أقلام ثقافية

الخيميائي.. رائعة باولو كويلو.. الاسطورة الشخصية

(اشد الساعات ظلمة هي الساعات التي تسبق شروق الشمس)

Tell your heart that the fear of suffering is worse than the suffering itself

(اخبر قلبك ان الخوف من المعاناة اسوء من المعاناة نفسها)

تتحدث رواية الخيميائي عن روعة الاسطورة الشخصية للانسان وصوت القلب الذي يكون الدليل الوحيد والقبس الذي يشق غمار الظلام وصولا لتحقيق الهدف.

تدور احداث الرواية في الريف الاندلسي حول راعي شاب يدعى"سانتياغو" حلم حلما ترآى له انه حقيقة من فرط مالمس فيه من معلومات دقيقة ترشده الى وجود كنز مدفون قرب احدى الاهرامات المصرية، فبدا صراعه مع الذات بعد ان تمكن الحلم منه وصار هاجسه الوحيد وكان محتارا بين البقاء في عمله كراعٍ للغنم او شد الرحال بحثا عن الكنز.

تبدا رحلة الفتى بذهابه الى غجرية تفسر الاحلام وتطلب منه عشر الكنز في حال وجده مقابل تفسير الحلم، ايقن ان الحلم حقيقة ولابد ان يبدا المسير، ثم يلتقي بشخص لاتدل هيئته على الثراء، يبدو شخصا عاديا تحدث معه والح بالحديث وتناول الكتاب الذي كان يحمله الفتى واعطى رايه فيه استغرب الفتى بان الرجل يعرف القراءة بل انه مثقف، ليكتشف بعدها انه ملك عظيم (ملك سالم) يحكم مدينة ويرتدي تحت ملابسه صدرية من الذهب رآها الفتى صدفة، وهذا يعني انه ليس بالضرورة ان   تكون الهيئة عنوانا لصاحبها، وهذه معلومة جديدة تعلمهاواضافهالرصيده، اخبره الملك عن اسطورته الشخصية ويتوجب على كل انسان ان يبحث عنها، والجدير بالذكر ان الاسطورة الشخصية تعني الهدف مستعينا بقواه الداخلية (العقل الباطن) كاداة بحث واستقصاء للوصول الى المبتغى، واخبره ان عليه هو ايضا ان يكتشف اسطورته الشخصية.

فكر الفتى مليا ثم قرر ان يبيع قطيع الاغنام ليبدا رحلة المجهول!!

كان الفتى قد تعلم في مدرسة اكريلكية وكان والداه يطمحان ان يكون كاهنا لكن الفتى كان طموحه ان يكون انسانا ويترك شؤون الخلق لله

كانت وجهته افريقيا حيث الاهرامات، بدا رحلته ثم مالبث ان سرقت نقوده ليجد نفسه وحيدا ضائعا لايملك شىئا وقد شعر بالندم لانه تبع احلامه، ثم مالبث ان وجد وظيفة عند تاجر كريستال وقد كان صاحب المحل يشكو من كساد بضاعته فقام الفتى بترتيب المحل واظهاره بحلة جديدة مما ادى الى جلب الزبائن اليه وهذا درس اخر ان التغيير وطريقة التقديم لها دور كبير في جلب الزبائن، في كل يوم كان الفتى يكتشف شيئا جديدا يضيفه الى رصيده، ارتاح التاجر له وبعد قرابة عام استطاع ان يجمع مبلغا من المال وواصل رحلة البحث عن الكنز المدفون.

انضم لقافلةعبور الصحراء وقضى اياما طويلة وهو ينصت الى قلبه الذي في حقيقة الامر هو عقله الباطن الذي قاده الى حقيقة مفادها ان للعالم روحا وانه جزء من هذه الروح .

وصلت القافلة الى احدى الواحات وهناك قابل فتاة احبها ثم تعرف الى شخص غامض يدعى (الخيميائي) كان يعمل جاهدا لتحويل المعادن الرخيصة الى نفيسة(الحديد الى فضة والنحاس الى ذهب).

رافق سانتياغو الخيميائي وتعلم منه الكثير وقرر ان يتابع الرحلة تاركا وراءه حبه الحقيقي، وبعد عدة مغامرات والكثير من المحن والصراعات القبلية التي جرت في الصحراء وصل الفتى الى اهرامات مصر وشعر انه وصل الى حلمه وما ان بدا بالحفر بحثا عن الكنز حتى جاءت عصابة من اللصوص اشبعوه ضربا وجعلوه يحفر ويحفر وعندما لم يجدوا شيئا سرقوا ماله ورحلوا، ثم قال له احد اللصوص شيئا جعلته يفكر لوهلة ثم قال ياللقدر عرفت اين يقع الكنز.

ترك الفتى مصر ورجع الى بلاده وتوجه الى الشجرة التي حلم بقربها وبدا يحفر حتى وجد خزينة مليئة بالذهب وما ان اخرج الكنز حتى عاد الى الواحة ليلتقي بحبيبته.

خرج الفتى بحقيقة مفادها ان الكنز الذي نبحث عنه قد يكون بقربنا دون ان نشعر.

الرواية من تاليف الكاتب البرازيلي باولو كويلو نشرت اول مرة عام 1988

وقد صنفت كاحدى روائع الادب العالمي المعاصر وقد استلهم كاتبها القصة من قصة قصيرة للاديب الارجنتيني "خورخي لويس بورخيس"

ترجمت الى67 لغة مما جعلها تدخل مجموعة غنيس للارقام القياسية لاكثر كتاب مترجم لمؤلف على قيد الحياة وهو الكتاب الاكثر مبيعا بالتاريخ..

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم