أقلام حرة

شدري معمر علي: قصتي مع البكالوريا

منذ أن وجهت إلى الثانوية لتخصص لم ارغب فيه "هندسة مدنية" كانت رغبتي التخصص الأدبي، كنت موهوبا في الأدب ، قارئا ممتازا لأمهات الكتب، بعد معرفتي التخصص الجديد فقدت الأمل في الدراسة وانطفأت تلك الشعلة في أعماق القلب، قضيت ثلاث سنوات من التيه والضياع ، بين الإنذارات وبالمشقة أصل إلى علامة عشرة وهكذا وصلت إلى النهائي بلا شغف وفي اليوم الأول لاجتياز شهادة البكالوريا لم أخذ معي مقلمة وضعت قلمين في جيب سروالي الازرق البارد فقبل أن اصل إلى مركز الامتحان ذابا وتلطخ السروال وظهرت فيه بقعة زرقاء كأنها خريطة وطن التائهين ومرت الأيام ونجح اغلب اصدقاء قسمي وفشلت انا بامتياز، فرح أصدقائي وذهبوا إلى الجامعة ونجحت أنا في مسابقة التعليم ، بدأت التدريس ومرت سنوات وأغلب أصدقائي الناجحين لم يكملوا دراستهم ومن أكملها بقي دون وظيفة فكنت أنا الطالب الفشل هو الناجح الوحيد وبعد خمس وعشرين سنة شدني الحنين إلى شهادة البكالوريا فاعدتها مع الأحرار وتحصلت عليها كنوع من التحدي سنة 2012 وانا في الرابعة والأربعين من عمري.

***

بقلم الكاتب والباحث في التنمية البشرية

شدري معمر علي

في المثقف اليوم