أقلام حرة

ميلاد عمر: غزة اسقطت ورق التوت عن اجساد الحكام العرب وسفهاء العالم

ابادة جماعية يشهدها القطاع، والاعراب يتفرجون ولا يستطيعون ايصال المؤن الى مليوني ساكن بقطاع غزة، هم اصلهم نازحون الى القطاع بفعل التهجير القصري من المناطق المجاورة العام 1948 وما بعده، اكتفوا كالعادة بعبارات التنديد والاستنكار والاستهجان، ولأن الدول العربية مجتمعة لا تملك قرارها، فهي تذهب حيث يريد الغرب الذي كان يستعمرها، بمعنى انه استقلال شكلي ليس الا، فغالبية الدول العربية وبالأخص الخليجية لا تزال تحتفظ بقواعد وقوات اجنبية(اول قاعدة عسكرية في الخليج تحتضنها البحرين انشات العام 1971م، اما الكويت فإنها تضم اكبر عدد من الجنود في الخليج، الامارات يوجد بها أكبر عدد من القواعد لدول مختلفة، حيث يوجد بها قواعد لأمريكا وفرنسا وأستراليا. ووفقا لتقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية ، فإن عدد الجنود الأمريكيين والمدنيين العاملين لمصلحة الدفاع الأمريكية في الكويت: 16.592، والإمارات: 4.240، والبحرين: 9.335، والسعودية: 850، وعُمان: 32، فيما أعلنت قطر أنها تستضيف أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي.)، ترى مما الخوف؟ أ ليست غالبية دولنا والكيان الصهيوني تحت الحماية الامريكية؟ لماذا الانفاق على شراء الاسلحة المختلفة والذخائر المتعددة والتي تكلف خزائن شعوبنا الاموال الطائلة، ويكون ذلك على حساب معيشة شعوبنا ورفاهيتها، لماذا لم يقوموا مجتمعين او فرادى بإنشاء مصانع الاسلحة والذخائر للحفاظ على استقلالنا الذي قدم من اجله اباءنا واجدادنا ارواحهم فداء للوطن، ناهيك عن مصانع الصناعات الغذائية التي تبعد عنا ذل الاستجداء؟.

غالبية حكام الغرب يقفون الى جانب الكيان الصهيوني وبالأخص بريطانيا وفرنسا والمانيا التي تدعي التحضر والحفاظ على حقوق الانسان .

حتى الان اكثر من 2000 من اطفال غزة (ملائكة الارض) تم استهدافهم من قبل الصهاينة اضافة الى الاعداد الهائلة من النساء وكبار السن، المستوطنون الصهاينة ليسوا مدنيين وان ارتدوا اللباس المدني، لانهم يحملون في صدورهم الروج الاجرامية الانتقامية ضد شعب اعزل من السلاح حكم عليه العالم وعلى مدى ثمانية عقود بان يعيش حياة الذل والمهانة ، الشعب الذي عبر الى القرن 21 ولم ينل استقلاله، يتلذذ العالم بمآسيه.

لماذا الكيان الصهيوني وحده فوق القانون الدولي؟ لم يعاقب يوما على ما يقوم به من انتهاك لحقوق الإنسان، والرئيس الامريكي يتبنى الرواية الصهيونية بشان قصف المشافي، الغرب مجتمعا يمد الكيان المغتصب بشتى انواع الاسلحة والذخائر والحجة ضرب حماس التي تحاول ان تدافع عن شعبها المكبل بالحصار الجائر على مدى 17 سنة.

لقد كشفت حرب غزة او ما نطلق عليه (طوفان الاقصى) مدى عمالة الحكام العرب وخوفهم على عروشهم، وكذلك مدى الكره الدفين الحاقد لشعوب منطقتنا، منذ ان اسقط الغرب الاتحاد السوفييتي يسعون وبكل السبل الى تفتي الوطن العربي الذي قاموا بتفتيته، يريدون تشكيل اوسط جديد (سايكس- بيكو جديد) بما يتماشى ومصالحهم، .

عذرا يا اهل غزة لقد تأخرت الجيوش العربية المسيسةالمؤدلجة (التي وللأسف سارعت وفي لمح البصر في اسقاط انظمة الحكم بكل من العراق وليبيا واليمن ولاتزال شعوبها تعاني ويلات التدخل)، لكن الشعوب حتما ستهب للنجدة.

***

ميلاد عمر المزوغي

في المثقف اليوم