أقلام حرة

أسماء لن تبرح الذاكرة: ماجد عزيزة / سوزان سامي حميل

الكل أشاد به وبسمو تفكيره وبساطة روحه وخفه ظله . ظننت بدءً أنهم يبالغون حتى التقيت به بنفسي ؛ فإذا بي أمام رجل ترفرف البسمة على شفتيه والنقاء في قلبه الطيب. أتى ليحضر مهرجانا أقامته رابطتنا (رابطة دجلة للكتّاب) العام المنصرم وتطوع ليوثق المهرجان فيلماً وصوراً على نفقته الخاصة، وأجاد كعادته في التصوير فهو ذو خبرة طويلة في مجال الصحافة والاعلام والتصوير، كما أنه شارك بقصيدة من الشعر الشعبي لم يُكتب لها أن تُسجل في الشريط الفيلمي لأن من ناب عنه في مراقبة ألة التصوير ساعة قراءته لقصيدته في المهرجان ، فاته أن يدير زر التشغيل ! ابتسم لي ماجد بعذوبة بعد أن اكتشف ما حصل وقال: "لم يحالفني الحظ في تسجيل القائي لقصيدتي، يلّلا خيرها بغيرها" . استأت جداً لما حصل وشعرت بالخجل أمام هذه الشخصية الرائعة، وهمست لنفسي: "هل يعقل أن لازال هناك من يتمتع بهذه الروح الساحرة والطِيبة العالية؟"  بعد أيام أرسل لي وعلى عنواني البريدي قرصاً رقمياً موثق فيه المهرجان كله وبتقنية عالية جداً ومرفقاً بعدة نسخ من جريدته نينوى التي تصدر في كندا وقد خصص منها صفحة كاملة عن الخبر بتقرير صوري تفصيلي.

عُرف عن ماجد عزيزة بأنه شعلة لا تتوقف من النشاط والتطلعات لا يضاهيه في ذلك معاونوه حتى الشباب منهم. يتابع أخبارالجالية العراقية غاضّاً الطرف عن دياناتهم و مذاهبهم و توجهاتهم السياسية ؛ ما يهمه فقط أن يكونوا عراقيين، ورغم مامرَّ به من صعوبات ومشاكل ومعوقات ونكران المعروف من قبل البعض إلا أنه يصر على احتواء أبناء عراقه الحبيب ويعبر لهم عن حبه واعتداده بالوطن بشِعره الشعبي الذي يدخل القلب ويُدمع العين ويجبرك على التجاوب مع كلماته الملتهبة بحب العراق. يتتبع ماجد الأخبار والمستجدات الكندية وينقلها بالعربية والانكليزية للجالية العراقية التي قد يفيدها مايجمعه في جريدته وقناته واذاعته من معلومات قيمة في كافة المجالات الحياتية، كإيجاد فرص للعمل أو شراء منزل أو قضايا الهجرة وغيرها من هموم المهاجرين.

799في كندا وأمريكا ، يترأس ويدير ماجد عزيزة جريدة ومجلة وتلفزيون وراديو نينوى ( تيمُّناً بمحافظة نينوى العراقية التي ترعرع فيها) . جادٌّ في عمله ، حريص على استغلال الوقت لصالح العمل، حازم في اصدار القرارات وتنفيذها، كريم الطباع ، جميل المعشر وابتسامته سبيله الى قلوب الاخرين. يحبه أفراد الجالية العراقية والغير عراقية، له باع طويل في الصحافة والاعلام ولا يتوانى عن تقديم المساعدة لأبناء شعبه بكل ما يمتلك من خبرة ومعلومات. كاتب متميز بنزاهته ومعروف بمصداقيته ،  يكتب بشغف ويحترم قلمه ، ويحترم ما يكتبه الاخرون حتى لو كانوا يخالفوه بالرأي والمفهوم.

انا واثقة بأن وطناً تنتمي اليه شخصيات كشخصية ماجد عزيزة لابد وأن يظلّ بخير مهما تخللته أيادي الرذيلة لأن تأثير هذه الشخصيات، حتى وهي في المهجر ، فعّال وبنّاء في بناء أرضية راسخة من التقدير والاحترام بين أفراد المجتمع داخل وخارج الوطن فهو نموذج يستحق أن تحتذي به الأجيال وتسير على خطاه لبناء حياة أفضل وأكثر تقدماً.

 تحية ملؤها الود والاحترام والاعجاب بشخصه الجميل ولا أظن باني أنصفته في الوصف لأنه يستحق أن يقال عنه المزيد. ماجد عزيزة اسم لن يبرح الذاكرة.

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2057 الأثنين 12 / 03 / 2012)


في المثقف اليوم