أقلام حرة

قبل نشر الخبر بماذا تفكر؟ / سامي جواد كاظم

لو قمنا بتوزيعها على عدد الوسائل الاعلامية بمختلف تصنيفاته لحصلنا على نتيجة مهمة وهي ان هذه الكوادر لا تلبي حاجة 25% من وسائل الاعلام، وطالما ان هنالك من يدفع والمجال واسع لتاسيس محطات اعلامية مع ضجيج العالم بالاخبار وعليه بدا الحشو الاعلامي في الكادر والمعلومة وهذا نتج عنه شريحة من الذين يقال عنهم اعلاميين في منتهى الانحطاط الخلقي .

هنالك كوادر اعلامية لا تحمل شهادة اعلامية الا انها تحمل اخلاق وثقافة يجعلها مؤهلة في ولوج العالم الاعلامي وهذه الثقافة هي مصدر التفكير، فكل اعلامي يريد نشر خبر او ايصال معلومة معينة فلابد له من مساحة للتفكير والتفكير يتاثر بما يحمل من ثقافة واتعسها عندما تكون الثقافة غريزية انتقامية والبعض منها مريضة لا يهمها من يتاثر بالمعلومة سلبا، بعض الاعلاميين وكتاب المقال كثيرا ما ينتقدون الحكومة العراقية على اعتبار اين كانوا قبل السقوط وانهم لا يستحقون المناصب الحكومية، والامر ذاته ينطبق عل بعض الذين يقال عنهم اعلاميين اين كانوا في زمن الطاغية؟ هنا ليس من باب الدفاع عن الحكومة فالاعلام له اليد الطولى في رقابة اداء الحكومة وتقويم عملها على اساس خدمة البلد لا على اساس التنكيل والتهكم .

هنالك اخبار وتعليقات يندى لها الجبين عند قرائتها لانها خليطة بين الكذب وقلة الحياء والتفاهة، بل انها وضعت خصيصا للتسقيط وعند البحث عن مصدرها نجد انها تحت خيمة الديمقراطية وحرية الراي وزاد في ذلك عدم وجود قانون ينظم الاعلام او محاكم تحاسب من يشهر، والتشهير حتى في حالة صدق المعلومة الا ان الضوابط الخلقية تحتم على الاعلامي ان لا ينشرها كي يشهر بصاحبها .

الاعلام احد افضل الواجهات التي تعكس ثقافة البلد فعندما يكون الاغلب الاعم فيه بهذه الدرجة من الفوضوية وقلة المصداقية فانه يطغي على الاعلام المهني والاخلاقي فيكون صورة قاتمة عن البلد، حتى في الشارع الاسلامي يحلل الكذب ويحرم الصدق في حالات خاصة بحيث تكون نتائجها سلبية على الاطراف ذات العلاقة مثلا الكذب لاصلاح ذات البين جائز وذكر الكلام القادح الذي ثبت قوله الى الاخر المقدوح به غير جائز فكيف بالاعلامي في خلق توازن في انتقاء الخبر الذي له تاثير ايجابي على المتلقي وعلى مهنته ؟ هذه المعيارية غائبة لدى اكثر الاعلاميين لان المعيار الذي يفكر به هو اما كيف يشتهر على حساب الاخرين او كيف يطعن بالآخرين؟

الاعلام المخالف والمعارض والمعادي وافضلها المخالف وهو الذي يختلف عن الاخرين في افكاره ويقوم بطرح افكاره من غير الطعن بالاخرين اما المعادي فهو الذي يتعدى على الاخرين من غير سبب موجب لذلك والاعتداء يكون بالكذب والتشهير   

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2214 الاربعاء 29/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم