أقلام ثقافية

الاصول السامية (العراقية ـ الشامية) للكلمات الدينية: الاسلامية والمسيحية واليهودية!

سليم مطر- من المستحيل فهم العربية والاسلام، دون دراسة لغات وحضارات منطقتنا!

ـ مثال، الجذور المتجاهلة لكلمات: الله، الدين، الشريعة، الحج، نبي، حواء، آدم، المسيح،عيسى، مريم، الشيطان، اورشليم، تورات، تلمود، ياسين، سورة..

ـ العربية والاسلام، ليسا نتاج البداوة والجاهلية، بل هما الطابق الاخير من بناية حضارية لغوية ودينية بدأ شعوبنا تشييدها قبل الاسلام بآلاف السنين. يستحيل فهم (الطابق العربي الاسلامي) دون دراسة الطوابق السابقة!

ـ الاسلام نفسه اعترف بأنه وريث اليهودية والمسيحية. ونحن نؤكد: انه وريث جميع حضارات واديان منطقتنا.

من اكبر جنايات اللغوين والدينيين العرب على اللغة العربية والدين الاسلامي، انهم تقيدوا بصورة متحجرة فقط فقط بالجذر العربي للكلمة. وكأن اللغة العربية نشأت من العدم او هبطت كاملة مكملة من السماء. ان العربية مثل جميع لغات الارض، هي نتاج تطور تاريخي يمتد الى بداية تكون لغة الانسان. ان العربية هي نتاج وخلاصة لتطور لغات الحضارات الناطقة بالسامية في العراق والشام (الأكدية والكنعانيةـ ثم اخيرا الآرامية ـ السريانية) (بالاضافة الى مصر وشمال افريقيا) . دون الرجوع للجذور السامية يستحيل إدراك المعنى الحقيقي للكلمة. هاكم هذه الامثلة السريعة:

الله: من جذر سامي (عالي) . (العين والهمزة نفس الاصل، وليس صدفة انها تكتب بنفس الشكل) أي ان الله هو العالي في السماوات. وهذه الكلمة موجودة في جميع اللغات السامية. ومن متنوعاتها: اله، علي، ايل، ايليا، ايلياس. ان (ايلو) هو اله العراقيين القدماء. الكنعانيون اسموه (بعل / با عيل) أي (ذو العلى) ! وحتى الان في شمال العراق وسوريا يقال (الزراعة البعلية) أي التي تعتمد على امطار (عيل ـ الله) . وقد ادخل الآراميون لهذا الاسم عدة صفات، مثل: جبرائيل، أي جبروت الله/ اسرائيل، أي الله المسري/ ميخائيل، أي الله الحي: الحاء والخاء تتبادلان) / اسماعيل، أي الله السميع .. الخ

الدين: من جذر (ارتباط وتحكم)، مثل (الدَين المالي)، (الادانة، أي الحُكم)، وهنالك الاله الكنعاني المعروف (ادوني، أي السيد)، (الاغريق اضافوا حرف السين: ادونيس) .

الشريعة: وهي معنى النهج، ومنها (الشارع ـ أي الطريق) . ومن اول ملوك العراق القديم ومؤسس اول دولة عراقية موحدة في التاريخ، الملك الشهير (سرجون) الاكدي. ولفظه الحقيقي (شرعوـ قن) أي (المُشرّع القانوني، أي الملك العادل) . كلمة (قن) اصل (قانون) . واطلق الساميون على الملك اسم (شارو ـ أي شرعو ـ المُشرّع) . ومنه اسم (سارا) أي (الملكة) وهي زوجة ابراهيم. (سين وشين تتبادلان، مثل موسى وموشي) .

نبي: كلمة سامية بمعنى (النبوء، أي المُعلن وحامل النبأ) وهو اسم اله بابلي شهير باسم (نبّو) وهو (اله الحكمة) .

الحج: بمعنى الظهور والاحتفال. ومنها كلمة (احتج) أي (اظهر دواخله) . وكان العراقيون في بابل ونينوى يحتفلون في عيد (هجيتو ـ الحج ـ الاحتفال) في (21 آذار) اول الربيع وبدء السنة الجديدة. (اقتبسه الايرانيون بعد احتلالهم بابل وترجموه الى : احتفال نيروز) وهو بنفس اليوم.

حواء: بمعنى الحياة. ومن متنوعاتها: هواء وحباء (الحب والهوى) (الواو والالف والباء والفاء المخففة V تتبادل)، في العبري يقولون (حفاء، أي حواء) . وتحولت في الاوربي الى (ايفا ـ EVA) .

ـ آدم: من اديم الارض، وهو الطين الاحمر الموجود في النهرين في العراق. ومنه كلمة (دَمّ) . ولأن آدم صنعه الخالق من الـ (أديم) .

المسيح: بمعنى المقدس، أي (الممسوح) . الكنعانيون يمسحون الانسان بزيت الزيتون للصحة والتمجيد. لهذا ترجم اليونانيون اسم المسيح الى (كريستو) أي (المُزيَت) .

عيسى: بمعنى المُخَلّص، المُنقذ. وفي العربي نقول (عسى) بمعنى التمني. و(عسس) أي الحراس المنقذين. و(عيسى وعيشوا بالآرامي) هو بالعربي (عيّاش وعايشة) أي الذي يساعد على العيش.

مريم: وتعني بالآرامي والعبري (مار يم / سيدة البحر) . وفي العربي (امرأة اليم ـ سيدة البحر) . ومن تنوعات: امروء، امرأة، أمير، عامر، عُمر..

اورشليم: وتعني (ارض السلام) وكلمة (اور) من اصل (سومري عراقي) بمعنى الارض. وهو ايضا اسم اول مدينة حضارية (مدينة اور) في جنوب العراق. وقد دخلت السامية والعربية بلفظة (ارض، ارث) ومن الغرائب ان فينقيوا لبنان وقرطاجة أدخلوها الى الانكليزية بنفس المعنى بلفظ (EARTH)، مع كلمات عديدة من اصل سامي لا تحصى دخلت بواسطة الفينقيون واليهود ثم العرب.

تورات: أي التراث. وهذا تأكيد على ان هذا الكتاب ليس اكثر من (تراث شعبي) للعبريين البدو.

التلموذ: وبالعربي (التَلمَذَ) أي الدراسة. وهي نفس اصل كلمة (لمظ) أي تذوَّق. أي تذوَّق المعرفة.

ياسين: وذكرت في (سورة يسين) . وهناك فرضيات مختلف عليها حول اصلها. ولكننا نعتقد انها (يا سين) . (سين) هو (القمر) وهو (اله مقدس) عند الروحانيين والعرفانيين في العراق قبل سقوط بابل.

الشيطان: أي المنحرف. ومنه (شطَّ) أي ابتعد. و (شاطئ النهر) أي (طرف النهر) .

سورة: ولفظها العربي الحقيقي (سَبَرَ) أي (تعمَّقَ) . وفي الآرامي والعبري قالو (سفر) (اسفار التورات) . وكلمة (سفر) العربية أي الدخول في عالم الترحال.

نعم، على اللغوين العرب ورجال الدين، الخروج من قمقمهم القاموسي الميت والمشوه. ليدرسوا لغاتنا السامية وخصوصا ألآرامية ـ السريانية، التي هي اساس العربية. بالاضافة الى دراسة حضارات وتواريخ الشام ومصر وشمال افريقيا، التي هي اساس الحضارة العربية الاسلامية. في اوربا حتى على الاطفال يفرضون دراسة لغات وحضارات اليونان واللاتين، بالاضافة الى لغاتهم الوطنية، لفهم جذور تراثهم ومسيحيتهم ولغاتهم.

 

سليم مطر ـ جنيف

 

في المثقف اليوم