أقلام حرة

البشير عبيد: الواهمون والحلقة المفقودة!

البعض من "رعايا" هذا البلد الجريح يتوهم ان لديه موهبة خارقة في الكتابة والثقافة والفن، والحال ان رصيدهم من اللغة وبلاغتها ومفرداتها وجمالياتها لا يتعدى معرفتهم كتابة الاسم واللقب وربما تحرير رسالة حب بسيطة لامراة تعيش خارج الزمان والمكان.. الواهم هنا هو مريض بازمات نفسية مزمنة والأمر يزداد خطورة اذا تسلح هذا الأخير بشراسة لا مثيل لها معتمدا الادعاء مع مهاجمة الخصوم بعدوانية تفوق التصور والخيال.......

هذا النموذج من  رعايا هذا الوطن لا يستطيع ان يخرج من نفق الحمق والكراهية لمن اختلف معه في الراي والفكر والتصور....

هؤلاء بكل بساطة هم السفهاء..ننصحهم بالذهاب الى حديقة البلفيدير وهناك بامكانهم ان يتعلموا كثيرأ من دروس الحياة...

لم يفهم هؤلاء الرعاع انهم المؤسسون لرداءة المرحلة وقد نالهم شرف التاسيس في لحظة تاريخية فارقة غاب فيها الأحرار والشرفاء عن صدارة المشهد العام بكل سياقاته..لكن فاتهم ان إعادة بناء المشروع الوطني الإجتماعي بتعبيراته الحقوقية والمواطنية دون نسيان التنوير الفكري والثقافي، لا يقوم بهذه العملية العسيرة والمنظمة إلا من تسلح بالقيم الإنسانية الكبرى مع مزج دقيق مع خصوصية الهوية الوطنية...لقد ساهم باقتدار مؤسسو الدولة الوطنية

بعد خروج الإستعمار المباشر في وضع اللبنات الأولى للكيانات السياسية الجديدة هنا وهناك، في المغرب والمشرق العربي، بعيدا عن المحاصصات الحزبية والفؤية الضيقة.. وهذا المسار التاسيسي بهناته وإخفاقاته، لم يأتي من فراغ، بل جاء نتيجة المكابدة وطول النفس والفكر الإستشرافي الإستراتيجي.....

بناء المجتمعات وإرساء النهوض والتقدم وقيم المواطنة، لا تقوم به العقول الراكدة والسواعد الغارقة في مياه النوم وتنتظر هطول المطر الغزيز من الذهب والفضة.....

***

البشير عبيد / تونس

في المثقف اليوم