أقلام فكرية

حاتم حميد محسن: هل تستطيع حجة الكلام الكونية مواجهة المعارضين لها؟

تزعم حجة الكلام الكوزمولوجية ان كل ما موجود في الكون له سبب، وان السبب "الأول" يجب ان يكون الله. فما مدى صلاحية هذه الحجة؟

تسعى حجة الكلام الكونية التي عادت الى الصدارة عام 2010 بفضل وليم لين كريج الى إثبات وجود الله من خلال المنطق والاستدلال اعتماداً على الكون ذاته. لكن هناك عدد من الافتراضات التي تقوم عليها الحجة ليست صالحة بالضرورة، وان النزاهة الفكرية تتطلب التمحيص الدقيق لهذه الادّعاءات. وبينما يعترف العلم بإمكانية انبثاق الكون من خالق متعمد، لكن هذا ليس الحل الوحيد الذي ينسجم مع ما متوفر من دليل. الله ربما موجود لكن حجة الكلام الكونية بعيدة عن البرهان.

نحن نعرف ان كل شيء موجود في الكون اليوم، انبثق من حالة موجودة سلفا كانت تختلف عما هو عليه الحال الان. قبل بلايين السنين لم يكن هناك انسان ولا كوكب أرض لأن نظامنا الشمسي والمكونات الضرورية للحياة لم تتشكل بعد. الذرات والجزيئات الضرورية للارض ايضا احتاجت الى أصل كوني: من حياة وموت النجوم، جثث نجمية، ومركبات تلك من الجسيمات. النجوم ذاتها احتاجت لتتشكل من ذرات بدائية بقيت من الانفجار الكبير. في كل خطوة، عندما نتعقب تاريخنا الكوني الى مديات أبعد وأبعد، نجد ان كل شيء موجود او وُجد له سبب، وان هناك حالة سابقة أدّت الى وجوده. حتى الانفجار الكبير ذاته نتج عن تضخم كوني والذي نفترض (دون ان نثبت) يجب ان يكون هو ذاته له سبب أولي.

هل نستطيع تطبيق هذا البناء المنطقي على الكون ذاته؟ منذ أواخر السبعينات من القرن الماضي زعم الفلاسفة وعلماء الدين - الى جانب العلماء الذين ايضا تدخّلوا في تلك المجالات – اننا نستطيع ذلك.

يمكن تجزئة حجة الكلام الكونية Kalam cosmological argument الى ثلاث خطوات بسيطة:

1- كل ما يبدأ في الوجود له سبب أدّى الى وجوده

2- الكون الموجود يجب ان يكون بدأ وجوده في وقت ما

3- ولذلك فان الكون ذاته يجب ان يكون له سبب لوجوده.

اذاً، ما هو سبب وجود الكون؟ الجواب طبقا للمؤيدين والمدافعين عن حجة الكلام الكونية يجب ان يكون الله. هذه الحجة طُرحت عندما زعم الناس "ان علم الكون الحديث يثبت وجود الله". لكن الى أي مدى يمكن ان تصمد المقدمات الثلاث أعلاه أمام التحقيق العلمي؟ هل أثبت العلم صحتها؟ ام ان هناك خيارات اخرى محتملة وحتى محتملة جدا؟ الجواب لايكمن في المنطق ولا في الفلسفة الثيولوجية، وانما في معرفتنا العلمية الحقيقية عن الكون ذاته. دعونا نبدأ بالمقدمة الاولى للحجة الكونية:

الزعم بان كل شيء يأتي الى الوجود او بدأ الوجود يجب ان يكون له سبب. هل هذا صحيح؟ او هل يجب ان يكون صحيحا؟ اذا كنا نفكر عقلانيا، فمن البديهي ان لا يأتي شيء من لاشيء. فكرة ان شيئا يأتي من لاشيء تبدو سخيفة، اذا كان ذلك ممكناً فهو سوف يقوّض كليا فكرة السبب والنتيجة التي نطبقها بشكل تام في حياتنا اليومية. ان فكرة الخلق من العدم او من لاشيء تخالف أفكارنا عن الحس السليم.

لكن تجاربنا اليومية لا تمثل مجموع كل ما في الكون، وان أفكارنا حول الحس السليم لا تنتقل بالضرورة الى عوالم لا تُطبق فيها الدروس المستفادة من تجاربنا اليومية . هناك الكثير من الظواهر المادية القابلة للقياس تبدو فعلا تخالف هذه الافكار في السبب والنتيجة، والتي أشهرها ما يحدث في الكون الكوانتمي. كمثال بسيط، نحن نستطيع النظر الى ذرة واحدة مشبعة. اذا كان لديك عدد كبير من هذه الذرات، انت يمكنك ان تتنبأ كم من الوقت يحتاج نصفها لكي يتحلل. بالنسبة لأي ذرة منفردة، اذا سألنا، "متى تتحلل هذه الذرة؟" او "ما السبب الذي يجعل الذرة في النهاية تتحلل؟"او "ما الذي يسبب ظهور الحالة المتحللة؟" لا جواب للسبب والنتيجة.

من وجهة نظر فيزياء الجسيمات، ربما انت تكون قادرا لتشير الى شيء ما مثل "إنبعاث او تبادل جسيم افتراضي معين" كسبب أساسي، لكن هذا لا يبيّن ولا يخبرك متى يحدث التبادل، ما الذي حفز ذلك التبادل في لحظة معينة بدلا من أي لحظة اخرى. في الحقيقة هناك أفعال مادية يمكنك عملها تجبر نواة الذرة على الانقسام، انت تستطيع الحصول على نفس النتيجة بسبب ملموس ومقصود خلفها. لو انك أطلقت جسيما على النواة الذرية، مثلا، انت ربما تساعد في انقسامها الى أجزاء واطلاق طاقة. لكن ظاهرة التحلل الاشعاعي تجبرنا على التعامل مع هذه الحقيقة غير المريحة:

نفس النتيجة التي يمكننا تحقيقها بسبب تحريضي يمكننا ايضا تحقيقها، طبيعيا، بدون أي سبب تحريضي على الاطلاق. بكلمة اخرى، لا يمكن ابدا معرفة متى تتحلل الذرة لأن العملية عشوائية تماما. هي كما لو ان الكون يمتلك نوعا من طبيعة سببية عشوائية تجعل ظاهرة معينة غير محددة من حيث الاساس ولا يمكن معرفتها. في الحقيقة، هناك عدة ظواهر كوانتمية اخرى تعرض نفس هذا النوع من العشوائية، بما في ذلك الدورات المتشابكة، الكتل المتبقية من جسيمات غير مستقرة، موقع الجسيم الذي يمر عبر شق مزدوج، وغيرها. في الحقيقة، هناك عدة تفسيرات لميكانيكا الكوانتم – أهمها كان تفسير كوبنهاغن – حيث يكون نقص السببية خاصية مركزية للطبيعة ولايمكن تجنبها، وليست "خللا" في عملها.

ربما يقول البعض، ان تفسير كوبنهاغن ليس الطريقة الوحيدة لفهم الكون وان هناك تفسيرات صالحة اخرى لميكانيكا الكوانتم هي حتمية تماما. وبينما يصح هذا، هو ايضا ليس جدالا مقنعا، لأن تفسيرات ميكانيكا الكوانتم القابلة للتطبيق جميعها لا يمكن تمييزها من حيث الملاحظة عن تفسير آخر، بما يعني انها كلها تمتلك ادّعاءً متساوي الصلاحية. انت لا تستطيع ببساطة اختيار التفسير الذي تحب، او التفسير الذي يدعم استنتاجاتك المفضلة وتقول "هذا صحيح بينما جميع التفسيرات الاخرى غير ملائمة". في هذه الطريقة انت لا تثبت أي شيء ابدا: انه غير منطقي وبالتأكيد غير علمي.

هناك ايضا عدة ظواهر في الكون لايمكن توضيحها بدون أفكار مثل:

1- جسيمات افتراضية

2- تقلبات في مجالات كوانتمية (لايمكن قياسها)

3- وسيلة قياس تدفع الى حدوث "تفاعل".

هناك دليل على هذا في التجارب العميقة المتشتتة والغير مرنة التي تستطلع البناء الداخلي للبروتونات، نحن نتنبأ انها تحتاج ان تحدث لكي توضح تحلّل الثقب الاسود واشعاع هاوكنغ. الزعم ان "كل ما يبدأ في الوجود يجب ان يمتلك سببا" يتجاهل العديد والعديد من الأمثلة من واقعنا الكوانتمي لدرجة يمكننا القول ان مثل هذا الادّعاء لم يتأسس بقوة. ربما من الممكن ان تكون هذه الحالة، لكنها ليست مؤكدة على الإطلاق.

مع ذلك، هذه فقط "الخطوة" الاولى في الحجة، هناك خطوات اخرى بحاجة للدراسة ايضا. هل الكون، الموجود، له لحظة او حدث بدأ فيه الوجود؟ هذا الادّعاء سواء صدّقت ام لم تصدق، مشكوك فيه اكثر من الادّعاء السابق – بينما يمكننا ان نتخيل ان هناك واقعا حتميا اساسيا، غير عشوائي، ذو سبب ونتيجة يكمن وراء ما نلاحظه باعتباره عالما كوانتميا غريبا مخالفا للحدس، فمن الصعب الاستنتاج ان الكون ذاته يجب ان يبدأ الوجود في لحظة ما.

يمكننا سلفا الاستماع الى الرأي المعارض، "لكن ماذا عن الانفجار الكبير؟" أليس صحيحا ان كوننا بدأ بانفجار عظيم حار قبل 13.8 بليون سنة؟

نعم، بالتأكيد صحيح اننا نستطيع تعقّب تاريخ كوننا رجوعا الى الحالة المبكرة، الحارة، الكثيفة، الموحدة، السريعة التوسع. صحيح اننا نسمي تلك الحالة بالانفجار العظيم الحار. لكن ما هو غير صحيح، وما عُرف انه غير صحيح لمنْ أعمارهم فوق الاربعين، هو فكرة ان الانفجار العظيم هو بداية المكان، الزمان، الطاقة، قوانين الفيزياء، وكل ما نعرف ونمارس. الانفجار العظيم لم يكن البداية وانما هو سبقته حالة مختلفة كليا تُعرف بـ التضخم الكوني cosmic inflation .

رغم ان العديد لايزالون يتعاملون مع التضخم كنظرية تخمينية، لكن ذلك بالتأكيد غير منصف وفق الاسس العلمية في القرن الواحد والعشرين. هناك عدد هائل من الادلة الكاسحة على ذلك منها:

1- طيف متغير الحجم من عيوب الكثافة التي عرضها الكون في بداية الانفجار العظيم الحار.

2- وجود تلك المناطق ذات الكثافة العالية والكثافة المنخفضةعلى المقاييس الكونية فائقة الافق.

3- حقيقة ان الكون عرض تقلبات غير مستقرة تماما في كثافة مختلف مكونات الكون في الاوقات المبكرة.

4- حقيقة ان هناك حد أعلى لدرجات الحرارة المتحققة في الكون المبكر والتي هي دون طاقة بلانك، وهو المقياس الذي تنهار عنده قوانين الفيزياء.

التضخم الكوني يتطابق مع مرحلة الكون التي فيها لم يمتلأ بالمادة والاشعاع، بل امتلك طاقة كبيرة ايجابية متأصلة بنسيج الفضاء ذاته. بدلا من الحصول على أقل كثافة عند تمدد الكون، يحافظ الكون التضخمي على كثافة طاقة ثابتة طالما يستمر التضخم. ذلك يعني انه بدلا من التمدد والتبريد والتباطؤ في التوسع، الذي كان يحصل في الكون منذ بداية الانفجار العظيم، كان الكون قبل ذلك يتمدد بسرعة كبيرة: بلا هوادة وبسرعة ثابتة. هذا يمثل تغييرا هائلا لصورتنا عما بدت عليه الاشياء في البداية. اذا كان الكون الممتلئ بالمادة والاشعاع سيقود للعودة الى نقطة التفرد singularity(1)، فان الزمكان التضخمي لا يستطيع ذلك. انه لا يمكن ان يقود الى التفرد بمفرده. لنتذكر، ماذا نعني بالدالة الأسية في الرياضيات: بعد مقدار معين من الزمن، كل ما لديك سوف يتضاعف. عندما يمر نفس المقدار من الزمن مرة اخرى، سيتضاعف مرة اخرى، ومع مرور كل لحظة هو يستمر يتضاعف. انه يقوم بهذا مرة بعد اخرى بدون قيد طالما يبقى السلوك الأسي قائما. نفس المنطق يمكن تطبيقه على الماضي: ان نفس المقدار من الزمن الماضي، طالما يبقى السلوك الاسي قيد العمل، مهما رجعنا سيكون لدينا في ذلك الوقت نصف المقدار الذي لدينا الآن. ولو أخذنا خطوة زمنية اخرى مساوية للخلف، وقسمناها الى النصف مرة اخرى، لا يهم كم مرة يُقسم فيها النصف الى النصف ومن ثم الى النصف فسوف لن نصل الى الصفر ابدا. هذا ما نتعلمه من التضخم: لأن الكون، طالما يستمر التضخم، فهو يصبح فقط أصغر لكنه لن يصل الى صفر أبدا او الى زمن يمكن تحديده كبداية. لا يوجد أي معنى ان تنشأ كمية متزايدة بشكل كبير(او اذا عدنا الى الوراء، كمية متناقصة بشكل كبير) من نقطة متفردة، او "حدث" يتطابق مع اصل متفرد. لسوء الحظ، في اللغة العلمية، نحن نستطيع فقط قياس وملاحظة ما يعطينا اياه الكون من كميات قابلة للقياس وملاحظة. على الرغم من كل نجاحات التضخم الكوني، الا انه يفعل شيئا مؤسفا: بطبيعته، يزيل أي معلومات من الكون وُجدت قبل التضخم. ليس فقط ذلك، بل يزيل أي من هذه المعلومات التي برزت قبل الجزء الضئيل النهائي من الثانية قبل نهاية التضخم، الذي سبق وخلق الانفجار العظيم. لكي نزعم "الكون بدأ الوجود" هو احتمالية يمكن ان تكون صحيحة اذا نشأت حالة ما قبل التضخم غير المكتشفة حتى الان من نقطة التفرد. لكن لكي نزعم ان "الكون يجب ان يكون بدأ في الوجود" هو زعم لم ينل الدعم كليا لا نظريا ولا تجريبيا. صحيح انه قبل عشرين سنة كانت هناك نظرية نُشرت بعنوان – Borde-Guth-Vilenkin theorem - اظهرت ان الكون الذي يتوسع دائما لايمكن ان يقوم بهذا الى الماضي الى مالانهاية . (انها طريقة اخرى للتعبير عن عدم اكتمال الماضي). مع ذلك، لاشيء هناك يستدعي ان الكون المتضخم تسبقه مرحلة هي ايضا تتوسع. هناك ثغرات كبيرة جدا في هذه النظرية: اذا انت تعكس اتجاه سهم الزمن، النظرية ستفشل، اذا انت تستبدل قانون الجاذبية بمجموعة محددة من ظاهرة جذب كمومي، النظرية ستفشل، وهي تفشل ايضا اذا كنت تبني كونا ثابتا متضخما الى الابد.

مرة اخرى، كما في النقطة الاولى من حجة الكلام الكونية، "الكون الذي جاء الى الوجود من لا وجود"هي امكانية لكنها لم يتم اثباتها ولم تنفِ الإحتمالات الهامة الاخرى.

والان، بعد حساب الخطوتين الاوليتين من حجة الكلام الكونية، نصل الى الخطوة الثالثة والأخيرة: الكون ذاته له سبب لوجوده وان ذلك السبب هو الله.

نحن أسسنا سلفا ان المقدمتين السابقتين لحجة الكلام الكونية لم يتم اثباتهما. لو افترضنا انهما مع ذلك صحيحتان هل ذلك يعني ان الله يجب ان يكون السبب لوجود الكون؟ هذا ممكن الدفاع عنه فقط اذا كنت تعرّف الله كـ "كائن جعل الكون يأتي الى الوجود من حالة اللاوجود". هنا بعض الامثلة تبيّن لماذا هذا التعريف خاطئ:

1- عندما نحاكي كون ذو بعدين في الكومبيوتر، هل نجلب ذلك الكون الى الوجود، وهل سنكون نحن الله لذلك الوجود؟

2- اذا كانت حالة تضخم الكون برزت من حالة موجودة مسبقا عندئذ هل الحالة التي أدّت الى التضخم هي إله كوننا؟

3- واذا كانت هناك تقلبات كوانتمية عشوائية سبّبت نهاية التضخم وبداية الانفجار العظيم او الكون كما نعرفه، هل تلك العملية العشوائية مساوية الى الله؟ . على الرغم من انه من المحتمل ان يكون هناك منْ يجادل بالايجاب، الاّ ان هذا لا يبدو مثل الكائن القادر على كل شيء، العليم بكل شيء الذي نتخيله عندما نتحدث عن الله. اذا كانت المقدمة الاولى والثانية صحيحتين – لنتذكر انهما لم يتم اثبات صحتهما – عندئذ كل ما نقوله هو ان الكون له سبب وليس ان السبب هو الله.

هناك درس مهم يتم تعلّمه هنا، وليس الدرس الذي يطرحه اولئك الذين يؤيدون حجة الكلام الكونية: من غير العلمي اساسا محاولة استعمال جزء من البيانات العلمية لدعم أي موقف او استنتاج يفضله المرء. العلم هو عملية جمع بيانات ومن ثم استعمال كل تلك البيانات بشكل مسؤول لإختبار مختلف الفرضيات الهامة المتبقية. انت يجب ان لا تبدأ اطلاقا من الاستنتاج الذي تأمل الوصول اليه وتسير رجوعا من هناك. ذلك مضاد لأي مشروع باحث عن المعرفة.

بدلا من ذلك، فان المسار المسؤول هو صياغة ادعائاتك بطريقة يمكن تمحيصها واختبارها ثم اما تأكيد صلاحيتها او تكذيبها. انت لا تستطيع طرح ادّعاء لا يمكن اثباته وتدّعي انك اثبتت وجود شيء ما عن طريق الاستدلال الاستنتاجي. اذا لم تستطع اثبات المقدمة او الافتراضات الاساسية الكامنة خلف المقدمة، فان كل الاستدلال المنطقي المبني على تلك المقدمة هو لا أساس له من الصحة.

يبقى إحتمال ان الكون فعلاً في جميع المستويات، يتبع القاعدة البديهية للسبب والنتيجة رغم ان امكانية كون عشوائي، غير محدد، سببيا، تبقى ملائمة (ويمكن القول مفضلة) ايضا. من الممكن ان الكون فعلا امتلك بداية لوجوده، رغم ان ذلك لم يتأسس أبدا بعيدا عن الشك العلمي المعقول. واذا كان كلا الامرين صحيحا، عندئذ فان وجود الكون سيمتلك سببا وهذا السبب ممكن ان يكون (مع انه ليس بالضرورة) شيئا نستطيع وصفه بالإله، لكن كلمة (ممكن) لاتتساوى مع البرهان.

مالم نتمكن من إثبات العديد من الاشياء التي لم يتم إثباتها بعد، فان حجة الكلام الكونية سوف تقنع فقط اولئك الذين هم مستعدين سلفا للموافقة على استنتاجاتها بصرف النظر ما اذا كانت ثبتت صحتها ام لا.

***

حاتم حميد محسن

..................

No, the (Kalam cosmological argument) doesn’t prove God’s existence, Big Think, April3, 2025

الهوامش

(1) مفهوم نقطة التفرد يشير الى النقطة التي تأخذ بها الدالة قيمة لامتناهية، خاصة في الزمكان حيث تكون المادة لامتناهية الكثافة، كما في مركز الثقب الاسود.

 

في المثقف اليوم