أقلام حرة

اكرم سامي فايز: الشهيد محمد صادق الصدر كلمة الحق التي ازهقت الباطل

روي عن الامام الصادق عليه السلام (إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلى يوم القيامة)

باستشهاد السيد محمد صادق الصدر (قدس الله سره) فقدنا قائداً لامعاً وأسوةً حسنة يحتذى به في التقوى والزهد والايمان...

حيث ضرب أروع الأمثلة في الشجاعة والتضحية والصبر والثبات، من خلال تصديه لانحراف السلطة الجائرة آنذاك بالكلمة وبذل مهجته في سبيل احقاق الحق واماتة الباطل، وانكار التهميش الذي تعمدته السلطة الحاكمة بممارساتها ضد مكونات الشعب العراقي، ممن يطالبون بحقوقهم المشروعة من حرية المعتقد وحرية التعبير عن الرأي وغيرها من الحقوق.

وقد تجلت أخلاق الأنبياء ومواقفهم في سلوك الشهيد الصدر، مثلاً عندما اباح الملك في زمن النبي يحيى  بن زكريا عليهما السلام  لنفسه الزواج من محارمه أو من لا يحل له تزوّجها مستهين بكافة الشرائع والأعراف السائدة، فنهاه عن ذلك النبي يحيى عليه السلام  وبقى ثابت على موقفه حتى آخر رمق في حياته، كذلك رفض الشهيد الصدر ممارسات السلطة الجائرة في عصره و انتهاكها حقوق الناس ومحاولتها استعبادهم بالحديد والنار، معتمدة في ديمومتها  على  ادوات القتل والقهر التي تمتلكها وعلى دعم أمريكا والغرب فنادى مرار وتكرار بصوته الجهوري (كلا كلا أمريكا..كلا كلا استكبار..كلا كلا استعمار ) إشارة واضحة منه برفض الذل ولاستسلام .

جسد الشهيد الصدر في جهاده الحديث المروي عن رسول الله صل الله عليه واله (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)، ويحتسب فيما واجهه وتحمله من معاناة واضطهاد الاجر عند الله تعالى ولم تأخذه بالحق لومة لائم. وقدم روحه ونجليه قربان لله تعالى من أجل رفعة الدين وخدمة المجتمع، وكان يسير بسيرة جده رسول الله وعترته الطاهره في تقريب وجهات النظر وتوحيد كلمة المسلمين.

سيبقى تاريخه المليء بالتضحيات حاضراً في قلوبنا وذاكرتنا وأنموذجاً يحتذى به في الحياة.. السلام على الشهيد المظلوم محمد صادق الصدر يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.. ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون.. والعاقبة للمتقين..

الكاتب: اكرم سامي فايز

ماجستير إدارة اعمال

في المثقف اليوم