أقلام حرة

عماد علي: هل نجح السوداني في مهمته لحد الساعة

بعد متابعة دقيقة وقراءة متمحصة لنية وسلوك رئيس الوزراء العراقي والقرارات التي صدرت والتوجهات العامة له في رئاسة الوزراء وادارة دولة العراق، وبعد تاكد اي من المتابعين لما يعانيه العراق من المشاكل العويصة المزمنة ومنها تجذرت واصبحت امراضا سياسية واجتماعية وتوريث  التعقيدات التي فرضت نفسها منذ سقوط الدكتاتورية، ومن خلال التحليل المحايد والعادل لمسيرة السوداني خلال هذه الفترة، يتبين لدى الجميع انه نجح نجاحا كبيرا مقارنة لما سبقوه وما بدر منهم خلال نفس الفترة لحكمهم وتعاملاتهم مع القضايا الانية والدائمية، فهذا يفرض على المتتبع سؤالا على نفسه لبيان سبب النجاح، هل هو ذاتي نابع عن فكر وتوحهات واخلاق وفلسفة وسياسة السوداني ذاته ام انه نابع عن الاسباب الموضوعية والتي فرضت نفسها على ان تواكب مع المرحلة وتلصق بها، واستفاد السوداني شخصيا من هذه العوامل المساعدة في نجاح مهامه اولا، ومن ثم اتعض هو بنفسه مما حدث لمن سبقوه وادى الى فشلهم وسار هو بدقة متناهية لحد الساعة وتسبب نجاحه المتميز، ومن ثم هناك امور يمكن ان يعتقد الجميع بانها حاءت مع تسنم السوداني لزمام الامور، من التوازنات السياسية والتغييرات التي حدثت في المنطقة موازيا لما افادته داخليا من التغييرات المضوعية سياسيا، وخارجيا بالاخص تقارب ايران والسعودية وتاثيرات هذا التقارب على ما يجري في جميع المنطقة بما فيها العراق، هذا ان لم نحسب ما هو عليه البلد من الوفرة المالية والاريحية في وجود السيولة وانتعاش الاقتصاد العراقي بشل ملحوظ في هذه المرحلة بالذات لو قورنت مع بعض الفترات البائسة لما كان عليه العراق في بعض الفترات من قبل من نصل الى ما نحن عليه.

مهما كانت الاسباب، الا انه يحسب للسيد السوداني كل خطواته الجريئة التي اتخذها لحد الساعة وتاتي داعما لنفسه اولا  ودافعا كبيرا  لنجاح مهامه الصعبة.

الخطوات البارزة لحركة السوداني تبرز لنا نياته السليمة في عمله في كل خطواته وما يعمل عليه وهدوءه المشجع وتعامله الناجح مع ادق القضايا التي  يعتبر الخوض فيها مفتاح النجاح في مسيرته السياسية. من الملاحظ ان المرحلة الاحالية فرضت حتى التباطؤ في التدخلات الدولية للعراق مما اتاح للسوداني فرصة مشجعة على ان يركز على العمل الداخلي. ولابد ان نذكرمدى وضوح الطريق التي يتبعها في الحكم في جو يبرز فيه التصالح المفروض داخليا بشكل تلقائي او طبيعي وان اعتقد البعض بانه مؤقت، نتيجة انسحاب الصدر ومؤيديه من العملية السياسية، مما اتاح فرصة ذهبية للسوداني دون غيره من اجل التركيز على مهامه الخدمي قبل اي عمل سياسي يمكن ان تبعده عنة المسار الصحيح له.

ولابد ان نذكر ان السيد السوداني لايزال على طريق تنفيذ ما يمكن ان نمسيه بعملية تصريف الاعمال لما وصلت اليه مما كانت السلطة عليه سابقا دون الخوض في الامور الستراتيجية التي تفرض الاستقرار النهائي للعراق، ومنها امور تاجلت او فرضت المستجدات السياسية على تاجيلها، ولا يمكن التاكيد على بقاءها منكمشة ومؤجلة للنهاية ومنها الاتفاقات النهائية مع اقليم كوردستان والقوانين المهمة الضرورية التي لم تصدر من قبل البرلمان لحد الساعة والمشاكل الكبيرة للاقليم التي يمكن ان تنعكس على العراق لو لم يشارك في حلها واستغلها القومجية كنا يفعلون ازاء كل قضية تهم العراق قبل اقليم كوردستان ايضا، نتيجة تربيتهم الايديولوجية التي اعتادوا عليها ولم يدخلوا مرحلة ما تفرضه الانسانية والليبرالية والعولمة لحد اليوم.

ما يجب ان يحذر منه السيد السوداني هو الحذر ممن يلعب على مجموعة من القضايا العالقة بين الاقليم والمركز لصالح القوى التي لا يهمها  ما يقع فيه العراق مستقبلا وما يمكن ان يستفاد منه بعض القوى البعيدة عن ما يهم مصلحة العراق، ولابد ان يستغل السوداني المرحلة الجيدة المناسبة من كل الزوايا لانهاء المشاكل والقضايا التي لا يمكن ان يجد مرحلة مناسبة اخرى اكثر مما هو عليه اليوم وربما تتعقد الامور اكثر في وقت لا يمكن ان يجد الحل المناسب له اكثر من ملائمة الظرف الراهن. وعليه نعتقد بان  حكم السوداني بدات بداية موفقة لحد اللحظة ولابد ان ننتظر لما ياتي وما يحل، واننا نعتقد فان النية السليمة للسيد السوداني تساعده  من ثم تدعمه في تحقيق مهامه اكثر من اي شيء اخرلان ما ينتظره هو تحقيق الاهداف العظيمة جدا.

***

عماد علي

في المثقف اليوم