أقلام حرة

حسن حاتم المذكور: من الكافر (3)؟

1 ــ كفرت باللامعقول، مستعيناً بعقلي، للبحث عن طريق آخر يقربني من ألله، آلهة العدل والسلام والحب والمساواة والجمال، كفرت بالكراهية والحروب المدمرة، وكذلك بالأديان والمذاهب، عندما تكون زيتاً لحرائق العدوان، الأسلام وعبر التاريخ، يبيض لنا مجاميع لأرهاب الأخر، في عراق الظالم والمظلوم، يحكمنا ويعبث في مقدراتنا، رجال دين، ربما لم يقرأوا في حياتهم، سوى كتاب واحد، حفظوه عن ظهر قلب، لا وظيفة لهم الا فرض الحجاب، على نسائنا وعقول رجالنا، على قلوبنا وارواحنا واحاسيسنا ومشاعرنا، في نظام للتغبية الشاملة، أصبح العراق محتلاً، نصفه لأيران والنصف الأخر لأمريكا، بين احتلالين، فقد العراق دولته وسيادته وحرية ورغيف خبز مواطنيه، تلك الحقيقة، يتجاهلها الولائيون من مرتزقة مجاهدي الحشد الشعبي، وخيانة الأوطان اشد أنواع الكفر.

2 ــ لم يوفق الله (وهو الواحد) أن يجمع الأديان في دين واحد، والكتب المقدسة في كتاب واحد، والمرسلين في نبي أو (نبية) واحد، لو حدث هذا لما تواصلت الفتن والمجازر الى يومنا هذا، من تلك النقطة، يبدأ سؤال الشك، وكأن لكل نبي دينه وكتابه وآلهته واطماعه على الأرض، وهذا غير ممكن، هنا يأخذ الشك كامل عناصر مبرراته، ويصبح بيئة لرفع القناعات اصابعها، من داخل الحقيقة، والسؤال ياخذ شكله التالي، هل أن الأديان تعبير عن ضرورات حياتية، ومتغيرات مجتمعية ملزمة، وأن الأديان تأسست على الأرض، والكتب كتبت على الأرض ايضاً، وأن الأنبياء اصحاب مشاريع، سياسية واقتصادية توسعية، وأن الغايات تبرر وسائلها، كما هي الآن، ليس وحدي هنا، ازاء تلك الفوضى وغياب الوضوح، بل هناك الملايين، ممن جرفتهم موجة الشك والوعي الجديد.

 3 ــ تجربة العقدين الأخيرين في العراق، مع اسلاميي شيعة العراق وايران، ايقظت موجة الشك، بعقائدهم وايمانهم والتفصيلات التاريخية لتمذهبهم، وكشفت عن العورات الخلفية، لمراجعهم. ورموز أحزابهم وتياراتهم، لا زالت علامات الأستفهام، تحوم حول شخصية رجل الدين الأيراني (الخميني)، الذي استورثه (خاميئني)، وأن الهمس الحذر، يشير أصبعه بأتجاه، الشخصية والسلوك الغامضين، لرجل الدين الأيراني (السيستاني)، الحاكم الفعلي للعراق، الكثير من الكتاب والباحثين المتخصصين، يمكنهم رفع القناع عن العملة الحقيقية (للسيستاني)، لكنهم يخشون التضحية، اما بأعناقهم او بارزاقهم، فالقيادات الشيعية الأيرانية والعراقية، معروفة بوحشية التكفير والأبادات الصامته، وهم المتهمين تاريخياً، بقتل الأمام الحسين (ع).

4 ــ ما يجري في قطاع غزة الفلسطيني، هي حرب دينية، جاء فيها اليهود، مع البوارج والسفن الحربية، وطرق أخرى عديدة، أقتلعوا شعب فلسطين من أرضه وسكنوها، واقاموا فيها دولة يهودية توسعية، وقالوا انها ديمقراطية غربية امريكية، قبلهم دخل المسلمون لأسبانيا واقاموا فيها دولة الأندلس، وتم سبي أكثر من (30) الفاً من القاصرات، اقتلعوهن من أحضان أمهاتهن واسرهن، وارسلوهن هدايا لمركز الخلافة، وتم اقتسامهن وبيع المتبقي في المزادات، شيدوا الجوامع والقصور على اكتاف أهل الأرض، وقالوا تلك حضارة اسلامية، ستنتهي الحرب في قطاع غزة، وسينتصر القادة هنا وهناك، والشعوب وحدها الخاسرة، وتعود المليشيات المستهترة، بعد إغتسالها من عار جرائمها، في قتل الدولة واذلال الأنسان، في العراق ولبنان واليمن، سيعودون موجة من التكفير الجهادي، لتأمين شرعية الأحتلال والتوسع الأيراني، الحليف والشريك التاريخي، لأمرييكا واسرائيل، تلك اللعبة التاريخية، ستتواصل الى امد بعيد، والغباء العربي الأسلامي سيتواصل ايضاً، فالشعوب التي، تبحث عن حظها في السماء، وتتجاهل حياتها على الأرض، غير جديرة ببناء الأوطان، ناهيك عن حمايتها، ويبقى السؤال يتوجع " من الكافر إذن، أنا أم من باع  أرضه وشعبه، ويحتال على ربه ودينه".

***

حسن حاتم المذكور

13 / 11/2023

 

في المثقف اليوم