أقلام ثقافية

نايف عبوش: سعدي عبدالله الملالي.. والألعاب الشعبية في القيارة

يأتي كتاب المحامي سعدي عبدالله الملالي تحت عنوان (الألعاب الشعبية في القيارة..وشيء من تراثها) الطبعة الأولى ٢٠٢٤، الصادر عن مطبعة ومكتبة تبارك _الموصل، في (١٤٦ صحفة) من القطع الكبير. ليكون إضافة نوعية، ومصدراً جديداً، في الألعاب الشعبية، والموروث الشعبي للقيارة، وريف الديرة .

 وليس بغريب على المؤلف أن يتناول مثل هذا الموضوع المهم، حيث تعود اهتماماته بالموروث الشعبي إلى تسعينات القرن الماضي،بما هو مجايل للمرحوم الباحث التراثي الملا سلطان الوسمي صاحب كتاب (القيارة بين الماضي والحاضر)، ويشاركه الإهتمام بالتراث، وهو في نفس الوقت، ابن مجالس السمر في الدواوين،حيث كان مجلس والده المختار يوم ذاك، عامرا بالربع، والإهتمام بتداول مرويات التراث والنسب، قائما بين رواد المجالس .

وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب، يتميز، بتغطيته الشاملة لكل تفاصيل الألعاب التراثية الشعبية، حسب حروف أسمائها الأبجدية من خلال الصفحات ألتي تضمنها الكتاب.

وتأتي قيمة الكتاب التراثية،من كونه جاء، بسرديته الموضوعية، نتاج تأليف كاتب، عاش تفاصيل مفردات الالعاب، وتلقى المرويات التراثية بصددها، من حديث الناس،والرواة في مجالس ودواوين الديرة، باحثا ومنقبا، لفترة طويلة، ليكون الكتاب بتلك المعطيات، مستودع خبرة متراكمة، في موروث الديرة،في مجال الالعاب الشعبية، وشيء من تراثها، بما يضفي على الكتاب، قيمة تراثية موسوعية إضافية.

وهكذا يعتبر الكتاب، بهذه الاسلوبية الميدانية الشمولية، مصدرا لاطلاع الأجيال، ومرجعا مهما للباحثين، والدارسين، والمهتمين بالموروث الشعبي في ريف الديرة،لأنه جاء وليد خبرة ميدانية متراكمة طويلة، واهتمام رصين للمؤلف، بعين تراثية متمكنة،ومتمرسة .

ولعل طرح الكتاب، وفي هذا الوقت بالذات، سيكون مفيداً جداً، لتعميم الفائدة منه مصدراً للجميع، حيث حان الوقت للمبادرة بتوثيق الموروث الشعبي في ريف الديرة، وتسطيره على الورق، وطبعه في كتب للتداول، حفاظاً عليه من النسيان، والضياع بمرور الزمن.. وتداعيات العصرنة الصاخبة بجوانبها السلبية .. وليكون مرجعا للأجيال القادمة، والباحثين والمهتمين بالتراث مستقبلا ..

***

نايف عبوش

في المثقف اليوم