أقلام حرة

ذي قار مفخرةُ العراق.. رحمٌ عريقٌ حمل جنينَ الإصلاح الأول

أور موطن أول حضارة عالمية.. حضارة وادي الرافدين، وعاصمة أول حاضرة سومرية قبل أكثر من خمسة آلاف عام.

شعور الفخر والاعتزاز بها اعترانى حينما كنتُ أقلّبُ على عجل كتاب" مقدمة في تاريخ الحضارات" الجزء الأول للعلامة طه باقر؛ فاستوقفتني صفحات في الكتاب كان موضوعها يتمحور حول أول حاكم مُصلح ظهر في تاريخ البشرية؛ فادركتُ حقيقةً ربما يعلمها بعضٌ منا، ويجهلها بعضٌ آخر؛ أن الإصلاح بدأت أولى بوادره في الجنوب العراقي، ليس على صعيد العراق فحسب؛ بل على صعيد العالم أجمع. المجتمع الذي يظهر فيه مصلح دلالة على أنه مجتمع يقظ، وواع، وطموح لتطوير أحواله.

"أوراكاجينو" أول حاكم مصلح ظهر في مدينة "لكش" (البهاء- الشطرة- ذي قار) حاليا، في الألفية الثالثة قبل الميلاد (2378- 2370 ق. م).  وهو آخر ملوك "لكش". وإذا تتبعنا تاريخ الإصلاح القديم في بلاد الرافدين لوجدنا طابعه دينيا، لأن الآلهة آنذاك لها دور فعال في حياة المجتمع، ولها السلطة العليا ولا يمكن لأحد أن يزيغ عن أوامرها- حسب اعتقاد سكان بلاد النهرين آنذاك -.

1365 ايقونات

"اوراكاجينو" اصطفاه الإله "ننجرسو" إله دولة "لكش" من بين الجموع الغفيرة؛ لأنه رأى فيه الكفاءة، والإتزان، والحيادية، والجرأة، والشجاعة؛ فأمره بتنفيذ الإرادة الإلهية. واعتبر نفسه أنه "نائب الإله ووكيله حقا"، واقتضت إرادة الإله "ننجرسو" أن يكون المصلح من الطبقة الدينية، ومن طبقة الكهنة التي ينتمي اليها "أوراكاجينو" على الأرجح. واقتضت إرادة الإله أن يبدأ الإصلاح بطبقة الكهنة حيث أن مبادرته هذه كانت عين الصواب، فالتغيير والإصلاح يبدأ من الداخل أولا ثم الخارج. وطبقة الكهنة كانت تمارس أساليب الفساد، والاضطهاد، وابتزاز ثروات الناس، وإجبارهم بالإكراه على دفع الضرائب، وفرض سيطرتهم حتى على المعابد؛ فاستاء شعب "لكش" البصير الواعي بالظلم المستشري في البلاد في عهد الحاكم (اور- نانشه)، وقام بإنقلاب عسكري على نظام الحكم السائد؛ والانقلاب العسكري هو أول انقلاب على نظام الحكم في تاريخ العالم. وسُلّم الحكم الى "أوراكاجينو" الذي انصاع لأوامر الإله، ووضع إصلاحاته الاجتماعية والاقتصادية المهمة، التي كانت تركّز على تأييد أهم طبقات المجتمع وإسنادها، وفي مقدمتها طبقة المحاربين وجماهير الناس، إذ قام بخفض الضرائب المفروضة عليهم، التي كان قسم منها يذهب الى الحاكم وحاشيته وموظفيه، وخفض الضرائب حتى على طبقة الكهنة أنفسهم، التي تتعرض الى ابتزاز أموالها من قِبَل جباة الحكام الذين كانوا ينتشرون في كل مكان من (أرض ننجرسو) الى تخوم البحر. وعاهد "أوراكاجينو" بإصلاحاته الإله "ننجرسو" بأنه لم يسلم الضعيف والأرملة الى القوي، وشملت إصلاحاته طبقة الحكام، وذلك بوضع حد لاستحواذهم على أملاك المعابد، وكذلك خفض الرسوم الباهضة في حوادث الأحوال الشخصية مثل الزواج، والطلاق، ورسوم الدفن. وعالج الجرائم، وتنظيم العقوبات الخاصة، وجوانب من الأحوال الشخصية. ويذكر "أوراكاجينو" حالة البؤس التي آلت اليها طبقة العمال والصناع لدرجة أنهم صاروا يستجدون الطعام، ويأكلون فضلاته من أبواب المدينة؛ فيما كانت مخازن الحكام وأمرائهم وقصورهم وأملاك حاشيتهم تفيض بالخيرات، ويعدد أعمال السخرة التي كانت تفرض على الفقراء والضعفاء، وحتى العميان منهم من قِبَل وكلاء الحكام القساة الذين لا يجهزونهم بما يحتاجونه من قوت. كما أمر بالعفو عن المسجونين والموقوفين؛ بسبب الديون السابقة، أو بسبب استحقاق الضرائب عليهم.

وامتدت فترة حكم "اوراكاجينو" الى ثمانية أعوام، ولم تلقَ الوقت الكافي لتقبّلها، ولاقت مقاومة من قبل بعض الطبقات الاجتماعية المتضررة؛ فساعدت على إضعاف سلطته، وحرّضت على التمرّد عليه، فظهرت شخصية قوية هو "لوكال زاكيري" حاكم دولة المدينة المجاورة"أوما" عدوة "لكش"، بشن حرب خاطفة وطاحنة على "أوراكاجينو"، وأطاحت به، وانتهت الحرب بحرق وتدمير "لكش بالكامل"، وتشريد سكانها، وهدم معابدها، وقصورها، وضياع معالمها ليلا. وقد ترك التدمير الشامل الذي حل ب"لكش" صدىً في نفوس الكتاب والأدباء؛ فكتبوا رثاءً مؤثراً فيها1 .

"إصلاحات"أوراكاجينو" تعطينا فكرة عنها أنها أقدم تشريعات في تاريخ البشرية"2.  دوّنت على موشور طيني تم العثور عليه في مدينة الشطرة التابعة لمحافظة ذي قار، ومعروض حاليا في متحف اللوفر في باريس.

الملك السومري "أورنمو" أعقب "أوراكاجينو"؛ فوضع قانونا يعود تاريخه الى القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد. وتعتبر وثيقته ثاني أقدم وثيقة تاريخية دوّنت في حقوق الإنسان.

ثم أعقب "أورنمو" الملك البابلي (لبت – عشتار)، الذي دون شريعته الخاصة باللغة السومرية في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وسبقت شريعة حمورابي بنحو قرنين من الزمان، وهو دليل تعلق الملوك البابليين باللغة والثقافة السومرية3 .

ثم كانت شريعة "حمورابي"، وكان قد أرسى قوانينها في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وهي تشريعات تماثل في مضمونها قانون الملك "اورنمو"، اشتملت على قوانين صارمة في أمور الحياة... في الاجتماع، والقضاء، والاقتصاد؛ فمسلة "حمورابي" تصوره وهو يتسلم شريعة القوانين من إله الشمس (شمش) باعتبار أن للسماء سلطة ًعليا لا تفوقها سلطةٌ أخرى، وهي إشارة إن على الجميع الالتزام بقوانينه ذات الأصالة الإلهية. ودوّنها "حمورابي" على مسلة كبيرة من حجر الديورانت الأسود، ووضعها في معبد الإله "مردوخ"، إله البابليين الأول. والقوانين التي نصت عليها وثيقة"اوراكاجينو" شبيهة بالقوانين التي نصت عليها شريعة "حمورابي" - وربما اقتبس "حمورابي" بعضاً من تشريعاتها -، وقد ضمت القوانين الاقتصادية، وقوانين الأحوال الشخصية.

