أقلام ثقافية

فن الرد..

قد يتعرض الانسان- مادام يعيش في مجتمع فيه اجناس مختلفة من الناس –الى مواقف شتى تفرض عليه نوعا معينا من السلوك ونمطا من الكلام ربما لم يعتد عليه في تفاصيل حياته اليومية بل ويبدو غريبا عليه ومستهجنا في كثير من الاحيان، ومهما كان هذا الانسان محترما ولبقا الا انه قد يتعرض الى نوع من التعامل الذي يفرض عليه ان يتعامل بالمثل او يغير طريقة تعامله مع الاخر وفقا للموقف الذي وجد نفسه فيه بطريق مباشر او غير مباشر..

ولايخفى على احد ان في احيان كثيرة يكون الصمت ابلغ من الكلام لبعض الاشخاص الذين لايستحقون ان تقال لهم كلمة حسنة او حتى سيئة،لكن هناك مواقف يصنف فيها الصمت على انه نوعا من الضعف بل ان الانسان الصامت يستغل صمته ابشع استغلال ويترجم ادبه على انه ضعف كبير، فماذا يفعل الانسان حيال ذلك!

قبل كل شئ ان الانسان الحكيم يلجأ الى الحكمة والاناة في تحليل الامور والرد عليها تبعا لمخزونه الثقافي والتربوي الذي يمتلكه فيكون رده ديناميكيا مقترنا بالسؤال الذي وجه له لكن بسرعة بديهية تجعل تصرفه كنتيجة طبيعية من باب الفعل ورد الفعل..

في احد الايام قال لبرنادشو كاتبا مغرورا"انا افضل منك فانت تكتب بحثا عن المال وانا اكتب بحثا عن الشرف،فقال له برنادشو على الفور: صدقت كل منا يبحث عما ينقصه" فكان رده حاسما بكلمات قليلة معبرة افحمته..

ان الانسان الذي يتحلى بكم معقول من الحكمة والثقافة تجعله اولا مبتسما في كل الاحوال ،وابتسامته دليل الثقة بنفسه،مدركا انه كبير رغم كل شئ، وهذا ليس غرورا بل تقديرا لنفسه ،ثم عارفا ان الشخص الواقف امامه يريد النيل منه والانتقاص من شخصيته باي طريقة،فماذا يفعل!

اولا/ عليه ان يحافظ على هدوء اعصابه والتظاهر بعدم الاكتراث،فذلك

سيترك انطباعا عند المقابل بان هذا الانسان حكيم ومتحكم بمشاعره الى الى ابعد حد،ثانيا/اختيار المفردات الملائمة على ان تكون مرادفة لعباراته وكرد فعل طبيعي للموقف الذي وضع فيه ، ثالثا/الترفع عن الالفاظ النابية التي تسئ للمتحدث وتقلل من شانه ،واخيرا اختيار كلمات قليلة ومؤثرة في ذات الوقت لان" خير الكلام ماقل ودل"..

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم