تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

زكريا الحسني: مهد الفلسفة والإنسان

قصة الإنسان بدأت برسم اللغة وأصبح من خلالها التواصل والتطور والإبتكار ومنها بدأت الحكاية وتكونت ممالك وابتكرت القوانين والتي جاءت لحاجتها بالسيطرة على الإنسان وتنظيمه بمجتمع مدني تحت لواء قائد يقود زمام الامور فإذا إفترضنا بعدم حدوث هذا التطور والتقدم فتصوري لم تكن هناك إنسانية باقية وحتى لو كانت باقية لم تكن بهذا العدد وبلغت إلى هذا المستوى من التقدم والتحضر فمن منطلق ذلك قالوا إنّ الانسان هوَ محور الكون ‏عرفت الفلسفة عبر تاريخها تعريفات متعددة اختلفت في تحديد معناها كانت جلها قدح وتنقيص من قيمتها وأهميتها من قبيل انها ضرب من الكفر والزندقة والالحاد وتعمل على ترسيخ فكرة نكران الله وعدم الاعتراف بالدين وإنها كلام فارغ لا طائلة منه سوى مضيعة الوقق هذا المعنى المتداول عن الفلسفة ‏وكما تعلمون جيداً إنّ تفّسير المفاهيم والمصّطَلحات يخَتلف من مكان إلى آخر بإختلاف الأمكنة والأزمنة وما لهُ من تأثير في طريقة التعاطي مع الأفكار وتحليله وتفسيره من خلال الحصيلة المعرفية والتجربة الحياتية وهذه سنة الله في خلقه ونتيجة ذلك حدث هذا التطور الإنساني فالمعرفة كلها تراكمية وتتطور وتتغير لتواكب العصر والذي لا يتماشى مع ذلك سينتهي ويندثر وكم رأينا من أمم وحضارات فأصبحت كالهشيم تذروه الرياح فأصبحت نسياً منسيا كأنها لم تكن شيئاً يذكر ‏ وإذا أردنا أن نفهم أي مصطلح أو مفهوم ينبغي علينا أن نعود إلى نقطة البداية ولا يمكن ذلك إلا من خلال العودة للتاريخ ونجمع أكبر قدر من المعلومات للوصول إلى أقرب نقطة تقربنا للحقيقة أو هي الحقيقة بعينها فحتى لو لم نصل إليها فطريقنا إليها جزء من الحقيقة نقرب ونقارب فموضوع اليوم الفلسفة وتاريخها وتطورها ومن أهم المدارس الفلسفية وروادها سنذكرها كالآتي: المدرسة المثالية: أفلاطون المدرسة الواقعية: أرسطو المدرسة التجريبية أو البراغماتية: تشارلز بيرس المدرسة الوجودية: سورين كيركغور المدرسة العقلانية: سقراط، رينيه ديكارت المدرسة الوضعية المنطقية: برتراند راسل، رودولف كارناب. المدرسة الرواقية: زينون، ماركوس، سينيكا، ماركوس أوريلوس. المدرسة العدمية: فريدريك نيتشه، ماكيز دوساد. المدرسة المتعة واللذة: أبيقور، ميشيل أونفراي.

 الفلسفة وجدت حيث وجد العقل فالفلسفة تخضع تحت نطاق العقل والمنطق وبالتأمل في الاشياء وتفسيرها وتحليلها والغوص في أعماقها والاتيان بالحجج والبراهين لفهم الاشياء من جميع الابعاد الفلسفة نتجت عنها اللغات بجميع أشكالها وكينونتها فقبل خلق مصطلح الفلسفة هي كل ما ينتج من افكار تخوض غمارها عقلياً ومنطقياً لتتوافق مع قوانين الطبيعية فالفلسفة وجدت حيث وجد التفكير فكل العلوم والمعارف تراكمية فقصة الفلسفة هي كانت البداية فتفرعت منها شتى العلوم وظل مصطلح الفلسفة في عالمنا الاسلامي عامةً والعربي خاصةً مقرون بتفسير الغيبيات وقد أثير الجدل نحو ذلك وهذه من الاسباب التي تم الهجوم على الفسلفة ولأنها أيضاً تتعارض مع كثير من الافكار والمعتقدات التي لا تنسجم مع المنطق والعقل فلذلك يتم الهجوم عليها وتشويه هذا المصطلح ممن يدعونها ومن يرجع إلى تاريخ الفلسفة سيفهم القصة قبل ظهور أرسطو وأفلاطون وسقراط وفيثاغورث وحتى قبل ظهور اللغة والكتابة فقد وجدت الفلسفة عند وجود العقل فكما يقول رينيه ديكارت أنا أفكر إذن أنا موجود الفلسفة هي تفسير وتحليل الظواهر للوصول إلى ماهية الأشياء ونختم مقالنا بهذه العبارة الرائعة الفلسفة جائت من الإغريقية والتي تعني حرفياً "حب الحكمة والحكمة هنا لم يقصد منها سداد القول وإنما البحث والتأمل لمعرفة الحقائق وماهية الاشياء من حيث هيَ وإلى هنا قد وصلنا النهاية " . انتهى

***

زكريا الحسني

كاتب من سلطنة عمان

في المثقف اليوم