أقلام حرة

صادق السامرائي: الكتب الخشيلة!!

خشيل: اليابس من الغثاء

غثاء: ما يحمله السيل من رغوة ومن فتات الأشياء على وجه الأرض

يقول لي متأسدا: أنا عندي 65 كتاب من تأليفي، ولا يتعاملون معي كما ينبغي!!

لم أعرف له كتابا، ولم أقرأ له موضوعا، وبدون مقدمات يباغتني بأنه صاحب هذا العدد من الكتب، وكبرياؤه يفور ونرجسيته تطغى، ولا أدري كيف أحاوره، فالإناء ينضح بما فيه.

وحبذا لو حمل معه أحد كتبه لأتصفحه، وأستشف شيئا مما فيه، لكنه يدّعي وحسب!!

هل المثقف بعدد الكتب التي يطبعها؟

يبدو أن الكتب لا تقدم ولا تؤخر خصوصا في زمننا المعاصر، الذي صار فيه الكاتب هو الناشر لنفسه.

وتكاثر عدد الكتب وتنوعت مواضيعها، حتى لتحتار ماذا تقرأ.

سيبوية (148-180) هجرية، ألف كتابا واحدا لا يزال حيا عبر الأجيال، ولآكثر من ألف عام، فالثقافة ليست بكمية الكتب وإنما بنوعيتها وقيمتها التفاعلية مع الناس.

في مجتمعات الأمة، المئات من المفكرين والفلاسفة الذي ألفوا أعدادا هائلة من الكتب، مكدسة في رفوف مظلمة ربما يقترب منها بعض المتخصصين، وما نفعت لأنها لا تتفاعل مع الواقع، وتتصدى لموضوعات خيالية لا تهم الناس.

"وأفضل ما إشتغلت به كتابٌ...جليل النفع حلو المذاق"

فهل نكتب ما ينفع ويثير المتعة ويشد القارئ ويمنحه وقتا طيبا، أم أن المسطور حشو بلا طعم ولا لون، فكيف يسمى كتابا، وهو الذي عليه أن يُقرأ لا أن ينام في الظلام؟

"إذا كان الكتاب جديرا بالقراءة، فإنه جدير بأن يُقتنى"

علينا أن نعيد النظر فيما نطلق عليه "كتاب"، فما هو التعريف المعاصر له، وما هي مواصفاته، ومنهجية كتابته، وتحريره وإخراجه؟

و"الكتاب الجيد صديق حميم"!!

فهل أن دور النشر أهملت معنى الكتاب، وحولته إلى دينار؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم