أقلام حرة

علي حسين: الشعب يريد ميسي!!

في خضم الأخبار المزعجة عن حرية التعبيرالموهومة في السويد والدنمارك والتي تسيء لملايين البشر، ووسط فوضى اقتصادية في بلاد الرافدين التي لا تريد أن يُهان الدولار ويبقى رأسه مرفوعاً، بينما رؤوس الناس تطحنها الاسعار، ثمة أفعال تبدو ساذجة، إلا أنها تدعو إلى الضحك والترفيه عن النفس،

على رأس هذه الأفعال البهيجة الحوار الذي أجرته قناة الأولى مع النائب السابق "عبد الله الخربيط" والذي استطاع بـ"حنكته" السياسية التي ينافس فيها المعتزلة أنجيلا ميركل، وربما يتفوق عليها، أن يشرح لنا واقع البرلمان والسياسة في العراق وخصوصا في "الشطر السني" وحقيقة الصراع بين عزم وتقدم، ومشكلة الكلاسيكو بين جماعة أحمد الجبوري "أبو مازن" وجماعة محمد الحلبوسي، فغياب رونالدو الذي ربما يقصد به رافع العيساوي واستدعاء زين الدين زيدان الذي ربما يكون أسامة النجيفي لن ينفع الكتل السياسية حسب رأي الخربيط، لأن ميسي "محمد الحلبوسي" لا يزال يمتلك اللياقة والقدرة على المنافسة وتسجيل الأهداف.

حوار الخربيط الذي شاهدته على مواقع التواصل الاجتماعي، جعلني أعترف بأن على هذه البلاد ما يضحك ولكنه ضحك التاعت منه نفس عمنا المتنبي قبل ألف عام فوصف الضحك الذي أثاره حديث الخربيط بأنه ضحك كالبكاء، ولا أدري إن كان المتنبي سيقابلنا في الآخرة ليضحك ملء قلبه على سذاجة سياسيينا.

سنحاول أن نكون طيبين وساذجين ونصدق أن السيد رئيس مجلس النواب يمتلك مهارة ميسي في اللعب، لكنه ياسادة لعب ليس من أجل إمتاع الجمهور وتقديم أداء جديد، وإنما هو لعب للحصول على أكبر قدر من المكاسب، وهذه كلها لا تتحقق بدون أن يتحول صاحبها إلى لاعب سيرك محترف.

ليس لنا اعتراض على أن يلعب السيد محمد الحلبوسي في مجلس النواب "طوبة"، فهذا حق كفلته له المحاصصة الطائفية، لكن من غير المعقول أن يتم تصويره باعتبار أنه قائد لحملة التطور والتحديث والأمل في بلاد مابين النهرين.

لا أجد تفسيراً واحداً إلا أن ما يقال أحيانا على الفضائيات هو عبث من نوع خاص، عبث لا يختلف كثيراً عن تصريحات سابقة للسيد عبد الله الخربيط نفسه كان فيها يؤكد بأن ميسي العراق الحقيقي هو أحمد الجبوري "أبو مازن" الذي وصفه آنذاك بأنه "رجل مهم وشجاع ويعمل سياسياً"، ولا ندري هل اعتزل أبو مازن اللعب ليُمنح اللقب لمحمد الحلبوسي؟.

حلقة الحوار مع عبد الكريم الخربيط ومعها عشرات البرامج الفضائية التي تستضيف السياسيين كل يوم تؤكد أننا نعيش في بلاد لدى الكثير من الذين يعملون في السياسة ميل غريزي إلى الكوميديا، والضحك في أصعب المواقف .

***

علي حسين

في المثقف اليوم