أقلام حرة

نحن وسوريا وإيران

وحتى الجنوب وتقدر مساحة الحدود حوالي 1200 كم تقريبا  وهنا الحدود العراقية الايرانية متنوعة التضاريس بين جبال واهوار وارض صحراوية .

اما بالنسبة لسوريا فتقع في الجزء الغربي من حدودنا في ارض صحراوية تقريبا .

الحديث هنا ليس على الحدود وانما على العلاقات التي تربطنا بهذه الدول المجاورة لنا أعاننا الله عليها .

على مدى القرن الماضي لم علاقتنا مع هذه الدول بالجيدة او ربما تكاد تكون مقطوعة لأسباب عديدة :

1.مساعدة الايرانين للاكراد في حربهم ضد حكومة العراق السابقة .

2.الحرب العراقية الايرانية الطاحنة التي استمرت 8 سنوات .

3.الاختلاف الكبير بين حكومة البعث في العراق والبعث في سوريا والنزاع حول قيادة الحزب .

4.اتهام سوريا بمحاولة انقلابية ينفذها وزراء عراقيون وقيادات من حزب البعث في العراق .

5.مساندة سوريا لايران في حربها ضد العراق .

كان لكل هذا وغيره الدور الاكبر لتوتر العلاقات بين هاتين الدولتين من جهة والعراق من جهة اخرى .

 

خلال الحرب العراقية الايرانية وعند مطاردة نظام صدام للمعارضين له قامت ايران بايواء هؤلاء المعارضة وتدريبها وتجهيزها و المقابل استقبلت الحكومة السابقة للعراق منظمة مجاهدي خلق الايرانية وطبعا كان لفيلق بدر ومجاهدي خلق دور كبير في مساندة هاتين الدولتين في حربهما الطاحنة .

فلا نعجب ان دافعت الحكومة الحالية وبعض اعضاء البرلمان العراقي عن ايران رغم تدخلاتها الواضحة في الشان العراقي.

واود هنا ان ابين هنا ان سوريا هي الاخرى آوت الكثير من المعارضين لحكومة صدام الساقطة  بسبب خلافاتها مع صدام .

على الرغم من الخلافات بين قيادات حزب البعث في العراق وسوريا كانت مستمرة الا انه بعد سقوط صدام وحكومته على يد القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها الا ان اغلب هذه القيادات هربت الى سورية .

اذا كانت ايران لديها مطامع في العراق وتحاول السيطرة عليه وبشتى الوسائل لاعادة هيبة الامبراطورية

فلماذا تساند سوريا التكفيريين والارهابين ولاتمنع تسللهم الى الاراضي العراقية وتاوي قيادات حزب البعث العراقي؟

هل هي الاخرى لديها مطامع في ارضنا؟

ام ترغب في بناء عراق بعثي سني لتضمن عدم بناء عراق شيعي تسانده ايران اذا علمنا ان علاقة سوريا بايران متينة جدا .

لماذا يدافع البعض من النواب الشيعة عن ايران؟

هل لازالت لديهم ارتباطات مع ايران؟

ولماذا يدافع البعض من النواب السنة عن سوريا؟

هل يعتقدون بان البعث عائد الى السلطة لامحال؟

ولا احد يدافع الاف العراقيين الذين سقطوا ضحية الارهاب الغاشم دون تمييز بين فئة معينة سوى انهم عراقيين .

لاننسى الدور الذي قامت به سورية بإيوائها العراقيين وباعداد كبيرة جدا بعد سقوط النظام السابق بعد هروبهم من عمليات القتل العشوائية واحتضنتهم ولازالت .

ولكن هذا لا يعني ان تترك حدودها مفتوحة  لكل من هب ودب في التسلل الى الاراضي العراقية ويجب عليها مراقبة تلك الحدود ووضع دوريات متحركة وثابتة لغرض ضبط الحدود .

ولكن ماذا عن ايران التي تمد الميلشيات بالأسلحة والاعتدة والأموال وتقوم بتدريبهم وإرسالهم الى العراق لماذا تسكت حكومتنا عنهم .

لماذا هذا التاخر في اتهام سوريا بأنها تأوي وتدرب الإرهابيين وتنظيمات البعث وعدم مطالبتهم بتسليم  بالمجرمين الموجودين لديها؟

ولماذا لاتطالب حكومتنا بالمطالبة بتسليم المجرمين الموجودين في ايران؟

دعونا لانكيل بمكيالين وان نضع مصلحة بلدنا وشعبنا فوق كل اعتبار فليس هناك من يريد مصلحة العراق غير العراقيين  .   

اود ان  هنا للسيد المالكي وحكومته بان لاتتراجع عن قرارها في معرفة الحقيقة في تفجيرات بغداد الدامية وعدم المماطلة بتسليم المجرمين لدى سورية واعدة هيبة السلطة وحق الاف الشهداء الذين سقطوا نتيجة الاعمال الارهابية الغادرة  .

يجب على الحكومة ان تنفذ العقوبات التي اصدرتها المحاكم  بحق  المجرمين ولا تتهاون  في ذلك لانه من امن العقاب أساء الأدب  .

 

علي الزاغيني

 [email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1162 الثلاثاء 08/09/2009)

 

 

في المثقف اليوم