أقلام ثقافية

كلمات متقاطعة للتعبئة

محسن الاكرمينفي متحف النسيان ممكن أن يسكن الماضي برفق بدون تنبيه يقظة مفزعة، في متحف التناسي ممكن أن يصبح الماضي امرأة تركت عطرها الفواح عند من يعشقها حيلة للعودة بسحبه. من عجزنا الجماعي استراق سمع خبايا المستقبل من سماء الأرض، حينها ممكن أن نتسلح بمغامرة التغيير و فض بكرة غد خبايا المستقبل.

من حساباتنا الخاطئة أن تبقى أسلحتنا الفكرية والعاطفية المحولة نحو المستقبل بدائية، من سوء نزوة إرضاء غرورنا المتدفق بالكبرياء نحرق مراحل الطريق دون أن نقف بمتسع الوقت الكامل لمعرفة الوصايا العشرة للألواح والوقوف على علامات ترقيمها.

من أصعب الإشكالات غير المفككة حين تفشل قدرتنا على التعامل مع سماء الغيبيات العلوية والسفلية، حين لا نستطيع إيجاد ايجابيات سواء كانت كلية أو جزئية عن الظواهر الغيبة غير المتحكم في نتائج قدريتها علينا. من سوء تقديراتنا حين نسقط الحزن والحب من أوراق كتاباتنا و تفكيرنا، حين ينتهي الوجع برسم الشفاه على مرايا الحياة بالتنوع الممتد غير المنتهي، حين نعيش بالتعب الحامل لكل همومنا ومآسينا، حين تكون البدائل الممكنة أوالمفكر فيها أسوء سوءا، ويمكن من خلالها أن نخسر فيها قلوبنا وأفكارنا ووهج الحياة الباقي، حين تخفي علينا شهب السماء الساقطة استراق محددات الخسائر بمبدأ تدبير المخاطر. حين ذاك ممكن لشر التملك والكبرياء أن يتقوى علينا سوءا ويفسد النور الآتي حتى من نوافذ الهواتف اليدوية.

 نقط التشابه تلعب أحجية الرعب الآتية من جدران كئيبة، نقط التشابه أفسدت الزمن الجميل وتعيش الفوضى وسوء الترتيب، نقط التشابه بدأت البحت عن ألوان جديدة لسماء الحقيقة حين تضيع ولا تعتدل، حينها تبدأ في تقليص عددها وصناعة فواصل الاختلاف.

هي الحياة الخاطئة حين آمنا أن الحب لا يهرم ولن يتحرش بذوات خلافاتنا، حين آمنا به كما سمعناه عند مغنية أم الشرق. هي الحياة أحببنا أم كرهنا لها مقاطع عديدة ملتصقة بالمرآة الخاصة لكل منا ولن تزيح وجوها منها حفظا للماضي الجميل، هي الحياة التي لها اللحظات الصامتة ولا بوح جماعي، لها الصورة النمطية المسوقة بإرفاق بسمة أو دمعة بالتناوب غير العادل.

لنشتغل على قوى التغيير، فممكن أن تكون البدائل أسوء فنخسر الآخر والذوات، ممكن أن تكون الحصيلة مفصلية حياتية تقتضي إعادة الترتيب، ممكن أن نصنع من  اللحظات المقطعية من حياتنا عشق الفرح وحلم الأمل بفواصل متلاحقة، ممكن لفكر الصياد الطماع أن يخرج عفريت سليمان من قمقم سجنه الأزلي، ممكن للعفريت ألا يرضي كبرياء طلبات الصياد، وممكن أن يهدد العفريت الصياد بالقتل، لكن ممكن لعقل الصياد المفكر وقلبه الهادئ أن يرجع الجني إلى فانوسه بأمان.

 

محسن الأكرمين

 

في المثقف اليوم