أقلام حرة

بكر السباتين: قواعد اشتباك جديدة بعد القصف المتبادل العميق بين حزب الله و"إسرائيل"

حزب الله يقصف قاعدة عسكرية في العمق الإسرائيلي بثمانية صواريخ من العيار الثقيل والدقيق فيما اعترضت القبة الحديدية بعضها وفق المصادر الإسرائيلية، من جهته يرد جيش الاحتلال بقصف أهداف مدنية جنوب لبنان. فما مدى خطورة هذا التحول في المواجهات التي بدأت بعد طوفان الأقصى بيوم ( 8 أكتوبر 2023) في إطار دور الحزب المساند للمقاومة في غزة ضمن وحدة الساحات؟.

هذا ما أعلنته مصادر إسرائيلية حيث نجم عن القصف مقتل مجندة وإصابة ثمانية عسكريين حالة بعضهم حرجة.

واستهدف القصف الصاروخي الذي شنه حزب الله القيادة الشمالية والقاعدة الجوية في ميرون وقاعدة عسكرية في محيط مدينة صفد بالجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة بما يسمى"إسرائيل".

وعقب ذلك بساعات جاء الرد الإسرائيلي بشن غارات مكثفة على عدة بلدات في جنوب لبنان منها مدينة النبطية في جبل عامل، أسفرت حتى الآن عن ارتقاء 4 شهداء وإصابة 11 آخرين من المدنيين.

من جهته، كأحد أشد أعضاء الكابينت تطرفاً، اعتبر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قصف حزب الله الموجع لمواقع عسكرية في صفد، "حرباً فعلية" يشنها الحزب على "إسرائيل" ودعا "للتخلي عن الفرضية المعمول بها حاليا في الشمال مع لبنان".

في دعوة منه لتغيير قواعد الاشتباك.. وقد تجلى ذلك من خلال طبيعة الرد الإسرائيلي الذي استهدف تجمعات سكنية في العمق اللبناني خلافاً لما كان دارجاً من قبل، وبالتالي ترك حالة التصعيد في تدحرج مفتوح كأحد أهم أهداف نتنياهو، حتى يتحرر من أزماته الداخلية.

فمنذ أكثر من أربعة أشهر والقصف المتبادل بين حزب الله اللبناني وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود في جنوب لبنان يتصاعد بحذر شديد، دون أن تتجاوز المواجهات الخطوط الحمر.

فهل ما حدث قبل أيام سيغير المعادلة أم ستتدخل على خط الأزمة عوامل تهدئة إقليمية؟ كون الطرفان يعانيان من أزمات خانقة.

ف"إسرائيل" غارقة في مستنقع غزة وتكابد للخروج من عنق الزجاجة، أما الأزمات في لبنان وعلى كافة الأصعدة فحدّث ولا حرج.

ولكن في حرب الإرادات فغالباً ما تهمش حسابات الربح والخسارة والسطوة فيها تكون للأهداف المعلنة.

فحزب الله -من جهته- ربط هدفه بإيقاف الحرب على غزة فيما ربطته "إسرائيل" بسحب قوات الرضوان إلى شمال الليطاني.

ما يعني أن قواعد الاشتباك الجديدة ستبنى على مبدأ هدفٍ بآخر شبيه.. على نحو: (مدينة بمدينة وإقليم بآخر…ألخ) في سلسلة أهداف متعاقبة "محتملة" حتى الذروة، أي: (بيروت مقابل تل أبيب).

ففي الحروب كل الاحتمالات ممكنة وخاصة أن التصعيد لن يتوقف وفق الأهداف اللبنانية إلا بتوقف الحرب على غزة.

أما بالنسبة لجيش الاحتلال فهو يحلم بدفع قوات الرضوان التابعة لحزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وفق ما طُرِحَ على طاولة المفاوضات بين الوسطاء الأوروبيين بالنيابة عن "إسرائيل" وحزب الله.

فهل دخلت المواجهات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في مرحلة عضِّ الأصابعِ بعد أن حُدِّدَتِ الأهداف؟ وكيف سيربط هذا التصعيدُ قواعدَ الاشتباك الجديدة ببنك الأهداف لدى الطرفين؟ أم أن قرار الحسم سيأتي من غزة التي أنهكت جيش الاحتلال بصمودها الإسطوري؟

أسئلة ورهانات باتت تقض المضاجع في الإقليم الذي يوشك أن ينجر لحرب إقليمة يأنف الجميع الاقتراب منها؛ إلا نتنياهو ومن ورائه اليمين الإسرائيلي المتعطش للدماء.

***

بقلم: بكر السباتين

15 فبراير 2924

في المثقف اليوم