أقلام حرة

صادق السامرائي: الشعر بين التذوق والفهم!!

قال: لا أفهم ما أقرأه مما يسمونه شعرا!!

قلت: الشعر للتذوق لا للفهم!!

قال: كيف تقول ذلك، ولازلنا نفهم قصائد أبو تمام، البحتري والمتنبي؟

قلت: الشعر يتأثر بعصره!!

قال: الشعر الحالي مبهم ومحشو بالرموز!!

قلت: قيل لأبي تمام لماذا تكتب ما لا يُفهم، فقال: لماذا لا تفهم ما يُقال!!

قال: شتان بين هذا وذاكَ!!

قلت: يا أخي تذوَّق الشعر، ولا تحاول فهمه!!

قال: نزار قباني واضح في شعره وتتذوقه، بينما محمود درويش في قصائده المتأخرة أمعن بالرمزية، حتى لتقرأ القصيدة ولا تخرج منها بنافع!!

قلت: إنهم يسمون ما يكتبونه شعرا، وعليك أن تصدقهم!!

قال: "السيف أصدق أنباءً من الكتب...."

ثم قال: "يا من رأى البركة الحسناء رؤيتها...."

وأضاف: "على قدر أهل العزم تأتي العزائم...."

ومضى يستحضر أشعارا من المعلقات وما بعدها لشعراء لا نزال نرددها.

وسألني غاضبا: هل تحفظ شيئا مما يسمونه شعرا؟

تسمرت في مكاني وإحترت بالجواب!!

وتساءلت: كيف نتذوق الشعر دون أن نفهمه؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم