أقلام حرة

سراب سعدي: الطفولة في العراق طموح عالي وواقع محبط

تعتبر قضية الطفولة من أهم القضايا التي يجب يُسلط الضوء عليها فالأطفال هم الجيل الواعد وشباب الغد وقادة البلاد، وكلما كان الاهتمام من قبل الدول موجه نحوهم بصورة جيدة ومتقنة سينعكس ذلك على تطور وازدهار البلدان في المستقبل. الطفل يحتاج للعناية الثقافية مثلها مثل حاجته للمأكل والملبس فالثقافة هي التي تُكون شخصيته وتصقل موهبته وتجعله ينفتح على العالم فيزداد طموحه وتطلعاته نحو آفاق كبيرة من شأنها أن تجعل منه انسان ناجح واثق من نفسه منغرس في روحه حب الوطن وبذل كل ما يمكن من قدرات من اجل جعل بلده في صفوف البلدان الناجحة على جميع الاصعدة (الاقتصادية والصحية والعلمية ...). لعل الاهل لهم الحيز الأكبر في تهيئة بيئة صحيحة في تنشئة الابناء وتوفير الأجواء المناسبة لتكوين البذرة الأولى لهم لكن للمدارس والمعلمين أثر مختلف في هذه التنشئة خاصة إذا كان المعلم محب لوطنهِ فمن خلاله تنغرس محبة الوطن لدى تلاميذه ويجعله يفكر منذ الصغر كيف يقوم بخدمة وتطوير وطنه. والسؤال المتبادر للأذهان ما دور الحكومة في تنشئة الطفل من غير البيئة البيتية والمدرسية؟ بكل تأكيد سنتوجه نحو دار ثقافة الطفل فيقع على عاتقها مسؤولية كبيرة قد تتمثل في النهوض الفكري لدى الأطفال ومن خلال متابعتي لدار ثقافة الطفل في بغداد وبعض المحافظات لابد أن اشيد بهذا الدور الفاعل فمن خلال مشاركتي وارتيادي لمعارض الكتب أجد أن دار ثقافة الطفل موجود في كل محفل ثقافي ومنشوراته من المجلات والمطبوعات المتنوعة حاضر بقوة مع اهتمام كبير بأسلوب البائع في تعامله مع الاطفال يحتوي الدار على اصدارات كثيرة من القصص التي فيها اثر كبير على تكوين وتنشئة الطفولة بصورتها الجيدة هذا من ناحية والحق يقال لكن من غير المهرجانات ومعارض الكتب لن نجد تلك المطبوعات إلا إذا ذهبنا إلى الدار مباشرة هنا يجب أن يكون لنا رأي آخر إذ لابد من للدار من نشر اماكن لتوزيع وبيع تلك المطبوعات أو اقتراح اشتركات لايصال المطبوعات للمشتركين حتى يتسنى للجميع الحصول عليها وتكون في متناول الايدي وتسهل على الاهالي اقتناءها لأبنائهم، وأيضاً لابد من الاهتمام بالجانب المرئي المتمثل بقناة متلفزة أو الجانب السمعي كأن تكون إذاعة خاصة بالأطفال!، فيجب على الدار أن يأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر المهم لأن الأطفال هم صناع المستقبل وعلى ايديهم ستُعمر البلاد اكثر واكثر من خلال وضع خطط طويلة الأمد من أجل رفع الروح المعنوية والثقافية نحو حب الوطن واعماره والنهوض بالواقع إلى واقع أفضل وأجمل .. نتمى أن نكون قد ساهمنا في ايصال فكرة الى من يهمه الأمر..

***

سراب سعدي

في المثقف اليوم