أقلام حرة

محمد سعد: الذكري الـ (46) على رحلة السادات للقدس!

حديث علي نار هادئة..

أخشي ما اخشاه أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه الخيانة وجهة نظر. في الماضي كانت تمارس علينا سياسات التجهيل والآن نمارس علي انفسنا تصديق كل الخداع الإعلامي. والنتيجة واحدة في مذكرات (شيمون بيريز) رئيس الكيان ماذا قال عن مناحم بيجين. بعد زيارة "السادات" للقدس قال:- بيجين رئيس الوزراء الكيان الإسرائيلي. (اننا جعلنا العرب ييأسون من الضغط علينا بواسطة اﻷمم المتحدة ثم جعلناهم ييأسون من الإتحاد السوفيتي. والآن يجب أن نجعلهم ييأسون من أنفسهم وعندما يتم ذلك سوف يدركون انة ليست أمامهم وسيلة غير التوجة الي إسرائيل مباشرة وقبول ما تعرضة عليهم) لقد صدق (بيجين) عام 1978م في المؤتمر الأول للخيانة في فندق ميناهاوس. ومفاوضات السلام المزعومة في الإسماعيلية وحضر الوفد المصري في غياب كل الاطراف من الخارجية الأمريكية والإتحاد السوفيتي والعرب. لقد حاولت إسرائيل ان تسقط ثلاث مصادر للخطر العربي علي اسرائيل.

اولا: تيار القومية الجارف في فترة الخمسينيات والستينيات كما جاء في مذكرات مؤسس الدولة العبرانية (بن جوريون)

ثانيا: دول الجوار "سوريا ومصر"

ثالثا: الخوف من التنظيمات السياسية والعسكرية المنظمة.

وخروج مصر من الصراع العربي الإسرائيلي. وجعلها دولة حبيسة داخل حدودها الجغرافية وتقليص دورها المحلي والإقليمي. لقد حاولت امريكا بإعتراف (هنري كيسنجر) إذا ظلت مصر فكرة وتيارا وحركة تاريخية فإنه هو الذي سوف يكون في حاجة إليها لحل أزمة الشرق الأوسط آما إذا تحولت الي مجرد دولة داخل حدودها سوف تحتاج الي الأمريكان لحل الأزمة في مصر. إن المآساة الوطنية الحقيقة هي عمل وجهها الأول علي الإنتماء القومي اولا: الالتزام الديني لكننا ركبنا القومية لمحاربة الدين وسخرنا الدين لمحاربة القومية. ولم نتعلم ولم ندرك ما أدركتة قوميات آخري مثل التركية والايرانية. التي لعبت في الفترة الحالية دورا مهما في الصراع الدائر في المنطقة. لقد نجح بن جوريون في تأسيس كيان. ونجح نتنياهو في تشكيل بناء دولة. من عناصر لها من القومية. في عالم عربي أصبح كلمة القومية العربية جريمة. ساعد علي ذلك بعض الأفكار من جماعات ريداكالية أصولية. وساعدهم النظام في الحقبة الساداتية. في الجامعات والنقابات العمالية ليس حبا فيهم ولكن لضرب التيار القومي. في هذة الفترة لتوطيد حكمه. لذلك ضاع العرب في وسط قوميات محيطة بهم وطالبت حركات قومية داخل أطار الدول العربية بالإنفصال. ومع صعود الأحداث الحالية في قطاع غزة. كانت الأنظار نتيجة الي إيران وتركيا كلاعبين في المنطقة في غياب دور للعرب في ظل إبادة شعب عربي لا يستطيع زعيم عربي أن يقدم ففي خبز الي غزة إلا بموافقة إسرائيل.. ومن الصدفة أن يكون يوم 19 نوفمبر هو يوم ميلاد عز الدين القسام العالم والفقهية والمجاهد السوري الذي استشهد علي ارض فلسطين.. !!

***

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث مصري في الجغرافيا السياسية.

 

في المثقف اليوم