أقلام ثقافية

علي حسين: رحيل إسماعيل كاداريه بعد ان خاصمته نوبل

اعلن صباح اليوم الاثنين عن رحيل  الروائي الألباني الكبير إسماعيل كاداريه في أحد مستشفيات العاصمة تيرانا، إثر نوبة قلبية، عن 88 عاماً. كاداريه يعد من كبار الروائيين في ألبانيا وأوروبا، أعاد في رواياته كتابة التاريخ الألباني القديم والحديث، وترجمت العديد من أعماله إلى العربية.

كان كاداريه على قوائم جائزة نوبل ، وكان يتوقع ان يحصل عليها بعد ان  فاز بجوائز  بريطانية وفرنسية ، لكنها خاصمته كما خاصمت الكثير من الكتاب الكبار .  كاداريه يعد  واحد من أبرز الروائيين الألبان والأوروبيين، وقد ترجمت أعماله إلى لغات عدة ولقيت رواجاً، كونها  رواياته  تتميز بطابع كلاسيكي ونفس سردي تاريخي وملحمي. فهو عمد طوال مسيرته الأدبية، إلى تفكيك تاريخ بلاده، دامجاً بين الأساطير والقضايا السياسية والتجارب الإنسانية.

ولد كاداريه في مدينة جيروكاسترا في جنوب ألبانيا عام 1936، وهي مدينة الرئيس الألباني أنور خوجا الذي كان يوصف بالديكتاتور. درس في جامعة تيرانا، ثم سافر إلى موسكو ليدرس في معهد غوركي للأدب العالمي. وعندما عاد إلى بلده عام 1960 وجد أن خوجا قطع علاقاته مع موسكو وأقام حلفاً مع الصين البلد الشيوعي المناوئ عقائدياً للاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت.

استهل كاداريه مساره في الصحافة، ونشر بعضاً من أشعاره. ولكن ما كرسه كاتباً وأطلق اسمه في الأدب الألباني كان عمله الروائي الشهير "جنرال الجيش الميت" وقد صدر عام 1963. ثم ما لبث أن تفرغ للكتابة فتتابعت أعماله وأصدر روايات مهمة لقيت صدى لدى القراء والنقاد.

بدأ الكتابة في منتصف الخمسينيات ونشر بعض القصص القصيرة في الستينيات حتى نشر أولى رواياته بعنوان " جنرال الجيش الميت"  عام 1963. وتعد أشهر رواياته التي منحته شهرة دولية خارج ألبانيا. وتحكي قصة جنرال إيطالي في مهمة قاسية يحاول خلالها العثور على رفات جنود بلاده الذين لقوا حتفهم في ألبانيا خلال الحرب العالمية الثانية وإعادتهم إلى إيطاليا.

من بين روايات كاداريه الأخرى التي تتناول التاريخ الألباني؛ رواية " القلعة"  أو " الحصار" ، الصادرة عام 1970، وتروي قصة المقاومة المسلحة للشعب الألباني ضد الأتراك العثمانيين في القرن الـ15. وكذلك رواية " الشتاء العظيم " ، الصادرة عام 1977 وتصور الأحداث التي أدت إلى الانفصال بين ألبانيا والاتحاد السوفياتي عام 1961.

في عام 1996 مُنح كاداريه عضوية أكاديمية العلوم السياسية والأخلاقية الفرنسية، ثم أصبح لاحقاً ضابطاً في جوقة الشرف الفرنسية. وفاز بجائزة بوكر الأدبية عام 2005، وجائزة أمير أستورياس عام 2009، وجائزة  نويستات  الأدبية الأميركية عام 2020. وحصل أيضاً على جائزة «مونديال تشينو ديل دوكا» عام 1992، وجائزة  هيردر  عام 1998. ورُشِح أكثر من مرة لجائزة نوبل في الآداب. كما تُرجِمت أعماله إلى أكثر من 30 لغة، فيما تجاوزت أعماله 100 عمل تنوعت ما بين روايات ودواوين شعرية ونصوص مسرحية وسيناريوهات.

***

علي حسين – رئيس تحرير صحيفة المدى البغدادية

 

في المثقف اليوم