أقلام حرة

اسباب العواصف الترابية / سامي جواد كاظم

لم تنفع في تقليل حدة الغبار في الجو، هذه الظاهرة تكررت كثيرة في بلدنا اضافة الى قلة في الامطار بشكل ملحوظ ولان المطر هو الخير فان الله عز وجل جعل للمطر صلاة خاصة به لكي يدعوه في انزال المطر،وقلة المطر يعني قلة الخير النازل علينا بامر الله عز وجل، هذه العواصف الترابية التي تجتاح بلدنا لها عدة تفسيرات وانا ارجح التفسير القائل بانها عقوبة من الله عز وجل لنا لاننا كثيرا ما تركنا اوامر الله عز وجل بل ان البعض وللاسف زاد في فساده، انا لا اتحدث حديث انشائي ولكني اتحدث عن واقع كلنا عايشناه بل في بعض الاحيان كنا جزء من المشكلة، ولو تحدثت عن اخطائنا فان البعض قد لا يوافقني بحجة افضلية ستر العيوب وهذا يجرنا الى الامر بالمنكر والنهي عن المعروف وهذا حزب المنافقين " المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف " واما البعض فانه ياول هذه العواصف الترابية الى انها رحمة الهية قد تقضي على حشرة ضارة او تلقح الاشجار تحت ذريعة وارسلنا الرياح لواقح ولكنهم اخذوا الشطر الاول من الاية وتركوا الثاني حيث قال الله تعالى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} [الحجر: 22].ونحن لم نر المطر .

الله عز وجل غفور رحيم عطوف لطيف وعادل لعباده ولكن الخلل فينا، لقد تغيرت كثير جدا من اخلاقية البعض وبدات ظاهرة ( معليه بغيري ) ولا احد يتابع اخبار جاره هل هو جائع ؟ بل حتى اعمال الخير ظاهرا، لها مردودات يبغيها فاعلها باطنا، هل رايتم مسؤول يفكر بشعبه ؟ قد يقال انه لا يستطيع بحكم الاوضاع التي يعيشها البلد من فساد اداري ومالي وما الى ذلك من مساوئ فان لم يكن هو جزء من الفساد الاداري والمالي فانا اسال اليس هذا الفساد الاداري والمالي لا يكفي لان يكون سببا للعواصف الترابية ؟

انقل لكم هذا المشهد قد يكون نادرا في وقوعه ولكن انظروا الى ابعاده، في احدى التفجيرات التي تعرضت لها كربلاء في تقاطع شارع الجمهورية وشارع قبلة العباس (ع) الكل مشغول بنقل الجرحى ورفع جثث الشهداء، احد ضعيفي النفوس سقطت امامه يد امراة بترت فيها اساور ومحابس ذهب فوضع هذه اليد في كيس وسرقها !!!!هل اقول مع الاسف فقط ؟ انها لا تكفي .

هل ازيدكم هنالك بعض دنيئ النفوس يتاجرون بالخمور في الاماكن المقدسة لربما ينتقدني من لا يريد فضح هذه المفاسد ولكنني اؤمن بشجاعة مواجهة الخطا حتى لا يستفحل، بعض ممن احتسبوا على رجال الدين يركن الى الانزواء ويتشبث بتغيير المنكر بقلبه وهو يعلم انه اضعف الايمان، ان لم نواجه المفاسد فاننا اذا واجهتنا اليوم عواصف ترابية فانا اخشى من العواصف الحجرية ولا نلوم الا انفسنا.

من النوادر ان ترى موظف او معلم يعيش على راتبه فقط من غير استغلال منصبه لمكاسب مادية اخرى؟ هل ان الراتب لا يكفي؟ اذا كانت هذه الملايين لا تكفي اليست دليل على رفع البركة؟ لو استقام الانسان في عمله وقوله واتجه لله عز وجل فقط فانا اضمن له نيابة عن الله عز وجل حسن العاقبة . الله عز وجل ورسوله واهل بيت رسوله عليهم السلام لا يحبون المؤمن الجبان، لا حظوا مؤمن لكنه جبان بل يحبون المؤمن الشجاع وللشجاعة عدة اشكال منها في ساحات الوغى ومنها السخاء ومنها رد المنكر ومنها فعل الخير ومنها حفظ الامانة، اعتبر لا وجود للدولة فان المرجو منها صعب المنال لماذا لم نلتفت الى اخلاقنا ... ثقافتنا... تصرفاتنا؟

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2113 الأثنين  07 / 05 / 2012)

في المثقف اليوم