أقلام حرة

صادق السامرائي: أمة الأذكياء يقودها الأغبياء!!

دول الأمة التي تعاني الويلات والإضطرابات والخرابات والدمارات يدير شؤونها الأغبياء. فالذكاء لا يقاس بالدرجات العلمية، وإنما بالسلوك ومآلات الأمور وما تنتهي إليه، فعندما نعاين دولا ذات ثراء وطاقات بشرية نابهة ذكية، وترزخ تحت سنابك القهر والإذلال والحرمان، ويعصف في مؤسساتها الفساد وإغتصاب حقوق الإنسان، فالجواب الواضح على ذلك أنه الغباء الفاعل في حكوماتها من رأسها حتى أدنى درجة وظيفية فيها.

فالغباء كالوباء، وعندما يكون القائد غبيا، فمَن معه وما دونه يصابون بذلك الوباء المروع، فتنتكس الأحوال، وتتردى الأوضاع، وتنقلب الموازين، ويكون في المواقع القيادية الذين يتمتعون بدرجات عالية من الغباء.

هذا واقع سلوكي وتفاعل بشري قائم، يحدثنا به التأريخ عبر مسيراته المعاصرة والغابرة، فعندما يكون القائد ذكيا يؤلف حكومة ذكية، وعندما يتمتع بالغباء فأنه سيكره الأذكياء ويبعدهم، ويقرِّب الذين أكثر منه غباءً، وبهذا يقضي على نفسه وحزبه وحكومته، ويذيق شعبه كأس العلقم والسأم المرير، حتى لتجد أبناء البلاد يهربون إلى أي بقاع في الدنيا للخلاص من أهوال الغباء.

إن المواطن يشعر بالسعادة في غير بلاده، لأنه يمتلك ذكاءً، فيجد نفسه في عالم يقوده الأذكياء، فيستريح ويستشعر السعادة، وينطلق بإبداعه وتعبيره المطلق عن ذكائه.

وكم من القيادات الغبية والحكومات الأغبى منها في بعض دولنا، التي تذيق مواطنيها شر الحياة، وتحيل وجودهم إلى قهر وعناء.

فهل تستحق مجتمعات الأمة الذكية حكومات على هذه الدرجات من الغباء.

حكومات تساندها القوى الطامعة بالبلاد، وتؤسسها بطوابير من الرعاع، وتوهمهم بأنهم قادة وأذكياء، وما هم إلا عقارب صفراء عمياء، تريد أن تنفث سمومها في أبدان المساكين الأشقياء من أبناء البلاد الأبرياء.

فهل من حكومات ذكية في دولنا الشقية، يا أمة الألباب التي بها يتعقلون؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم