أقلام حرة

فقرتان جيدتان في جدول اعمال القمة / علي جابر الفتلاوي

عدم دعوة الرئيس السوري للتنحي عن السلطة، والفقرة الثانية عدم ادراج قضية البحرين ضمن جدول الاعمال .

بالنسبة للفقرة الثانية في رأيي هذا امر جيد، لان قضية البحرين لو ادرجت على جدول الاعمال، لكان الامر في غير صالح الشعب البحريني، بل سيكون في صالح نظام الحكم في البحرين، لان منظومة النظام العربي التي ستحضر مؤتمر القمة خاصة المنظومة الخليجية، ستكون منحازة بشكل كامل لصالح حكومة البحرين ونظامها الملكي الوراثي، فمناقشتها في مؤتمر القمة يعني النصرة لهذا النظام الديكتاتوري، اذن عدم طرح قضية البحرين هو لصالح شعب البحرين .، كذلك عدم طرح القضية سيخلص العراق من الحرج تجاه شعب البحرين المطالب بحقوقه المشروعة وبالطرق السلمية، فهل يعقل مثلا ان يناقش الحكام العرب لوطرحت قضية البحرين في المؤتمر المطالب المشروعة للشعب البحريني، او يناقش التدخل السعودي العسكري لنصرة حكومتها الدكتاتورية ضد شعب البحرين؟

اما البند الاخر وهو عدم توجيه دعوة للرئيس السوري بالتنحي، هذا الامر جيد ايضا فهو لصالح الشعب السوري الذي يطمح الى التغيير بالطرق السلمية بعيدا عن العنف في حين ان منظومة الحكومات العربية، والخليجية منها خاصة التي لا تؤمن بالديمقراطية والحرية اصلا لانها محكومة بمنظومة دكتاتورية وراثية، تدعم الحركات السلفية المسلحة، وتدعو لاسقاط النظام في سوريا بقوة السلاح حتى لو ادى ذلك لسفك المزيد من دماء الشعب السوري، فعدم دعوة الرئيس السوري للتنحي اعتبر ذلك نصرة لمبادئ العراق الذي لا يقر التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد كما لا يقر استخدام القوة لاسقاط  أي نظام، لان ذلك يضر بمصلحة الشعوب، ويؤيد العراق التغيير السلمي للحكومات الديكتاتورية، وبيد شعوبها بعيدا عن التدخلات الخارجية، كما يدعو الى الحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة لجميع البلدان العربية بضمنها سوريا .

بناء على هذه المعطيات اعتبر هاتين الفقرتين جيدتين ولصالح الشعبين السوري والبحريني، لكن توجد فقرة اخرى ذكرها السيد زيباري  تخص الوضع في سوريا ايضا، وهي ان تبقى قطر على رأس اللجنة العربية لمتابعة الوضع السوري  واعتبر هذه الفقرة في غير صالح الشعب السوري، لان قطر منحازة بالكامل لصالح التغيير المسلح في سوريا، وتدعم هذا التوجه بكل قوة، فهي من ضمن الداعمين الاقوياء للمسلحين السلفيين الذين يقتلون الناس عشوائيا بهدف ارباك الوضع الداخلي السوري  وخلق مبررات التدخل العسكري الخارجي على غرار ليبيا، عليه يجب اخراج قطر من هذه اللجنة واعطائها الى احدى الدول العربية التي تقر التغيير السلمي في سوريا وبيد الشعب السوري بعيدا عن التدخلات الخارجية .

على العموم انعقاد المؤتمر في العراق نصر للعراق وانتصار لشعبه الصابر  وانجاز كبير لحكومته الوطنية المنتخبة، ولا اعتبر العراق هو العائد للمحيط العربي، بل العرب هم الذين عادوا اليه، بعد ان مد يده اليهم لمرات عديدة، ورفضوا مصافحته  خاصة المحور السعودي القطري، اخيرا نتمنى لمؤتمر القمة النجاح، وندعوه لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، ونتمنى للمؤتمر ان ينتصر للشعوب وليس للحكومات . 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2072 الثلاثاء 27 / 03 / 2012)


في المثقف اليوم