشرع في إعداد المائدة لتناول العشاء)

(نهاية المسرحية)

***

.........................

المؤلفة: لين نوتاج / Lynn Nottage، كاتبة مسرحية أمريكية ولدت فى 2 نوفمبر عام  1964 م فى مدينة بروكلين بولاية نيويورك، لأم كانت تعمل معلمة ومديرة مدرسة وأب يعمل طبيبا نفسيا للأطفال، كتبت لين نوتاج أول مسرحية طويلة وهى المدرسة الثانوية، مسرحية: The darker side of verona  . التحقت لين نوتاج بجامعة بروان عام 1986 ومدرسة ييل للدراما عام 1989، وبعد التخرج عملت فى المكتب الصحفى لمنظمة العفو الدولية لمدرة أربع سنوات، وذلك قبل أن تتفرغ للكتابة المسرحية والتدريس فى الجامعة، حيث تعمل الآن أستاذ مشارك للكتابة المسرحية فى جامعة كولومبيا، وهى متزوجة من المخرج تونى جرير ولديها طفلان.  تركز نوتاج في مسرحياتها على تجربه أفراد الطبقة العاملة وخاصة أفراد الطبقة العاملة مع السود، حصلت على جائزة بولتيرز للدراما مرتين في عام 2009 عن مسرحية (المدمرة Ruined) وفي عام 2017 عن مسرحية (عرق) (sweat) وهي أول امرأة تفوز بجائزة بولتيرز للدراما مرتين.

في نصوص اليوم