أقلام ثقافية

عبارات وأمثال عربية فلسطينية في كتاب هيلما غرانكفست تعود لعشرينات القرن الماضي

haseeb shahadaقبل  خمسة عشر عامًا كتبت مقالا بعنوان ”حليمة الفنلندية، ١٨٩٠-١٩٧٢، Hilma-Natalia Granqvist“، وقد بُثّ في أواخر العام ٢٠٠١ من راديو ابن فضلان المحلّي في هلسنكي،  ثم نُشر أولا في أ. ب. أخبار السامرة ففصل المقال، ومؤخرًا في مواقع إلكترونية عديدة، كما تُظهر عملية البحث في غوغل. بذرة ذلك المقال كانت زيارتي لمعرض ”صور من الأراضي المقدسة “، ضمّ ثلاثًا وأربعين صورة فوتوغرافية خاصّة بأهالي قرية أرطاس أُقيم في مُتحف الثقافات في هلسنكي في أيلول ٢٠٠١. بعض تلك الصور كانت الدكتورة  هيلما الفنلندية الناطقة بالسويدية كلغة أمّ، قد التقطتها في عشرينات القرن العشرين. وتقع قرية أرطاس على مسافة ثلاثة كم إلى الجنوب الغربي من بيت لحم.

ولدت الباحثة الانثروبولوجية هيلما غرانكفست، المعروفة بالاسم العربي ”الستّ حليمة“ في بلدة بالقرب من هلسنكي، وهي من طلائع الباحثين في علمَي الإنسان والاجتماع في فنلندا. إن اسمها وأرطاس صنوان لا ينفصمان، واستطاعت بمثابرتها ومنهجيتها توثيق حياة أهالي أرطاس في بدايات القرن المنصرم، من عادات وتقاليد من المهد إلى اللحد. وبفضل أبحاثها تبوأت أرطاس بخاصّة وفلسطين بعامّة مكانة على خارطة علم الإنسان في العالم. في رسالتها لشهادة الماجستير تناولت الباحثة موضوع العلاقة المتوتّرة بين العلم والدين،  ولشهادة الليسانس كتبت عن النساء في أسفار العهد القديم (التوراة، أنبياء وكتابات). يبدو أن الستّ حليمة  كانت أوّل امرأة فنلندية سافرت إلى الخارج لإعداد أطروحة الدكتوراة. في البداية خطّطت الستّ حليمة الاستمرار في بحث موضوع نساء العهد القديم، ولكن إثر وصولها إلى فلسطين في خريف العام ١٩٢٥، غيّرت برنامجها البحثي، وقرّرت إجراء بحث عن الناس الأحياء لا الأموات، أهالي أرطاس وليس نساء العهد القديم. بعبارة أخرى، بدلًا من الانخراط في تعلّم اللغة العبرية وماضي اليهود القديم، بدأت في اكتساب اللغة العربية الحيّة المحكية والتعرّف على الحاضر الراهن المعيش.

حصلت حليمة على شهادة الدكتوراة بامتياز عام ١٩٣٢ على أُطروحتها ”أحوال الزواج في قرية فلسطينية“ وصدرت في جزئين عامي ١٩٣٢ و١٩٣٥. اتّسمت أبحاث الستّ حليمة بالعمل الميداني المباشر، وفهم الثقافة من منظور أصحابها، وهذه نقطة هامّة جدا، إذ لا يجوز  تقييم جوانب ثقافية أو حضارية لشعب ما وَفق معايير أجنبية (ص. ٢٢١).

ممّا كتبتُه آنذاك أيضا وجود أهمية جليّة ثقافيًا ولغويًا لمؤلفات حليمة. من حيث الجانب اللغويُّ تتمثّل الأهمية في الأمثال واللهجات، كما كانت الحال عليه في أوائل القرن العشرين. قد يكون من المجدي مقارنة ما جاء في مؤلّفاتها مع ما جمعه الباحث الفلسطيني، الدكتور مصطفى البرغوثي، بعد ذلك بنصف قرن من الزمان في كتابه "القصص العربية الشعبية من أرْطاس، عربي-انجليزي، ١٩٨٧. وفي ختام مقالي المذكور كتبت ”غنيّ عن البيان، أنّه لا بدّ من نقل هذه المؤلّفات من الإنجليزية إلى العربية، لتحتلّ مكانها ومكانتها في المكتبة العربية عامّة، والفلسطينية على وجه الخصوص“.

في أيلول العام  ٢٠١٥ صدرت ترجمة أطروحة الدكتوراة إلى العربية: هيلما غرانكفست، أحوال الزواج في قرية فلسطينية. ترجمة خديجة محمد علي قاسم (١٩٣٤-٢٠٠٩) من مواليد سلوان والدكتورة إخلاص القنانوة، الباحثة الأردنية في اللغات السامية الشمالية الغربية،  ومراجعة عمر الغول. بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ٧٠٤ ص. يضمّ هذا المجلّد جزئين، وفي الجزء الأول أربعة فصول موزّعة على ٢٩٣ صفحة وفيها بعد التوطئة والشكر والمقدمة: منهج البحث؛ سن الزواج؛ اختيار العروس؛ الزواج بالعياض. يتكون الجزء الثاني من أحد عشر فصلا تمتدّ من ص. ٣٠٣ وحتى ٦٦٩ وتحمل هذه العناوين الرئيسية: مراسم الزواج؛ مواسم الأعراس؛ الاستعداد والاحتفالات التمهيدية للأعراس؛ إحضار العروس؛ في بيت العريس؛ أسبوع العرس؛ المرأة في بيت زوجها؛ تعدد الزوجات؛ مشكلة المرأة الحردانة (المرأة المتزوجة وبيت أبيها)؛ الطلاق؛ الأرمل والأرملة. في الصفحات الأخيرة ٦٧١-٧٠٤ وضعت الخاتمة وقائمة المراجع وثبت الأعلام والثبت التعريفي وفهرس عام. استخدمت الباحثة اثنين وسبعين كتابا باللغات الأجنبية وعشر دوريات أجنبية في إعداد الجزء الأول، أمّا في الجزء الثاني فقد وصل عدد الكتب إلى مائة وخمسة كتب بلغات أجنبية وتسع وعشرين دورية أجنبية.

 في هذا المجلد مادّة دسمة حول حياة الرطاسنة، أهل أرطاس، اليومية والأوضاع الاجتماعية، ولكنني وددت رصد الجانب اللغوي، كما جاء في العنوان أعلاه. أورد هذه الأمثلة اللغوية وفق ورودها في المجلّد بدون أي تغيير مشيرا إلى رقم الصفحة إثر كل اقتباس.

مْبارَك العريس، ٦٣، ٤٩٠

عَ حبل إيدك أي: هي لك. ٦٣، ٧٠

وأنا قَبّالها أي: قبلتُها، ٦٣

(أ)عطية الجورة  أو عطيّة السرّة  أو عطية إلقبر أي: عروس أعطيت منذ الولادة، ٦٣، ٦٧، ٧٢، ٧٦، ٧٧، ١٧٠، ١٧٤،  ٦٣٢، ٦٣٣، ٦٣٤

بَخلّي قولك زي بولك، ٦٧

كوشان، ملكية أرض، ٦٨، ١٠٢

كانت قطيعة أي: بدون والدين أو أخ، ٦٩

بوخذها لنَّها زغيرة بتنش الجاج عن المصطبة، ٨٠، ٩٠

برُد الهاملِة أي: يطرد الحيوانات، ٨١

هي غسَّالِة أي: تغتسل بعد الحيض، ٨٢

فرخ الذتشر ما بنحشر أي: لا يمكن الوثوق بالذكر، ٨٢

مِجْوِز أو عِز جيزتِه أي: في سنّ الزواج، خَرّج الجيزة، ٨٢

مـِتْبنته أو عانس، ٨٢

زيَلَمِة أي رجُل، ٨٢

راسو امَّزَّع أي: أشيب، ٨٢

نَقَّد الشيب في راسها أي: شابت، ٨٢

عجوز كِركِفِّة للمذكر والمؤنّث أي: شخص عاجز لحدّ بعيد، ٨٢

ابن العشرة زي الخيارة المقشَّرة، وابن العشرين بعاشر المجانين، ابن الثلاثين زهور من البساتين وابن الاربعين من التشاملين، ٨٣

فلان طبخ أي: احتفل بوليمة الخطبة، ٨٤-٨٥، ٣٠٣

يا ماخذ إِلْزغار يا غالب إِلتُّجار أي: من يتزوّج صغيرة السنّ يغلب التجّار، ٨٩-٩٠

إزْغير بِسْتْوي والكبير بِلْتْوي أي: الصغير سيكبُر وينضج عندما يصبح الكبير عاجزا، ٩٠

ما فيش قُدْرة، ٩٧

شُفتها في السُّوق بتبيع لَبْنِة اتمنيتها لشيبي ما هيش لَبْني أي: رأيتُها في السوق تبيع الحليب فتمنيتُها لشيخوختي، لا لابني، ٩٧

إحنا ما أعطيناش لناس حياالله، إحنا أعطيناكِ لناس مَشوْرِين عليهم أي: لم نعطكِ لأي كان بل لأناس يمكن الركون إليهم. ١٠٣

إِلشُّنار إلمكحَّل زي إلعصفور إلْبسيسي؟ أي: هل الحجل المكحّل كالدوري العادي؟، ١٠٥

علي الطلاق من السرج والفرج أي: تطليق الزوجة والحصان، ١٠٧

إلهوى ما إلو دوا أي: لا دواءَ للحُبّ، ١١٣

صحن المشمش لا تكمش دوِّر على اللوزية! أي: لا تأخذ كيفما اتّفق بل ابحث عن الحبّة ذات اللوز. ١١٨

زين البنات لا تُوخِذ دَور على الأصلية أي: لا تقرّر في الزواج بناء على الجمال بل الأصل، ١١٩

إن غاب عنك أصله دَليله فِعْلِه أي: إن لم تعرف أصله فاستدل بأفعاله، ١١٩

إلشُّرْش واحد والجيدِّية واحد أي: الجذر واحد والجدّ واحد، ١١٩

إلغريب يا دُحرج أي: الغريب يا أخرق، ١٢٠

يا ابن العم يا ثوبي عليِّ، إن أجاك الموت لَرُدَّه بِدَيي، ١٢١

بنت العم حمَّالة إلجفا، أما الغريبة بدها تدليل، ١٢٢

بنت عمَّه ما حملت همَّه أخذت غيرَه جكارة في عينَه أي: بنت عمّه لم تتحمّل همّه وتزوّجت من غيره نكاية به، ١٢٣، ٥٦١

ابن العم بِطيِّح العروس عن الجمل، ١٢٥

طبخ للعروس أي: احتفل بالخِطبة، ١٢٦

إلصفاح أي: القِران، ١٢٦، ٢٣٠، ٣١٩، ٣٢٢

إلخال مخلَّى والعم مولَّى أي: الخال مستثنى والعم مشمول، ١٢٩

أنا على ابن عمي، وأنا وابن عمي على العالم، ١٣٤ في الحاشية

ابن عمّها اللــّـــزم  أي: الحقيقي، ١٣٥

مويت ذتشر/إنثى أي: ماء ذكر/أُنثى، ١٤٠

الولد بوخُذ من شُرش إمّو أي: الولد يتزوّج من أسرة الأمّ، ١٤٢

إلموت ما بقطع نسب، ١٤٣، ٦٣٣، ٦٣٥

خذ البنات من صدور العمَّات، ١٤٦ في الحاشية ١٠٣

من هَذا إتبلَّدو إنَّاس أي: ومن هذا (الزواج) أصبح الناس من أهل القرية، تجنّسوا بها، ١٤٧

لا تشْتري حمارة وإِمها في الحارة، ١٥١

إم العروس بتظل في البيت تَتْجَسِّر هَالبنت أي: أمّ العروس تبقى في بيت بنتها المتزوّجة حتى استقرارها، ١٥٢

بارتش الله فل المرا إلغريبة وِل الفلحة إلقريبة أي: بارك الله في المرأة الغريبة وبأرض الفلاحة القريبة، ١٥٢

جبل عَ جبل ما بيلتقي أمّا ناس عَناس بيلتقوا، ١٥٨

الفواغرة هم مسلمون من بيت لحم، ١٥٩

خوات تنتين من سُرَّة، وحده قحبِه ووَحدة حرة، ١٦٢ (الحرة هنا تعني العفيفة)

بهمنيش بدشِّر إلقحبِة وبوخذ الحرة، ١٦٢

السجن للرجال؛ الرجل لا يصبح رجلًا حتى يُسجن، ١٦٤

نفيسة زلمة ما هي مَرَة غير بالخِرقَة أي: نفيسة رجُل وليست امرأة إلا بغطاء الرأس، ١٦٥-١٦٦

بقت ضيفة صارت ارضيفة أي: كانت ضيفة وأضحت حصاة في فرن الطابون، ١٦٦

بالمال أم بالاستبدال؟ أي: بالمهر أم بالبدل، واحدة مقابل واحدة، ١٦٧

إيدي بزنَّارك، ١٦٧، ١٦٩

إلمعرفة من ورا إلصِّيافة أي: تمّ التعارف من خلال اللِّقاطة، جمع بقايا الغلال، ١٦٩

بس يرفع جلالها أي: عندما يرفع العريس خمار العروس، ١٧٣

ترنَّها أَجتوْ، لا هِدِم يِنْجَر ولا قرش يِنْصَر أي: إنها له بدون ثوب يُجرّ ولا قرش يُصرّ، ١٧٤

هوبر يا صنوبر، يقال عندما يقدم الولد للمطهّر لعقد صفقة زواج للمطهر، ١٧٤

كُل مَنْهو بتجوز بُخْتِه، وَحَدِة بتطلع وْوَحْدة بِتخُش أي: كل من يتزوّج بواسطة أخته ترى أنّ واحدة تدخل وأخرى تخرج، ١٧٦

ضُرِّتها من صُرِّتها أي: جاءتها الضرّة من حبل سرّتها، ١٧٦

راس براس ما بوجِع ولا راس، أي: التساوي لا يسبّب ضيقًا، بعكس ما في القول التالي١٨٠

بدَّل السخلِة بنخلِة أي: أكبر قدرًا وقيمة من الأخرى، عند الزواج١٨٠

الزّغير بِسْتْوي والكْبير بِلْتْوي، أي: الصغير ينضج والكبير يلتوي، ١٨٠

إللحم ما بِترَطَّلِش، أي: اللحم لا يوزن، أي عند إجراء البدل بين امرأة كبيرة وأخرى صغيرة، لا يدفع مال أكثر للصغيرة ذات الأهل الطيّب، ١٨١

أحمد جبر يا بعبوز أي: أحمد جبر يا معقوف الأنف، ١٨١

قطعت الحيض والبيض، أي: انقطع عنها الحيض والبيض، ٨٢، ١٨٢

البدايل ضراير، ١٨٢

راس براس شوشة بشوشة هذا بدايل، الشوشة خصلة شعر طويلة في مؤخّرة رأس محلوق، ١٨٥

ما بسد في العرض إلا الأرض، أي: لا يحمي شرف المرأة مثل الأرض، ١٨٥

حقِّتش حق إحمارة إن مُتِّ ما فِش مِخْسَر، ١٨٨

نقوط إلعروس، ١٩٦، ٤٩٩

 

ب. حسيب شحادة

جامعة هلسنكي

 

 

في المثقف اليوم