أقلام حرة

عقيل العبود: في معنى قيمة الإنسان

كن قويا وباهرا بخبرتك وحضورك الحقيقي، ودع العناوين، ودعايات الشهرة جانبا، فالحكمة تقتضي أن تكون صاحب دراية، وحنكة فيما تقول، وتفعل.

حيث بالفعل يُعرفُ الإنسان وغاياته، وبالكلام يُميز العالم، ويفضح الجاهل نفسه، وبهذه الطريقة فقط يمكن لنا رسم وصياغة المعاني التي نستحقها كبشر، بغية بناء مجتمعاتنا بشكل سليم.

كنت جالسا في البيت بإجازة عمل، لم أشعر فيها بالراحة، وسألت صديقا هاتفني مساء ذلك اليوم، حينها كنت منزعجا بسبب الفراغ الذي أشعر به، حيث تعلمت أن العمل يمنح الإنسان شعورا بالحياة، ويمده بالطاقة التي بها يتحقق الرضا، والارتياح.

فالعمل بحسب المقاييس التي بحثها كبار فلاسفة الاقتصاد، وماركس واحد منهم يدخل في موضوع (قانون القيمة)، وكذلك الأخلاق، وبناء على هذا القانون يحقق الإنسان قيمته كعامل، ومنتجع، وصاحب خبرة.

ومن هنا تقاس حقيقة الإنسان كثروة، وثورة اجتماعية منتجة. فالمفكر يقاس بنظرياته، والدراسات التي يقدمها، والأستاذ يقاس بطريقة تدريسه، وفهمه للمادة التي يتعاطى تدريسها، والطبيب بحنكته وتجربته الطبية في تشخيص الأمراض، وهكذا مع باقي الأصناف، كالكاتب، والفيلسوف، والفنان، والشاعر.

وهذا مهم في تجربتي هنا في أمريكا، فالفيلسوف (جون دوي) في موضوعه عن البراغماتية خطط لتطبيق النظريات، وتفعيل العامل المعرفي النظري وتحويله إلى قيمة عملية بها ينهض الواقع.

حيث تجد أن معظم أساتذة الجامعات في الكليات الأمريكية بعد نيل درجة الماجستير، يحرصون على بناء خبرة الاستاذية أولا، أما تكملة الدراسة والحصول على شهادة الدكتوراه فهي تأتي بعد تحقيق الخبرة التدريسية، حتى وإن كانت من باب التطبيق، وبهذا يصبح للعنوان قيمة عملية تكاد أن تكون أسمى من العنوان نفسه.

***

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم