أقلام حرة

ليس دفاعاً عن اللامي / حسن حاتم المذكور

الذين أثق بمصداقيتهم، كان اغلبه ايجابياً خاصة على الصعيد الاجتماعي، اضافة لذلك فقد حاز على ثقة جمهور الصحفيين لدورتين انتخابيتين (على ما اعتقد)، وتلك نقطة ايجابية تحسب له وربما تثير غضب وحسد الآخرين، بذات الوقت لدي معرفة كافية بسيرة الذين استهدفوه كما استهدفوا قبله الكثيرين، ومثلما كانت ممارساتهم مرصعة بالسلبيات، فلا زالوا من ابرز رواد ثقافة الأشاعات والتشويه والتسقيط اساءة لسمعة الآخرين، تلك السلوكية التي كان مفروضاً ان يغتسل منها البعض ويرموا قذاراتها بوجه الزمن الذي اكتسبوها منه .

ما قرأته عن الأستاذ مؤيد اللامي قرأته وسمعته عن الكثيرين من ضحايا تلك السلوكية المعيبة، يعتقد البعض ان اتهامهم لهذا وذاك قد يغطي على نقاط ضعف ومعاناة شخصيتهم من دون ان يدركوا، ان استهداف الآخرين ومحاولة النيل من سمعتهم، تعكس خلفيات وعقد تمتد جذورها الى عمق العقائد العفلقية، وانهم اخر المجندين لنقل الرسالة البعثية الى الواقع العراقي الجديد.

تمنيت لو ان البعض، وقبل ان يرموا اساءاتهم على الآخر، ان يراجعوا المحطات التي تشكل منها تاريخهم، فالذي يقولوه قد يكون كذباً مفبركاً والذي يقال عنهم قد يحمل حقائق كفيلة ان تعيد اليهم توازنهم، هنا ليس من الحكمة خداع النفس، فهناك من عايشهم  تجارب مؤلمة ولا زال الكثير من اوجاعها راكد في الذاكرة ومن المخجل، ان يحاول المرء الأحتيال على حقيقته وتناسي عيوبه ثم يلصق شخصيته بالآخر ليعيد وصفها (رمتني بدائها ونسلت) .

البعض يحاول اتهام البعض مع انه الأولى بالمراجعة، كونه والى يومنا هذا مصراً على ممارسة ذات الأساليب الرخيصة اذا ما اراد تصفية حساباته الشخصية، انها سادية تدمير الآخر اجتماعياً وسياسياً وفكرياً، وكأن الوسط الثقافي ليس لديه ما يحاول ان ينفع الناس به الا افتعال المواجهات التسقيطية لتقع فيها الكثير من الضحايا الأبرياء .

اذا ما تعامل الوسط الثقافي من داخله بمثل تلك الطريقة البدائية، فكيف سيكون مستوى تعامله مع الجمهور، خاصة اذا ما امتلك البعض مؤسسات وامكانات اعلامية ومادية ذات تأثير مباشر على وعي الناس، واين سيكون مصير المصداقية في ادعاء القيم الوطنية والأنسانية واليسارية ــ وحمل جمال .. ــ، انها طاقات تدميرية تبدأ من خراب الذات وقد لا تنتهي بضرب المجتمع في صميمه، وبهذه الحالة، يجب الا تنحصر عملية اجتثاث البعث في اطارها السياسي فقط، بل يجب وبالضرورة ان تخترق الداخل الثقافي، وتلك لا تخضع للأجراءات السياسية والقانونية، بل عملية باسلة ينهض بها المثقف الوطني من داخل الوسط الثقافي، انها مهمة الكاتب والأعلامي والصحفي والفنان، هكذا تم اجتثاث الفكر النازي الفاشي في الدول التي ابتلت بأنظمة شمولية كالنظام البعثي في العراق .

من يتهم الناس واهماً انه الأمثل، ربما يكون ذاك الذي (وان لم ينتمي) او منتمياً بالطريقة التي يعرفها الجميع .

نذكر البعض، ان المجتمع العراقي قد تعرض الى عملية تبعيث ظالمة راح ضحيتها الكثيرين من الكوادر السياسية والثقافية والأجتماعية، ونحن الذين كنا خارج المحرقة ولم نتعرض الى قسوة التبعيث التي تعرض اليها زملائنا في الداخل، علينا الا نتبطر عليهم ويجب احتضان الذي يحاول ان يمارس دوره من داخل هامش الحريات الديمقراطية المتوفر، او التأقلم وطنياً مع حراك المجتمع العراقي .

ان من يحاول تنسيب المفتعل من اضابير الأتهامات الى هذا وذاك، عليه ان يتذكر، ان الآخرين لديهم ما سيقولونه بحقه او ما يتعلق بتاريخه وربما سيضطرون لجر اذنه وتذكيره بما يحاول تناسيه .

واخيراً : ارجو الأستاذ مؤيد اللامي وكذلك الأخوة الذين تعرضوا لذات الهجمة التسقيطية، الا يأخذوا تلك الأسقاطات على محمل الجد ويتعاملوا معها على انها ليس اكثر من ذلك المتبقي في مشاجب النظام البعثي او روائح عقائد من الزمن الكريه .

12 / 03 / 2012

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2058 الثلاثاء 13 / 03 / 2012

في المثقف اليوم