أقلام ثقافية

لامية خلف الله: تعددت الكتب والواقع نفسه..

نعيش هذه الايام تظاهرات ادبية شتى آخرها كان معرض سيلا ومعرض الشارقة اين امتلات الرفوف بالكتب من شتى العناوين والكتاب وتهافت عليها القراء الا اننا نلحظ عدم الرضا لديهم عن الانتاج الادبي لكتاب عصرنا الحالي.. فيهم من يقول ان الاسلوب لم يعجبه وفيهم من ندم على شراء روايات اخذت ضجات قبل صدورها الا ان المحتوى تافه..

في الحقيقة، ليس المحتوى هو التافه ولا الاسلوب.. انما المواضيع في حد ذاتها.. قصص من الواقع المعاش يومياً اصبحت تشكل شيئاً عادياً عند القارئ لانه يعيشها يومياً بتفاصيلها.. كيف له ان يغير هذا الواقع؟..نحن نتجه صوب الكتاب علنا نجد موضوعاً جديداً او قصة تختلف عن الواقع..

كل القصص اليوم تتشابه :حب فاشل.. خيانة.. ازمات اجتماعية واقتصادية.. حتى السياسية منها لم تخلو من الحب والخيانة..

لست ضد الكتابة عن الحب ولكن لماذا دائماً نكتب عن الفشل والخيبات العاطفية بل تعدى الامر الى ادخال الجنس كعنصر لجلب القارئ نحو الرواية..

الكاتب المتميز هو الذي يستطيع أن يصنع الاختلاف دون اللجوء الى عنصر الجنس والعهر كاصح تعبير..

الواقع نعيشه فلماذا نكتب عنه؟ لماذا لا ينسج الكتاب من خيالهم واقعاً آخر.. اجمل بكثير.. عندها فقط سيجد القارئ شيئاً جديداً مختلفاً متميزاً.. سيبتعد عن واقعه المرير وستؤثر الرواية حينئذ على عقله دون ان يشعر فيجد نفسه يعيش ذلك الواقع الجميل لاشعورياً ، هنا فقط تفرض الرواية واقعاً جديداً وفكرا مختلفا ومجتمعا مثقفا.. هنا فقط يكون الاثر الفعلي للرواية.. وعلى حد قول واسيني الأعرج :عشت الحياة كما اشتهتني ولكن كتبتها كما اشتهيتها انا.. فلنحاول باقلامنا ان نبني مجتمعا جديداً بفكر وثقافة مختلفين.. فما فائدة الكاتب ان لم يغير.. لا معنى لكتاب وظيفته نقل الوقائع حرفيا باسماء مستعارة..

بدل ان نكتب عن الخيانة فلنكتب عن الوفاء.. وبدلا من الخيبة والفشل لنكتب عن النجاح وبدل الكراهية عن الحب الحقيقي.. وعوضا عن الحرب فلنكتب عن السلام.. فلنتخيل عسى هذا الخيال يصبح يوماً ما امرا واقعاً.. فليس تعلم مستحيل..

بهكذا طريقة يصبح الكاتب نافعا لا مجرد ناقل لحقيقة مرة.. يصبح مغيرا وهذا اهم شيء.. هنا تبرز قدرة الروائي الحقيقة على تغيير الواقع.. لا نقله كما هو.. حتى نهاياتهم مفتوحة.. مجرد حل واحد غير موجود..

ما فائدة الكتاب ان لم يغير؟ ان لم يكن له صدا؟

 

في المثقف اليوم