أقلام ثقافية

نهاد الحديثي: المباني التراثية تحت معاول الهدم

قامت الحكومة المصرية بهدم مناطق تاريخية واثرية واسعة شملت مدينة الفسطاط عاصمة مصر القديمة، وشملت عملية الهدم مقابر أثرية مثل مقبرة الإمام الشافعي والتي تضم مقابر علماء بارزين كالامام المقريزي وابن خلدون و يرجع تاريخها إلى آلاف من السنين منهم حكموا مصر طوال تاريخها فضلا عن مقابر شخصيات بارزة كابراهيم باشا نجل الخديوي اسماعيل وفي مدينة الفسطاط التاريخية التي كانت تمثل عاصمة مصر القديمة قامت الحكومة بهدم قرية القواصير التي كان يتركز بها صناعة الفخار وهو ما أثار غضب العاملين في تلك الصناعة الذين أكدوا أن ذلك يعد خسارة فادحة لمصر نظرا للدخل الذي يمكن أن تدره من إقبال السياح على شراء تلك الفواخير. رغم اعتراض السكان فانه سيتم بناء على انقاضها بناء كافيهات وأبراج يمتلكها رجال أعمال مصريين ومستثمرين خليجيين معظمهم من الامارات فضلا عن محطات وقود يتبع معظمها المؤسسة العسكرية وعلى الرغم من أن لجنة التطوير أكدت في تقريرها أنه يمكن إيجاد مناطق بديلة للمناطق التي تقرر تطويرها, وقدرت مصادر اقتصادية حجم الديون التي تكبدتها مصر في عمليات التطوير 56 مليار دولار وهو ما أثار حفيظة عدد من الاقتصاديين والمعارضين الذين رأوا أن تلك الأموال كان يمكن استخدامها في إقامة مشاريع اقتصادية لتشغيل الشباب ، ومع إصرار الحكومة على استمرار هدم المقابر والأماكن التاريخية تحرك عدد من أعضاء مجلس النواب لوقف عمليات الهدمهخكخاةااىهىهخ هدم المقابر الأثرية يعد جريمة بكل ما تحمله الكلمة من معاني مؤكدة أن القاهرة تعد من المدن التاريخية الفريدة والتي تم وضعها على قوائم منظمة اليونسكو والتي يجب الحفاظ على تراثها التاريخي وتساءلت لماذا الاصرار على عمليات الهدم على الرغم أن اللجنة المشكلة وضعت حلولا لإيجاد مناطق بديلة وكشفت النائبة أن هناك عمليات سطو على القطع الاثرية التي تحتويها المقابر من قبل القائمين على الهدم واكدت النائبة أنها تقدمت باكثر من طلب إحاطة ولكنه لم يتم الرد عليها، فيما طالب النائب ضياء الدين داوود بضرورة توضيح الدراسات التي تشير إلى عمليات الإزالة ومن الذي وقع عليها مشيرا إلى أن المصريين والمهتمين بالآثار يتابعون بقلق وإحباط ما يجري في تلك القضية.

وتعاني المباني التراثية والأثرية بالعراق من تعرضها للإهمال والهدم والسرقة والتهريب، حيث أفادت إحصائية أن قرابة أربعة آلاف مبنى تراثي تعرض للهدم، وهو ما دفع الهيئة العامة للآثار لمطالبة الحكومة والبرلمان بتشريع قوانين صارمة تمنع هدم المواقع التراثية والأثرية, العديد من المباني تم هدمها، خاصة أن المنطقة مركز بغداد التجاري والصناعي، ويقوم مستثمرون جاء أغلبهم من خارج العراق بهدم المباني التراثية.

***

نهاد الحديثي

في المثقف اليوم