أقلام حرة

شدري معمر علي: سقوط الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس أخلاقيا

إذا كان الفيلسوف هو المحب للحكمة الباحث عن الحقيقة العاشق للمعرفة فإنه دائما وفق مبادئه وقيمه يقف بجانب الحق ويدافع عن الحقيقة حتى ولو كانت على حساب معتقده وملته ..

يعرف المفكر السوري خالص جلبي الفيلسوف فيقول:  "الفيلسوف إنه ذلك النهم للمعرفة، الذي تغشاه روح الطفولة، ولا تفارقه روح الدهشة، وفضولية الطفل وحبه اللعب والإصغاء ولو لفلاح جاهل، مع نسيان النفس، وتأمل كل قديم بنظرة جديدة؛ فالجدة لا تفارقه، والعجب لا يغادره" .

فإذا كان هذا الفيلسوف الذي تغشاه روح الدهشة والمعرفة فكيف به يخرج عن إتسانيته وعقلانيته وخاصة وقد مر بتجارب عميقة وبلغ من العمر عتيا .

"فقد أصدر الفيلسوف  يورغن هابرماس- ومعه نيكولا ديتلهوف أستاذة العلوم السياسية، ورينر فوريست الفيلسوف المعروف، والأستاذ كلاوس غونتر- بيانًا حول ما يجري في قطاع غزة، أدانوا فيه "المجزرة التي ارتكبتها حماس ضد إسرائيل بنية إبادة الحياة اليهودية بشكل عام"

يقول هابرماس، ومن معه في بيانهم: "إنّ الوضع الحالي الذي تسبّبت فيه وحشية الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس، وردّ فعل إسرائيل عليه، أفضى إلى سلسلة من المواقف الأخلاقيّة والسياسيّة والمظاهرات الاحتجاجية".(1)

إن هذا الموقف اللإنساني من فيلسوف كبير  ينظر لعملية فعل التواصل يجعله يسقط سقوطا حرا في بحر التناقض و كل ما عاش من أجله يتلاشى بهذا الموقف العنصري الذي يقف فيه مع الجلاد المغتصب ضد الضحية صاحب الأرض الذي يقاوم منذ أكثر من خمس وسبعين سنة متشبثا بها رغم الحصار والدمار..

وقد صدق الشاعر محمد المقرن حينما قال :

نبني من الأقوال قصرا شامخا **والفعل دون الشامخات ركام..

***

الكاتب: شدري معمر علي - الجزائر

...................

1- موقع الجزيرة.

في المثقف اليوم