أقلام حرة

الأستقلالية.. طريقك الىٰ الجَنة

كيف!!!؟

من الثابت أن الله تعالىٰ قد خلق الانسان وهو مكلف بالمعرفة وهذه المعرفه التي تأتي كنتيجة حتمية لما قبلها وهو الجهل، فهي سلسلة من التحولات المتوالية ما بين الجهل والمعرفة صعوداً، فما تعرفه اليوم كنت تجهله بالأمس وماتجهله اليوم قد تعرفه غداً ولكن كيف سيتم ذلك؟

ان هذه الحركه بين الجهل والمعرفة انما هي (طاقة) الحركة والتي يُعبر عنها ب (الجُهد) من هنا نفهم أن أي تحول من الجهل الىٰ المعرفة لايحصل الىٰ ب (جهد) وهذا الجُهد يحتاج الىٰ (إرادة)  والإرادة فعل (عاقل) لذلك فأن الوصول إلى المعرفة هو نتاج العقل ولايأتي بالصُدفة وعليه فأن أي معرفة تحتاج الىٰ عقل (فاعل)

ماذا يعني أن يكون العقل عقلاً فاعلاً؟  ذلك يعني أنه قادر على إنتاج المعرفه بمعنى ان لايكون معطلاً، ولذلك أوجه منها:

أولاً: أن لا يكون قاصراً بمعنىٰ القصور الذاتي كأن يكون العقل فيه خلل أو علة ذاتية لأنه سيكون مقيداً من هذا الوجه، وهو هنا سيكون معذوراً

ثانياً: أن يعاني من قصور

موضوعي يتعلق بالعوامل الخارجية  وهي على مستويين

الأول: تأثير البيئة

الثاني: تأثير النظام

ان هاذين المستويين من التأثير الخارجي على فاعلية العقل في انتاج المعرفة تمثل القيد الذي يجعل العقل المؤهل لايختلف كثيراً عن العقل المعطل ذاتياً من هذا الوجه وهو أمكانية انتاج المعرفة ، فالأول فاقد القدرة ذاتياً والثاني فاقد القدرة موضوعياً

أن مايهمنا هنا هو النوع الثاني لأن الأول لايمتلك أرادة الفعل فهو في مرتبة أخرىٰ من حيث التكليف أما الثاني فأنه يمتلك هذه الارادة ولكنه سيكون مُقَصِراً في استخدام أدوات العقل من طريقين

الأول .. كما بينت في المقدمة هو البيئة الأجتماعية، وهذه هنا ستُمثل قيداً مرحلياً مؤقتاً على أرادة الفعل إلى أن يُصبح هذا العاقل راشداً حينها سيدخل أمتحان (التَعَقُل) في مايُعقل ومالايعقل، وهو هنا مطالب بالنظر

إلىٰ الحقائق بـ(أستقلالية) فلم يعد مايقوله الأب والأم من تعاليم تتعلق بالسلوك العام كافياً، لأن التكليف يفرض مستوى آخر من المسؤولية لاينفع معها مسؤولية الآباء أو الأسرة أو البيئة.

المستوىٰ الآخر من العوامل الخارجية وهو الأكثر خطورة هو تأثير النظام وهذا فيه مظاهر مختلفة منها:

أولاً: النظام السياسي

وتأثيره على العقل الجمعي للمجتمع ترغيباً أو ترهيباً وقد قيل في ذلك (الناس على دين ملوكهم)

ثانياً: النظام الاقتصادي

وتأثيره علىٰ السلوك العام والخاص في انتاج المعرفة أو ترسيخ الجهل  فالعقل يقع هنا تحت تأثير الفقر أو الغنىٰ ومايترتب على ذلك من نتائج متباينة تتعلق بقدرة الإنسان على التعاطي مع الوفرة والنُدرة في المال

ثالثاً: النظام الديني وتأثيره علىٰ ارادة الفعل في انتاج المعرفة علىٰ مستوىٰ الأفراد، وهو نظام فوقي في طبيعته وتأثيره.. أن هذه المستويات الثلاثة تُمثل قيداً علىٰ العقل، المطلوب من العقل التحرر منها بمعنىٰ أن يكون (مُستقلاً) عن تأثيراتها  فأن أول الدين معرفته ومعرفته يسبقها الجهل به وكل ذلك يقتضي أن يكون العقل حاضراً دون قيد مُستقلاً بذاته عن غيره.

***

فاضل الجاروش

 

 

في المثقف اليوم