أقلام ثقافية

سعاد أدري: ابنة الغيرة..

ما لي أجدك في حسرة يا أمي الغيرة؟ ماذا يقطن في جنونك بداخل الآهات؟ كيف نسيتي وجودك الحر الذي لا يهدئه إقليم واحد بل يتنفس بين كل الأجناس؟ أنا لم أعرف ملامحك اليوم، كينونتك اعتادت على توارث انزيمها لأجيال لم تصل سوى حابسة الأنفاس بين رجل وامرأة.. أو.. امرأة وامرأة.. أو أصوات عابرة بين هؤلاء الذي يدعون الانتماء الى أرض سيعودون لها يوما ما لتبتلع أوجاعهم وشقاءهم.. لحظتها انخفض شموخ الغيرة وأومأت بنظراتها المترددة مرددة على ابنتها: هل حالتي تفضح أحوالها الصامتة يا قطعة الروح؟؟ هل تلمحين ذلك لأنك مني وفي وأنتي وريثتي اللاشرعية؟ أمك الغيرة مصابة بثمن الوهم الذي زارها قبل أن تزوره.. ويراودها طيلة خمس سنوات، واليوم أتت اللحظة التي لم تخلق ولم تتحرر الا باصطدامها بإبنة مثلكي، لا تسع الا لتضيق ليس مقاسا بل سهاما بأقواس اللاثبات.. آه يا أمي الغيرة متى انتصرت سهام مقوسة في اللاثبات الذي هبت خاتمته بغصة النظرات التي صارت تحاكم العبور والقدر، لماذا أنا مصابة بغيرة يا أماه؟ لماذا لم تشاورني اللاحدود حينما تكومت أنها لن تمنحني وسم الإبنة الأولى بل حفرت لي عتوه الغيرة؟ وأي غيرة تتسرب في عيد اللاتزامن وتتفق مع أغسطس على مقاضاة أوهامي؟ يا أماه لماذا لم تخبريني أن ارثك ووصاياك ستنهمر بداخل سماء لا قبلها ولا بعدها بالنسبة لوريثة تعقدت بفعل البصر؟ ولكن سمائي تمزق لونها الأوحد الى قبلة اللأبدية؟ لماذا جعلتني وريثة الجرائد والأحرف وجنون الصور التي تتألق لتكشف أوهامي كلما أخاطبها أن تكف عن تعذيبي أجدها تخفي لي أكثر مما تظهره لإبنة اللاتزامن؟؟ تعتلي حضارة اشبيليا لتتمرد على رقصة غجرية، يظنها الجمهور رقصة السنونو الأبدية ولكنها تصادف أصابع قدر ابنة وهمية.. استسلم غرورها الى حوريات الجنة ولكنها أثبتت باستحقاق الأعين السوداء أنها جنية اللاوجود في قضايا ابنة الغيرة العربية؟ أماه هناك صوت يسمعني ولكني خائفة ان يكشف أني ابنتك الوحيدة ووريثة المتوحدة في قصة الغيرة فيه.. آه يا وريثتي لا تخشي جنون الصوت فهو لن يؤذي غرورك الذي صدق نفسه يوما.. لماذا يا أماه تزيدين عتوهي انسكابا؟ أجابت دامعة لا مصدقة: أنتي غير موجودة في مرئيته بل بعنفوانه الشرقي.. هو لا يراود غيرة ابنة مثلك.. لا تهجوا الا غروره الدامي.. جعلك تنتحرين بثبات القبلة الجبينية وتسألينها كيف تحررتي في جبين طفلة غيري؟ وتمكن تاريخك القريب نحوه ان يكتب إيمان البراءة التي أجرمت بي ولي؟ ما لي أسائل مدني على ماذا تكومتي لتحرري مدن الوهم الذي امتلكني بآهاته اللايقينية؟؟؟ ونسيتي أن تمتلكي طفلة الوعد بالقبلة الأولى؟ لماذا جرمك يشتد بأوهامي الإبنة اللامرئية؟ متى تكفين عن جعل إصداراتي العربية متورطة في غيرتي كإبنة اللابراءة؟ نعم اللابراءة أنت من منحتي مدني شكوك بلا غفران اليقين؟ وأسميتيها في جريدة قومية بتاريخ: 14/08/2023 الإعلان عن انتحار طفلة الغيرة العربية.. بتحرير قبلة الخلد الصورية..

هنيئا لنا يا أماه.. لم تعد بطولات الوهم تغزوا جنون ابنة الغيرة.. أوهامي بالأبوة انتحرت بغرور التوق الاشبيلي..

قبلات الغيرة الساخرة..

***

سعاد أدري

في المثقف اليوم