أقلام حرة

قاسم حسين صالح: المبدعون يموتون في الغربة. ثامر مهدي وداعا

في شهر واحد (ابريل 2015) توفي الفنان المسرحي خليل شوقي في هولندا، وتوفي الفنان التشكيلي محمد مهر الدين في الاردن. وفي دمشق هنالك مقبرة خاصة بالعراقيين. كتب على احد قبورها. الشاعر محمد مهدي الجواهري. في ليبيا توفي ودفن هناك اشهر عالم نفس عراقي في النصف الثاني من القرن الماضي. دكتور نوري جعفر. وفي السويد توفيت في (1998) رائعة المسرح العراقي الفنانة زينب. ولفّ نعشها بعلم عراق 14 تموز مكللا بباقات الزهور تتقدمه دراجتان ناريتان وخلفه عراقيات وعراقيون بألوانهم المتعددة وشخصيات عالمية. سياسية وفنية وثقافية، وصف موكبها في حينه بأنه لم تشهد السويد مثله. والفاجعة، ان معظم المدن العربية والاوربية تكاد لا تخلو مقابرها من مبدع عراقي في العلوم التطبيقية والانسانية والعسكرية والفنون الجميلة.

واليوم . يلتحق بالقائمة استاذ الجماليات بكلية الفنون الجميلة، والسناريست المبدع الصديق (ثامر مهدي) ليموت غريبا في مدينة هاليفاكس الكندية.

لا عتب على حكومات (الزمن الديمقراطي!) ان تقيم تأبنا لثامر، فبسببها هاجر الالاف وقتل الالاف ، لكننا نرجو من نقابة الفنانين ومحبي ثامر ومن كانوا طلبته في المسرح والسينما ، اقامة حفل تأبين يستعرض منجزاته العلمية والفنية.

لا انسى موقف ثامر مهدي يوم اثنى على برنامجي الدرامي الأذاعي (حذار من اليأس) امام مدير عام الأذاعة والتلفزيون محمد سعيد الصحاف واقترح عليه تقديمه في التلفزيون ايضا.

خسرك الوطن والفن والثقافة يا ثامر. وحسرة في القلب اننا لسنا الآن بين الذين يحملون تابوتك!

***

د. قاسم حسين صالح

في المثقف اليوم