أقلام حرة

خطوط فوق الحمراء.. اوقفوا العنف ضد الاطفال

"ولاتقتلوا اولادكم خشية املاقٍ"..الاسراء31

ان تكون انسانا فذلك شئ رائع ، لكن الاروع ان تكون اباً..

في ظاهرة غير مسبوقة، بات تعنيف الاطفال وتهديد حياتهم يدق ناقوس الخطر في المجتمع، والاخطر ان الطفل يعنف على يد احد الوالدين"ملاذه الامن"!

لاتوجد في القران اية تحث على رعاية الطفل غير هذه الاية، ذلك لان الانسان كاي كائن حي مجبول على رعاية اطفاله بالفطرة، وفطرته التي تحكمه كونه خلق باحسن تقويم، ان الله خص الانسان دونا عن مخلوقاته الاخرى بان اعطاه الرافة والرحمة وجعلها سبيل الحياة، فمابالك بان يكون الانسان ابا او اما فبالتاكيد وبحكم الفطرة تكون العاطفة والروابط الانسانية على اشدها.

لكن في الاونة الاخيرةبدانا نرى ونسمع اشياءيندى لها الجبين، فلم يكفي اضطهاد بعض الاسر لابناءها وحرمانهم من المدرسة وارسالهم الى سوق العمل طوال النهار وجزء من الليل في الشارع بكل مايحويه من مخاطر واعتداء وجريمة من اجل ان يعود الطفل بما يعيل الاسرة التي ماتفتا ان تزيد عدد افرادها بلا توقف رغم الفقر المدقع، بل تعدى الامر الى الاعتداء المعنوي والجسدي على الطفل بل وتعويقه وتشويهه و التسبب بفقدان حياته بدم بارد وباسلوب اجرامي يندى له الجبين.

ان الظواهر التي اتت ا’كلها مؤخرا بالمجتمع تدق ناقوس الخطر ويجب ان تردع باي طريق، وذلك بتشريع قانون حماية الطفولة الذي ينص على حرمان الاب المعتدي في حال ثبت ذلك ، كما تفعل الدول المتقدمة التي تاخذ الطفل المعتدى عليه وتودعه عند عائلة اخرى لكي يعيش الطفل بامان وسلام بعيدا عن العنف.

ان اقدام الاب او الام على ايذاء الطفل ومعاملته معاملة قاسية انما تدل على نفس مريضة لانسان مريض لايفتا ان يصب جام غضبه على فلذة كبده، والظواهر كثيرة يندى لها الجبين، فاحد الاباء يضع ابنه ذات الاحتياجات الخاصة في حضيرة مع الحيوانات ويربطه بحبل كاي حيوان يعتاش من براز الحيوانات صيفا وشتاء ، بينما الحيوانات تاكل الاكل المخصص لها تاركة برازها للطفل، والقصد من هذه الجريمة واضح وهو محاولة قتل الطفل مع سبق الاصرار، واخر يربط بناته بسلسلة الى السرير مع حرمانها من المدرسة متذرعا بذرائع واهية، والام التي تضرب بنتها ذات الثلاث عشرة ربيعا ب"شيش حديد" ضربا مبرحا حتى الموت مع ربطها بذريعة تاديبها حتى تفارق الحياة، واخرى تعذب طفلتها ذات السبعة اعوام حتى تفيض روحها لانها تريد الانتقام من طليقها، وذاك الذي يكسر يدي طفلته ذات العشرة اعوام ويتسبب بكدمات بوجهها واضرارا بليغة بعينيها لا لوجه حق الا لان الله اعطاه مالا يستحق ، او تلك التي تكسر يدي طفلها ذات الثلاث اعوام لغرض التسول!

اوالتي تقتل طفلتيها بسكين بدم بارد بسبب خلافها مع زوجها!!

ناهيك عن رمي الاطفال بالشارع او ايداعهم في دور الرعاية الاجتماعية!

ان تعنيف الطفل جسديا هو جريمة يجب ان يعاقب من يقوم بها كائنا من كان، وان يحال الى المحاكم المختصة للاقتصاص منه ، كما يجب ان يحرم من بنوته كاجراء رادع، المطلوب وقفة جادة لايقاف العنف ضد الاطفال والعمل بالزامية التعليم لاعادة الاطفال المتسربين الى مقاعد الدراسة ومحاسبة المقصرين، وايجاد مراكز تاهيلية لمعالجة الاطفال المعنفون واعادتهم للحياة، وتوفير مستلزماتهم الضرورية لحياة حرة كريمة، ليصبحوا اعضاء نافعين بالمجتمع، بدلا من ان تجبرهم القسوة الى سلك طريق الجريمة وبذلك نكون قد خسرنا ركيزة مهمة من ركائز المجتمع ، واخيرا اقول:

"كلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته"..

 

مريم لطفي

 

في المثقف اليوم