تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صادق السامرائي: الصالح لا يُصلَح!!

عندما نتحدث عن الإصلاح الديني لابد من وضوح المفردات، وإذا كان الدين المقصود صالح لكل زمان ومكان فما المقصود بالإصلاح الديني؟

الإصلاح: التقويم، التغيير، التحسين

الديني: الإسلام

مسيرة القرون الماضيات راكمت العديد من الموسوعات والمؤلفات التي تناولت كافة جوانب الحياة في الإسلام، ولا توجد شاردة أو واردة لم يتحقق تناولها بإسهاب وتكرار وفقا لزمانها ومكانها.

فماذا يريد أدعياء الإصلاح؟

إنهم يتوهمون بأن العيب في الدين، وأن سبب ما تعانية الأمة مصدره الدين، وهذا تجني على الدين، فالأمة ليست الوحيدة ذات دين، بل أن معظم الأمم ذات أديان وتتمسك بها.

العلة التي لا يريد أن يواجهها المفكرون والمثقفون تكمن في الكراسي المتسلطة على أبناء الأمة وليست في الدين، وهي عاهة رافقتها منذ إنطلاق دولتها، ولا تزال تتخبط ولا تعرف لها مسارا مستقرا.

علة الأمة بقادتها، وليست بدينها!!

فلماذا هذا التعلل بما لا ينفع، فهل وجدتم دينا تم إصلاحه؟

الديانات التي إدعت الإصلاحية أنشأت فرقا جديدة، لأنها لا تستطيع أن تبدل أسس دين متوارث، فالإصلاح يعني الإتيان بجديد لا يتوافق مع ثوابت ما يراد إصلاحه، أي تغييره.

فهل أن أدعياء الإصلاح يريدون الإتيان بإسلام آخر، أو تسويق إسلام على مقاسات المطامع والمصالح والأهداف؟

ليس واضحا، لكن التأريخ يخبرنا بأن الدين مفردات راسخة متوارثة، لا يمكن زحزختها، لأن عمارة الدين ستسقط، ويضيع الدين، الذي من أهم تواصله التمسك بثوابته وآلياته الشديدة الإنتماء والتعبير.

فلن تصلحوا دينا، فالأديان تُصلِح ولا تُصلَح!!

فالدين ليس أرضا بورا تبحث عن إستصلاح!!

ويبقى العيب في البشر فهو آفة الدين ومادته!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم