أقلام حرة

صادق السامرائي: نشتهي العسل المسموم!!

لا نحب العسل ونميل إلى التلذذ بالسم في العسل، فما أكثر السموم المعسلة، التي نلتهمها بإندفاعية مهلكة.

وهذه الظاهرة السلوكية إستثمر فيها الطامعون بوجودنا، ويأتي في مقدمتهم تجار الدين، بأنواع عمائمهم التي تقطر عسلا مؤدينا، ممزوجا بسموم الفرقة والعدوانية والبغضاء الشرسة، والكراهية المقيتة والطائفية العتيدة.

وإن واجهتهم سيقولون أنهم يتكلمون بالدين، والحقيقة يكذبون ويعملون ضد الدين ويتاجرون به، ويتخذونه وسيلة لتأمين رغباتهم ونوازع ما فيهم من أوامر النفس السيئة.

فدينهم أهواؤهم، وفيما يصرحون به لا تجد آية من القرآن، فكلامهم الذي يسمونه دينيا، لا يعرف الدين، أو أنه يتحدث عن دين مزعوم يقضي بتدمير الدين.

وتجدنا أمام ألاعيب عسلية، ذات تطلعات شريرة، تهدف لسفك دماء المسلمين بإسم الدين، فهم يكفّرون الآخرين ويزندقونهم، ويفتون بوجوب قتلهم، لأن دينهم هو الدين وغيرهم عدو الدين.

بل أن البعض صار يحسب سفك دم أخيه المسلم من طقوس الدين، فكم  من الأبرياء إنتهكت حرماتهم وفاضت أرواحهم بتهم لا وجود لها.

وأصبح تلغيم الطيبات من الأساليب المنتشرة في بعض المجتمعات، فالفضائل محشوة بالرذائل، والإستقامة بالفساد، وما هو إيجابي بالسلبي، وأي خير محقون بشر، حتى تفتت المجتمعات وتغيبت الأوطان، وصار الناس في كينونات متصاغرة تمثل الهوية وتوفر الحماية، وكأن الناس تستجير بما يفرقها ويمزقها لكي تبقى إلى حين.

وبموجب ذلك، تجد أنظمة الحكم ذات ألسنة تقطر عسلا، وأفعال مروعة، فالمهم القول لا العمل!!

فاسأل المنابر عمّا يصدح فيها، وعن الدنيا وما فيها!!

***

د. صادق السامرائي

12\4\23

في المثقف اليوم