أقلام حرة

أنور الموسوي: كيسنجر حينما يقرر

انور الموسوياتسمت إدارة هنري كيسنجر حينما شغل منصب مستشار لشؤون الامن في حكومة نيكسون انه: اعتمد نظاماً خاصًا في أختيار فريق عمله الإداري، ليس كما ملاحظ في دول الشرق اوسطية أو بلدان اخرى، من اختيار شخصيات وفقًا للقرب العشائري، او الحزبي او حتى القرب الايدولوجي فضلًا عن بيع وشراء المناصب، من اسخف منصب الى اعلىمنصب بالدولة.

يمكن تشخيص الركائز المعتمدة لهذه الشخصيات بمحورين

الأول: الوطنية

الثاني: الكفاءة والإخلاص للمهام المكلفين بها.

لا تمنع تلك الركائز من استحصال اكبر قدر من البراغماتية الشخصية في نيل العوائد المادية، فنحنُ نتحدث ضمن عالمامريكي رأس مالي على اية حال.

لكن تبقى معايير الإنتاج لدى هؤلاء هي وفقاً لتلك الركيزتين.

حينما اراد كيسنجر إعداد جهازه  الإداري وضع أمام عينه محدودية قدرته اذا قال: (انا عن نفسي امتلك آراء محددة..) علمًا إنه لم يكن بهذا القدر من المحدودية، لكنه رأى انه يتوجب عليه ان يتبادل الاراء مع (الرجال والنساء من ذويالذكاء والخلق الحسن).

هكذا كان يصف طريقة اختياره لمكتبه الاستشاري.

ومن ناحية الأهداف التي وضعها كيسنجر للقيام بدور حاسم ضمن جهازه الإداري وفرض الهيمنة على مصالح الحكومةيقول: كان من الممكن التعويض عن قلة العدد بنوعية الأعضاء.

يقول كيسنجر: (بحثت عن رجال ونساء في سن الشباب وأعطيتهم حالا ترقيات، منطلقاً من المبدأ القائل: مع سلكخارجي يتمكن الانسان من إعطاء احسن مالديه، وتصبح لديه فرص أقل لتقديم الكثير ضمن جهاز إداري).

عزز هنري كيسنجر الصِلاة بموظفين مارسوا المهنة في الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني، ومصلحةالاستخبارات للاستفادة من تجربتهم. فاستدعى شخصيات جامعية لامعة.

ولضمان التوازن في منظومة عمله بذل جهده في جمع مساعدين لديهم آفاق مستقبلية واسعة.

يقول: كل من خالفني من فريقي في ارائي نال إحترامي، وأصبح غالبًا اقرب مساعديَّ.

 

انور الموسوي

١٦/١٠/٢٠٢١

 

 

في المثقف اليوم