شريعة "حمورابي" أعقبت شريعة "أوركاجينو" بخمسة قرون، على عكس ما نتصوره من أن شريعة "حمورابي" هي أقدم شريعة قوانين في التاريخ. لكن ما ينبغي قوله أن شريعة "حمورابي" هي شاملة ومفصلة لكل نواحي الحياة، وأكثر شمولا من شريعة "أورنمو"، و"لبت – عشتار".

ومسلة "حمورابي" الآن معروضة في متحف اللوفر في باريس.

الإصلاح في الوقت الحاضر

موضوع الإصلاح يتطلب فيه البحث متخصصاً في الاجتماع البشري. والإصلاح موضوع حر ينبغي أن تجتمع عليه كل المرجعيات الفكرية والنهوض به الى شاطئ السلام من دون تحيز، وتمركز على فكرة ما أو ايديولوجية ما. لذا استخدمت قناعاتي واستنتاجاتي مما يدور حولي في المجتمع الذي أعيشه. والإصلاح في مجتمعنا يتمركز على أربعة عناصر أساسية هي الأسرة، ومؤسسات التعليم، والمجتمع، ثم رأس السلطة. وفي هذا الموضوع تفصيل وشرح طويل، أتمنى أن أوفق للخوض فيه في المستقبل.

الإصلاح على العموم حركة عادة تتأسس عندما يكون هناك وضع مخطوء ما في أي منحى من مناحي الحياة العامة، كأن يكون دينيا، أو سياسيا، أو اجتماعيا، أو ثقافيا، أو قد تكون كل الأوضاع مجتمعة. والإصلاح ليس انقلابا على وضع ما، بقدر ما هو تقويم الأخطاء، أو إضفاء تعديلات على أي وضع يكون فيه فجوات فارغة، أو وجود خلل، أو عيب، أونقص، يفضي الى أضرار تصيب المجتمع. والأضرار سببها الأول فساد مصدره جهات خاصة لا يهمّها سوى ما تمليه عليها مصالحها الذاتية دون النظر الى المصالح العامة. ويمكن أن يكون الإصلاح هو الإلتفات الى جوانب جديدة مثلا استحدثت في المجتمع تبعا لتطور الحياة، وسرعة عجلة التغييرات فيها، وغفل عنها المتصدي لإدارة الحياة العامة، فيظهر المصلح ليقوّم الوضع، ويضع حلوله. والحلول تتبع دقة إحساس المصلح بما يحدث حوله، وبراعة ورجاحة عقله، ومدى صلاحية الحلول للوضع العام؛ لتعود على المجتمع بالصلاح، وتطوير أحواله. والمصلح ما لم يتمتع بخصال متميزة كعمق نظر، وعين ناقدة، وعقل مفكر، وشجاعة اتخاذ الرأي والقرار، وكلها عوامل تجعله في مكان أعلى؛ حتى يمكنه رصد الأخطاء، ونقدها، والتفكير بعملية غربلة وتشذيب لها، ثم وضع الحلول الناجعة؛ لا يمكنه أن يساهم في عملية النهوض والإصلاح؛ وحتى يكون الإصلاح عمودا فقريا يسند المبنى الاجتماعي ويحميه من الانهيار.

وبالطبع فإن حالة وجود مصلح واحد أو أكثر في مجتمع صغير يمكن أن تؤدي الى نتائج ايجابية على مختلف الصعد.

والمجتمع الآن أضحى كبيرا فلا حدود بينه وبين المجتمعات الأخرى؛ للتطور الهائل الذي طرأ على طبيعة الحياة؛ بسبب زحف التكنولوجيا على كل زواياها. والمجتمعات الآن تعيش في ظل العولمة الحديثة، وما يكتنفها من قيم ومفاهيم وأخلاق، لم تألفها مجتمعاتنا على وجه الخصوص. والإصلاح اليوم ليس كالأمس، وسط المتغيرات التي سادت العالم اليوم إثر ثورة العلوم والتكنولوجيا، وعصر تدفق المعلومات وقنوات الاتصالات، والعالم اليوم يخوض في أمواج متسارعة من المتغيرات اللحظية، وتبدل أساليب التعامل معها على أساس اللحظة.

الإصلاح يكون معقدا في ظل الحياة الحديثة وتطورها. فالمجتمعات كبرت وتشعّبت، وتشرذمت في ظل الوضع الحديث، وإن كانت تبدو كأنها تحيى في قرية صغيرة في العالم الافتراضي الذي اختصر المسافات والأزمان؛ لكن إذا بحثنا في كيفية إصلاح المجتمع الكبير المتشعب لا يمكن التصديق بوجود مصلح واحد يحمل كل الامتيازات في مختلف التخصصات في مجالات الحياة. وفي هذه الحالة الإصلاح في أي مجتمع ينبغي أن لا يتصدى له شخص واحد، بل ينبغي أن يكون فيه عدة مصلحين متخصصين – حسب رأيي - فمن المفترض أن يكون هناك مصلح اجتماعي، ومصلح سياسي واقتصادي، ومصلح ثقافي، ومصلح ديني، وكل منهم ينبغي أن يكون على علم، ووعي، وثقافة في مجاله، ويكون قد تلقى تعليما آكاديميا عاليا، حتى لا يتخبط حينما يضع خطط الإصلاح في حقله الخاص، ومن ثم يسير بالمجتمع نحو الوجهة الصحيحة. وإذا افترضنا وجود هؤلاء المصلحين في مجتمع واحد، فإنه بالإمكان النهوض بعملية الإصلاح، سيما إذا تتم عملية التعاون بينهم بكفاءة وإخلاص، واتفق المصلحون على برنامج يوحّد وجهات نظرهم، فإن بإمكانهم طرحه على السلطة الحاكمة، وهي تأخذ به وتطبقه بحذافيره، وبالنتيجة فإن رأس السلطة أيضا يطاله الإصلاح.

لكن كيف يتحقق هذا في زمان، ومكان واحد؟

أو قد يوجد مصلح واحد أو أثنان كل في مجاله، لكن من أين نأتي بالمصلحين الآخرين؟ أوقد لا يوجد بالأساس مصلح، فكيف يمكن أن يمكث الوضع على حاله دون تغيير؟

هنا يأتي دور الثورات والانتفاضات في التاريخ، فهي حين تقوم، بعد صبر طويل، وبعدما لم تستطع الحكومات من تنفيذ عهودها التي قطعتها مع نفسها حينما تسنمت المناصب، فتقوم الثورات والانتفاضات التي إما أن تنسف أنظمة الحكم من الأساس، أو ترفع شعارات الإصلاح دفعة واحدة بشكل عشوائي، من دون النظر في أي حقل تخص، فهي تُرفع في كل الحقول التي تخص حياة الشعوب، كما حدث في العراق الآن، وبذلك على رأس السلطة إما أن يتنحى، أو يأخذ بالإصلاحات المقترحة ويطبقها، وإذا طبقها بحذافيرها فإنه سوف يقود الشعب الى بر الإصلاح و الأمان والخلاص.

ذي قار بؤرة الإصلاح

على ضوء ما ذكرنا فإن شعب "لكش" إحدى دويلات بلاد سومر وتدعى حاليا بال"البهاء"قريبة من منطقة الشطرة إحدى أقضية ذي قار(الناصرية)؛ هو شعب عريق في وعيه، لذا لاحظنا أول الانقلابات العسكرية والمعارضة بدأت فيه، وحركة الإصلاح بزغت شمسها فيه.

وكل من قرأ في تاريخ ذي قار – إن لم أكن منحازة- يجد أن أغلب حركات المعارضة وتيارات اليسار ولدت على أرضها. وجل مثقفي، ومناضلي العراق، والقراء، والأدباء، والكتّاب، والشعراء هم من ذي قار. ولو بحثنا الأسباب لوجدناها حاضرة في تاريخ المدينة العريق منذ العصر السومري وحتى الآن. صحيح أن كل حضارة تأتي لتنسف ما قبلها، ولم تبق أثرا لسابقتها؛ لكن تلبث في نفوس الشعب روح التطلع للعلم، والثقافة، والثورة، والانتفاضة، والإصلاح، والتغيير في أي مرحلة حكم تمر بها المنطقة. لذا لا نستغرب حينما يولد فيها المبدعون والمثقفون والمناضلون؛ فهم ورثة أجدادهم السومريين حملة القلم، والكتاب، والتغيير، والإصلاح للعالم أجمع.  ذي قار عاصمة الإصلاح، والثورة، والنضال، والثقافة، والكتاب، والقلم.

وقدمت المدينة أكثر كل مدن العراق من الشهداء في كل فترة حكم يمر بها العراق، وخصوصا في فترة حكم حزب البعث، فجل شهداء المقابر الجماعية هم من الجنوب العراقي، وتحديدا من ذي قار. وجل الذين قضوا في سجون البعث هم من أبناء الجنوب العراقي، ومن ذي قار أيضا. وبعد انهيار نظام البعث عام 2003، والمدينة تنزف دماء أبنائها طلبا للحرية، والعدالة، والحياة الكريمة.

على رغم ضعف إمكاناتها، وعدم وجود مصلح، أو قائد ينظم حركة شبابها؛ لكنهم انتفضوا في تشرين الأول (اكتوبر) 2019، وكانت الانتفاضة للوهلة الأولى عشوائية، وغير منظمة الاّ أنها الآن صارت أكثر تنظيما، ومهما ساهمت عناصر مندسة، أو مخربة في الانتفاضة؛ لكن مكثت أهداف الانتفاضة وشعاراتها كما هي تدعو للإصلاح، وتغيير الأوضاع المزرية في الوطن بصورة عامة.

ذي قار الصلبة العنيدة الصامدة تقود نفسها بنفسها اعتمادا على رصيدها التاريخي العريق، ووفق قيم واعتبارات اجتماعية نشأت عليها أجيالها، ولدى الشباب الحرص الشديد على مؤسسات الدولة، لكن دخول عناصر تابعة لتيارات وأحزاب السلطة وغيرها بين صفوف المتظاهرين حاولت تشويه سمعة انتفاضة الشباب لكن الشباب تصدوا لها، وأصرّوا على التواجد في ساحات التظاهر والاحتجاج غير مبالين، وقدمت ذي قار أكثر مدن العراق المنتفضة شهداء منذ الأول من تشرين الثاني (اكتوبر) ولليوم، وتزداد اصرارا وعنادا. كلما حرق المتصدون  لهم، أو دمروا، أو قتلوا، أو خطفوا؛ لكن شباب ذي قار صامدون شامخون كما النخيل، ينتظرون أن تينع ثمار ثورتهم الأبية عندها ستُقرّ عيونهم، ويفرحوا بنصر الله، وثقتهم به كبيرة والله مع الصابرين.

نعوّل كثيرا على شعب ذي قار وبالذات شبابها، وقد لا نتفاجأ في يوم ما بولادة مصلح جديد من رحم ذي قار الخصب الولود، وهو عليها ليس ببعيد(إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب؟).

 

بقلم: إنتزال الجبوري

.................................

1- طه باقر. مقدمة في تاريخ الحضارات.بيروت: دار الوراق للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2009، الجزء الأول، ص355- 359.

2- نفس المصدر، ص356.

3- نفس المصدر، ص450.

في المثقف اليوم