أقلام حرة

عبد الخالق الفلاح: الانبار من جديد بوابة القلق

يلاحظ من خلال المتابعة إلى وجود تحركات مشبوهة لبعض القوى التي تتخفى تحت غطاء الدين وتلبس لباسها وتتحرك بكل حرية في المدن التابعة لمحافظة الانبار هي (الطريقة الكسنزانية) ووطئى اقدامها وهي معروفة التموين والتي انتشرت في تسعينيات القرن الماضي بالعراق بسبب ضعف الدولة التي حملت كاهل ابنائه حروب نظام الطاغية صدام حسين والعقوبات الدولية التي فرضت على الشعب العراقي واسسها المتوفى في امريكا محمد عبد الكريم الكسنزاني الحسيني، ونشطت الحركة في ظل النظام البائد، بالدعوة والخطابة وبغطاء من المجرم عزة الدوري آنذاك الذي كان يحضر لهم حلقات الذكر وواظب على دعمهم لفترات طويلة.

"الكسنزانية" التي انحرفت كثيرا في ادخالها البدع والضلالات والخرافات والتي لا تقل عن المجموعات المنحرفة الاخرى بل الاخطرمثل القاعد وداعش التي تستعمل القوة في نشر مفاهيمها المخربة وتختلف عنهم في اذكاء الخرافات والأوراد وطريقة تطبيقها عن طريق التكايا والبيوتات الخاصة فقط، يقع مقرها الرئيسي بمحافظة السليمانية ضمن حدود إقليم كردستان (شمالي العراق) ولها مريدين في ايران والاردن ولها فروع في عدد من المحافظات والعاصمة بغداد بعد أن لقب به جدهم الأول عبد الكريم بسبب انقطاعه لمدة أربع سنوات عن الناس مختليا في أحد جبال قرداغ بضواحي مدينة السليمانية، وحينما كان يُسأل عنه يجاب بـ (كسنزان) والتحذير من التصوف الخرافي لهذه الطريقة من بعض المعارضين لها وخاصة السلفيين، مما أثر سلبا على الكسنزانية وأدى إلى تحجيمها، وساعد على ذلك إنكار المجتمع بعض التصرفات والتصريحات غير المنطقية كدعوتهم لأتباعهم عدم حضور صلاة الجمعة والجماعات بالمساجد وحلق اللحى وإطالة شعر الرأس وتجنب مقاومة المحتل والتوجه إلى التكايا بدل المساجد مقرات تعبدهم والدروشة والضرب بالخناجر وأكل الزجاج مما قلل بشكل ملحوظ الإقبال عليهم حتى أصبح وجودهم ضئيلا قياسا بما سبق، ونشطت الحركة في ظل حكم الطاغية صدام حسين، بالدعوة والخطابة وبغطاء من المجرم عزة الدوري آنذاك الذي يحضر لهم حلقات الذكر وواظب على دعمهم لفترات طويلة، مما أثر سلبا على الكسنزانية وأدى إلى تحجيمها، وساعد على ذلك إنكار المجتمع بعض التصرفات والتصريحات غير المنطقية كدعوتهم لأتباعهم عدم حضور صلاة الجمعة والجماعات بالمساجد وحلق اللحى وإطالة شعر الرأس وتجنب مقاومة المحتل والتوجه إلى التكايا (مقرات تعبدهم بدل المساجد) والدروشة والضرب بالخناجر وأكل الزجاج مما قلل بشكل ملحوظ الإقبال عليهم حتى أصبح وجودهم ضئيلا قياسا بما سبق.

ان تواجد مثل هذه الحركات هي بسبب ضياع القيادة المخلصة لهذه المحافظة الكريمة باهلها والسبب الرئيسي يتمثل بالخلافات السياسية لممثلي هذه المناطق، فاليوم هنالك صراع على مَن يغنم التركة "السنية "ومن يكون رأسها بين عدة أطراف وأن أقوى الأطراف تتمثل بكتلة يرأسها محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب الحاليّ الذي يُعتقد أنه سيطر على معظم المناصب والدرجات الخاصة في الدولة العراقية التي هي من حصة المحافظات المحررة، من خلال صفقات مريبة ومصالح واضحة يقوم بها بصورة سرية وعلنية، إضافة إلى كتلة أخرى يرأسها خميس الخنجر والصراع على اشده بينهما وما لم يتخل السياسيون السنة الممثلون لهذه المحافظة عن مصالحهم وخلافاتهم فلن تنعم بالعيش الهانئ والآمن ولم تعد تسر أحدا، ولا يتمنى اهلها أن تتحول الأنبار الى بؤرة في غير مصالح ابنائها وأن الصراعات السياسية للكتل والاحزاب الوهمية والفساد المستشري هو السبب الرئيس في تأخر إعادة إعمار المحافظة وإرجاعها إلى ما كانت عليه في ظل تغييب الصوت الحقيقي لتلك المناطق،و تتعرض لعمليات ابتزاز وهيمنة من شركات وعصابات وجماعات لها ارتباطات سياسية مع قيادات كبيرة في العملية السياسية ودخلت على الخط بقوة وباتت تتحكم في جزء كبير من الملف الاقتصادي وما يريده الأهالي هو التحقيق العادل وكشف الفاسدين ولا بد من عزل القرارات القضائية والتحقيقية عن التأثيرات السياسية وكشف الحقائق ومحاسبة المتسببين وتحوّلت عمليات بناء المدن إلى عمليات تربّح سياسي واقتصادي، تستفيد منها هذه القوى المسيطرة على على ادارة المحافظة،و حملت أكثر من علامة خلاف وتصدع في أوضاع محافظة الأنبار، ربما تحمل في طياتها من مخاطر التوتر والإنقسام، مايعود على المحافظة بالكثير مما لا يرجوه أهل الانبار لمحافظتهم، التي لايريدونها أن تكون مجددا عاملا للصراع والإختلاف والتوتر بين شيوخها ورموزها، وهم مايزالون في أول طريق حلمهم نحو التمتع بعوامل الإستقرار والطمانينة على أحوالهم، بلاشك ان الفساد في المحافظة يعيق عملية البناء في الوقت الحاضر وعدم قدرة الحكومة المركزية على الوقوف بوجه تلك الأزمة، وهم يدركون أيضا أن ما تقوم به الحكومة من كشف للفساد الذي تخر هذه المحافظة انما هي لمصلحتهم وبعتراف الكثير من الشوخ والوجهها من المحافظة ولا يردون أن تعيد الأنبار جراحاتها لتنفتح من جديد مرة أخرى والتي وسمتها العصابات الاجرامية من القاعدة وداعش وغيرها من المجموعات الارهابية وتوالت سقوط أكثر من 20 مدينة عراقية في أقل من أسبوع، في شمال البلاد وغربها، أبرزها البعاج وتلعفر وسنجار والقيارة والحظر وربيعة والجزيرة. ثم تلتها تكريت وبلد والدور والإسحاقي، وصولاً إلى الرمادي وهيت والرطبة والقائم والكرمة وراوة وعانة وألوس وبلدات أخرى، والتي شكّلت مساحة تزيد عن 45 في المائة من إجمالي الخريطة العراقية وفي ظروف مريرة لا يتمنى أهل الانبار الغيارى أن يكونوا وقودا لها، مرة أخرى وهي لاتخدمهم،،واستمرار تصاعد وتيرتها هي في غير صالحهم.

***

عبد الخالق الفلاح - باحث واعلامي

في المثقف اليوم