أقلام حرة

ضياء محسن الاسدي: كثرت الشعارات وفقدان المصداقية

مع بدا الحملة الانتخابية للترشح لمحافظات العراقية واحتدام الصراع بين المتنافسين للحصول على المقاعد وفي خضم هذا الصراع المحتدم نرى الشوارع وهي تكتظ بالصور التي من ورائها هذا الاستنزاف للأموال الطائلة التي تُصرف بدون اكتراث لمعانات المواطن العراقي البسيط الذي يسعى لتأمين قوته اليومي يقابله عدم احتواء الحكومة العراقية لأبنائها الخريجين المطالبين بالوظائف وهذا التراجع في الأداء الخدمي للحكومة ومؤسساتها التي تثقل كاهل المواطن بإجراءاتها المعقدة حيث نرى البذخ الواضح والغير مقنع في تلميع صور المرشحين التي تحمل الشعارات الرنانة والكبيرة في معناها على مدى عشرين عاما الماضية والتي لم نراها ونلمسها على أرض الواضع والتطبيق حيث ما زالت في أطار صور حامليها والكل يقول سوف نبني وسوف نتقدم ونطور الواقع لكن لم نرى البناء ولا التقدم ولا جزء بسيطا من هذه الوعود المزيفة وبقينا ندور في فلك الأخت الفاضلة (سوف) إلى حد التسويف في الأيام الماضية ولا الحاضرة ولا على المستقبل القريب كون المواطن فقد الأمل والمصداقية لشخوص هذه الكيانات الحزبية التي تسعى لمصالحها الشخصية على حساب مصلحة المواطن .

أن في كل مرة نرى وجوها مرسومة على أعواد خشبية وصورا مملوءة بالصحة والعافية والترف يملأ محياها مصحوبة بالشعارات الكاذبة تعودنا عليها تبشر بالخير القادم والتقدم والعدالة والمساواة وإحقاق الحق وغيرها من الشعارات التخديرية  التي تُحاكي مشاعر الناس البسطاء والنفعيين الذين لا يهمهم سوى أنفسهم ومصالحهم الشخصية وهذه الوجوه المبعثرة على أعمدة الطرقات والأرصفة والساحات لا تراهم إلا في الحملات الانتخابية بواجهة وشعار جديد على أمل الفوز بالكنوز التي تفرزها العملية السياسية يسيل لها لعاب الوصوليين ومحبي السلطة والنفوذ والطامة الكبرى هي من يصدقهم في كل مرة ويطبل لهم والذين يدعون لانتخابهم بأبخس الأثمان لإعطائهم الشرعية في الفوز على حساب جراحات المواطن العراقي ومصالحه فعلى مدى سنين ولم نلمس من هذه الشعارات سوى تنفيذ مشاريعهم التجارية الخاصة والمربحة لهم بطريقة بشعة استنزفت ميزانية الدولة قبل انتهاء مدة دورتهم والعراق ومستقبل أجياله يراوح في مكانه وخارج نطاق عملهم وفكرهم حيث يعملون في كل دورة ترحيل مشاكل العراقيين ومعاناتهم إلى أجل غير مسمى لتتفاقم مأساة المواطن العراقي فكلنا أمل بأجيال القادمة أن تكون في حدود المسئولية والوعي الوطني لنصرة الشعب العراقي المسكين في  المساهمة  للتخلص من هؤلاء الشرذمة النفعيين والفاسدين وطردهم من العملية السياسية.

***

ضياء محسن الاسدي

في المثقف اليوم