أقلام ثقافية

زين المعبدي: الومضة للأستاذ كامل فرحان

أنتِ كنار الغضّا

وهذا الحب يحتطب

أغصاني  برفق

ليقدمها بسخاء لنار موقدك.  

ليفوح شذاه.

*** 

كامل فرحان

قراءة الومضة:

صاحب هذه الكلمات شاعر من طراز فريد، الإلهام الشعري يأتي له بغته ويختفي تماما كمن يضع مصبحا ليضئ طريقاً للعابرين وهذا يتناسب مع الومضة الشعرية كصورة واحدة مركبة ليزداد عنصر التكثيف مع خرق اللغة.

قال نيتشة: إن مرماي أن أكتب في عشر جمل ما يكتبه غيري في كتاب.وهذا ما حققه الشاعر كامل فرحان، حيث استخدم الإيجاز والتكثيف  والبناء الدرامي الدائري حيث انتهى من حيث أبتدأ/ نار الغضا /  ثم انتهى بنار الموقد. والموقد  أيضا غضا لتكتمل الدائرة: نار - حطب  - حب - موقد نار:

أنتِ كنار الغضّا

وهذا الحب يحتطب

أغصاني  برفق

ليقدمها بسخاء لنار موقدك.  

ليفوح شذاه.

وما أدراك وحركة الجفون بسهد الأحبة.. شعور لا يمكن تمثيله بكلمات.

وانظر الى أركان صورة فرحان وتشكيلها وحتى بروازها المفتوح الذي يعيدنا تارة إلى الصوفية والمفردات التي كان يذكرها عمر ابن الفارض في أشعاره بكثرة حيث تدل على الفناء في المحبوب وتدل على مداعبة الروحانيات

وكذلك الحلاج...

الاركان أو العناصر الثابتة على الورق المتحركة في المُخيلة والمشاعر

نار الغضا / (حركة تقترب فيها الجفون ككناية عن السهد) 

الحب وحطبه / وانسنته

الموقد/ وهو ماعون النار التي تلهب قلب المحب بسبب غضاضة الجفون.

هذالحب يحتطب اغضاني

فالاغصان هي اجمل شئ واهم شئ في الشجرة لينزاح الشاعر إلى أن الحب يأخذ اجمل ما فيه برفق ثم يهديها لجفونه (بسخاء) حين يغلقها فتشب نيران الحب وتخرج دخان بشذى عطر تلك الأغصان وهي مشاعر المحب.

***

زين المعبدي

 

في المثقف اليوم