أقلام حرة

صادق السامرائي: الغيب قائم والوهم جاثم!!

البشرية تغرق في الغيبية وترتعب من المجهول الذي يحف بمسيرتها عبر العصور، ولكي تشعر بالإطمئنان تتوهم المعرفة وتستكين لأوهامها العقائدية بأنواعها.

فلا توجد مرحلة في التأريخ دون وهم فاعل ومؤثر في سلوكها ومسيرتها، فالإمبراطوريات والدول العظمى على مر العصور تكون مستعبَّدة بوهم ما.

وبعد أن توالت التجارب  بزغت العقائد الدينية وتعاظم التمسك بها والعمل بموجبها، ولعبَ التكرار المُطعم بالتأجيجات الإنفعالية في ترسيخ العديد من التصورات  اللاعقلانية، الخاضعة لإرادة الوهم الفاعل في دنيا البشر.

فالوهم حالة غير قابلة للنقاش أو المحاججة، فلا يمكنك أن تناقش أي معتقِد وتحاول إخضاعه لأنوار العقل، لأن في ذلك تفاعل سلبي وتدميري للوجود القائم مما يدفع للتقاتل وسفك الدماء.

وكم من الأبرياء ذهبوا ضحايا لسطوة الأوهام، الإعتقادية، فئوية، مذهبية، تحزبية، مناطقية وعنصرية، وغيرها الكثير مما حصل فوق التراب من مآثم وخطايا وتداعيات قاسية.

ويبدو أن لوسائل التواصل الحديثة القدرة على التجييش الجمعي للبشر، فأسهمت بإنتشار الأوهام في مجتمعات الحرمان من أبسط حقوق الإنسان.

وبآليات القهر والترويع والتبويق، يتم ترسيخ مفاهيم غير مسبوقة في أذهان ونفوس الناس المحرومة من أسباب الحياة الحرة الكريمة.

فالوهم سلطان وبه يتحقق القبض على مصير الإنسان.

وكل من عليها فان والفائز في الدنيا والآخرة مَن يدّعي الإيمان وهو فاسد وعدوان!!

و"عقلك كالمظلة لا يعمل إلا إذا إنفتح"

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم