أقلام حرة

الفساد الاداري رصاصة بلاصوت

تأملنا خيرا وحصدنا خيبة أمل في أن نعيش في دولة يسودها القانون والنظام ولكن شاعت الفوضى والخراب في كل أطرافه المترامية .

 

في بلد يعد من البلدان الغنية يعيش شعبنا في حالة من الجوع والخوف والتشرد والحرمان بعد ان انتظر التغير زمنا طويلا .

 

لا فرق ان تتبدل الوجوه فالظلم دائم ولكن بشكل أخر فلا زال الفقير تحت مطرقة الجوع والخوف وآلاف الناس الفقراء منتشرين في شوارع بغداد يمدون أيديهم لطلب المساعدة لأنهم فقدوا الأمل في مساعدة الحكومة .

 

جلاد كان سوطه يصل إلى ظهورنا بقسوة وألم وخفافيش الظلام تلاحق المظلومين في كل زاوية وشارع

 

دقت طبول النصر بأيدي غير عراقية ولم يكن لنا شئ سوى ان نضرب الصنم لعلنا نشفي غليلنا من آهات الزمن وقسوته علينا.

 

لقد كان لسياسي الصدفة الدور الأكبر في تهميش البلد ووضعه في عنق زجاجة وتسليمه لمن يحمل السلاح بيد وبالأخرى يسرق بلا رحمة ولا شفقة ولا يعنيهم غير مصالحهم الشخصية ليس الا .

 

الفساد الإداري والمالي مرض انتشر في بلدنا كباقي الإمراض التي انتشرت بعد سقوط الصنم دون علاج وقد يكون الفساد الإداري جزء من تاريخنا العريق ونثبت بأننا أحفاد علي بابا بجدارة .

 

الحق يقال بان صدام كان طاغية العصر ولكن لم يكن الفساد الإداري لهذه الدرجة وكان هناك من يحاسب وقد امتلائت السجون بالسراق والمرتشين في زمانه واليوم اللصوص أحرار وهم أسياد البلد .

 

ها قد مضت اكثر من 6 سنوات من سقوط النظام البائد والكهرباء على حالها دون تغير رغم الوعود التي اطلقها رئيس الوزارء بان تكون الطاقة الكهربائية 15 ساعة يوميا ليكون صيفنا مريحا بعض الشئ ولكن اين الوعود هل ذهبت ادراج الريح ؟؟؟

 

ملايين الدولارات صرفت وربما سرقت ولم تتحسن الكهرباء في بلد تختفي فيه الاموال في البنوك العالمية والعربية ولم يكن هناك اي رقيب وقانون يردع هؤلاء .

 

ليس من المعقول ان يكون وزير التجارة هو المسؤول عن الفساد الإداري والمال في وزارته والباقين مجرد متفرجين فلابد ان ينالون عقابهم .

 

وليس من المعقول ان وزارة التجارة هي الوحيدة التي بها الفساد الاداري وباقي الوزارات خالية من اي شئ من الفساد الاداري؟

 

التعيينات في وزارات الدولة ودوائرها من اكثر الامور تعقيدا وذلك بسبب الدور الذي يلعبه الدولار في معاملة أجراء التعيين فابسط تعيين مثلا في إحدى الوزارات 15 ورقة إذا علمنا أن هذه الوزارة راتبها اقل بكثير من الوزارات الأخرى .

لايتعين اي منتسب الى الجيش الا بمبلغ كبير من المال في الداخلية؟

كيف نرجو من شخص تعين مقابل ثمن ان يكون نزهيها ويحمينا من اللصوص؟

 

إني لأعجب لشعب ينام على الظلم والاضطهاد دون ان يحرك ساكن ولم يخرج ليرفع صوته في وجه الطغاة وسارقي حقوقهم ويضع الحروف على النقاط ويطالب بحقه قبل تأكله الحيتان الجائعة القادمة من خلف أسوار البلاد.

لماذا نصمت ونعلن صمتنا الدائم (الساكت عن الحق شيطان اخرس) قد يعتبرون سكوتنا ضعف وليس تواضع .

في كل مناسبة دينية نرى ملايين العراقيين يذهبون لأداء مناسك الزيارات ويؤدون مناسك الزيارة بكل ايمان

إني لأعجب لشعب تربى على الإيمان ونهجه نهج آل بيت رسول (ص) لايطالب بحقه ليس في الأموال فقط وإنما بالعيش بحرية وكرامة كانسان حر دون قيود .

السيد المالكي لم توفي بعهدك بالقضاء على مظاهر الفساد الإداري وفي كل مفاصل الدولة

واعتقد ان هذه فرصتك الأخيرة أذا أردت النجاح في ولاية ثانية لرئاسة الوزراء بعد ان نجحت في القضاء على الإرهاب .

عندما نذهب لاي دائرة حكومية في اي وزارة كانت لا يمكننا ان ننجز اي معاملة دون ان يأخذ اوتاخذ الموظف او الموظفة رشوة لانجازها واجبها اليومي .

عندما تذهب لدائرة العقار مثلا كأن الموظف شريك لك في ملكك ؟؟؟

او تذهب للضريبة لغرض انجاز معاملة يساومك الموظف على نسبة الضريبة مقابل اخذ مبلغ من المال

وحتى عندما يرقد مريض في احد المستشفيات لايقوم الممرض بزرق إبرة ألا مقابل ثمن وكأنهم يعملون بدون راتب للدولة .

وما رواتب وتقاعد الرئاسات الثلاث ومجلس النواب الا فساد اداري بقانون اقروه بدون وجه حق .

يجب علينا تصحيح أنفسنا قبل فوات الأوان قبل ان ينتشر المرض في جميع إنحاء جسمنا ولانستطيع علاجه بعد ذلك .

فالوقاية خير من العلاج

 

علي الزاغيني

[email protected]

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1150 الخميس 27/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم